صراع اندلع فى منتصف أبريل 2023، بين طرفا الحكم فى السودان اللذان يتقاسما السلطة منذ 2019 وهم القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، دار من خلاله معارك دامية لطخت المدن السودانية بدماء الأبرياء وأودت بحياة أكثر من 13ألف شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، وتسببت فى حدوث مجاعة وأزمة نزوح.
النزاع فى السودان رغم طيلة أمده إلا أنه يتشابك فى التوقيت مع حروبا أخري أشد ضراوة كـ العدوان الإسرائيلي على غزة مثلا، فغاب لفترة وجيزة عن خريطة الصراعات، لكن قسوته دفعته إلى الواجهة من جديد، وعلى مدار 10 أشهر، أدى النزاع لانتشار العنف المسلح وخيم شبح الحرب الاهلية فى السودان على البلاد مع دعوات تسليح المدنيين، وادى الاقتتال فى السودان إلى موجات نزوح، وعنف ضد النساء فى العديد من المدن وفقا لتقارير أممية، وقطعت شبكات الاتصالات والإنترنت فى بعض المدن، وأشارت القوى المجنة بأصابع الاتهام إلى الدعم السريع.
وحاولت بعض الأطراف الخارجية والشركاء الإقليميين للسودان، جمع قادة طرفى النزاع (عبد الفتاح البرهان القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة، وغريمه محمد حمدان دوقلو قائد الدعم السريع الملقب بـ حميدتى)، على طاولة واحدة، لكن بائت محاولات منظمة "إيجاد" بالفشل ديسمبر الماضى، وانتهى اتفاق جدة بين الجيش والدعم السريع بتبادل الطرفان الاتهامات والتلاسن.
وتفاقم المعارك الدائرة منذ أبريل 2023، الوضع الانسانى فى المدن السودانية، وأعلنت الحكومة السودانية ان عدد النازحين فى 9 ولايات بلغ اكثر من ١١مليون نازحا يتواجدون في ٦٧ محلية بحسب وكالة الأنباء السودانية سونا.
خلف الصراع نحو 6,036,176 نازحًا وفق الهجرة الدولية بسبب الاشتباكات المسلحة فى مدن متعددة فى جميع أنحاء السودان، وحذر تقرير للأمم المتحدة، من تفاقم الاحتياجات الإنسانية فى السودان ووفق الأمم المتحدة سيحتاج 24.8 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة فى عام 2024، وفقًا للأمم المتحدة فيما لا يتجاوز حجم التمويل العالمى للأزمة 40% مما دعت إليه خطة الاستجابة الإنسانية (فى نهاية عام 2023).
ووفق التقرير الدولى تواجه السودان أزمات متفاقمة ومركبة تسببت فى خسائر فى الأرواح، حيث تشهد نسب كبيرة من النزوح الجماعى، والجوع، والكوليرا، وكلها آخذة فى الارتفاع وتحدث بمعدل ينذر بالخطر لافتا الى "إن ما بين 70 و80% من المستشفيات فى المناطق المتضررة من النزاع لم تعد تعمل. وهذه الأزمة تتطلب المزيد من الاهتمام والتمويل".
وأشار التقرير انه يوجد حالياً أكثر من 7.4مليون سودانى نازح، داخل البلاد وخارجها. ويشمل ذلك ما لا يقل عن 1.4 مليون شخص فروا من السودان منذ منتصف أبريل لافتا الى انه على الرغم من أن العديد منهم ما زالوا يواجهون خطر العنف ومحدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية. داخلياً، هناك ما يقرب من ستة ملايين نازح، مما يجعل السودان البلد الذى يضم أكبر عدد من النازحين داخلياً فى العالم.
فيما يشهد السودان أيضًا أكبر نزوح للأطفال فى العالم، حيث فر 3 ملايين طفل من العنف واسع النطاق. علاوة على ذلك، مع إغلاق 10,400 مدرسة فى مناطق النزاع، ترك الصراع 19 مليون طفل دون الحصول على التعليم، وفقًا لتقرير صدر عام 2023.
بدورها أعلنت منظمة أطباء بلا حدود إن طفلا يموت كل ساعتين في مخيم زمزم للنازحين في دارفور في غرب السودان، ونددت بالوضع الكارثي فيه.وأوضحت رئيسة أطباء بلا حدود لشؤون الطوارئ في السودان كلير نيكوليه في بيان «نقدّر أن طفلا واحدا على الأقل يموت كل ساعتين في المخيم، أي نحو 13 طفلا يموتون في اليوم»، مضيفة أن «الأطفال الذين يعانون سوء تغذية حادا قد يموتون في غضون ثلاثة إلى ستة أسابيع إذا لم يحصلوا على علاج».
وقال برنامج الأغذية إن نحو 18 مليون شخص في أنحاء السودان يواجهون حاليا الجوع الحاد، ويعلق الأكثر احتياجا خلف خطوط القتال.وقال إيدي روي، مدير البرنامج في السودان: "المساعدات المنقذة للحياة لا تصل لمن هم في أمس الحاجة إليها، ونتلقى بالفعل تقارير تفيد بوفاة أشخاص جوعا".