"إيده تتلف فى حرير".. هذا أقل وصف يمكن أن نطلقه على عم مجدي بدوي صاحب الـ 63 عاما، ابن مدينة بنها بمحافظة القليوبية، فهو تعلم مهنة "الأويمجي" على يد والده وشربها منه، فكانت ورشته التي ورثها أيضا عن والده أحد أشهر الورش بالمنطقة، بل ذاع صيتها وتخطي حدود المحافظة بل وجمهورية مصر العربية، فهو يعمل على تحويل المخلفات من الاخشاب التي قد يراها البعض لا قيمة لها إلى تحف فنية ومنحوتات تبهر العين وترتقي بالذوق، كما أنه شارك بالعديد من مشروعات التخرج لطلاب كليات التربية النوعية.
"بنسى الدنيا وهمومها وكل شيء أثناء تواجدي داخل الورشة وبين المنحوتات".. هكذا بدأ عم مجدي بدوي حديثه لـ "اليوم السابع"، مؤكدا أنه ورث ورشة "الأويمة" عن والده الراحل الحاج "بدوي"، الذي ذاع صيته في فترة الخمسينات بين أرجاء مدينة بنها ومحافظة القليوبية، بل تخطي صيطها ووصل خارج حدود المحافظة، قائلا: "الورشة قديما في فترة الخمسينات كانت مليئة بالطلبات وكان يعمل بها ما يزيد عن 7 صنايعية، أما حاليا فلا، وكانت لها أعمال مع كبار الشخصيات".
وأضاف "مجدي بدوي"، أن والده قديما أتي له أحد العاملين برئاسة الجمهورية كوسيط للرئيس الراحل جمال عبد الناصر يطلب منه صناعة صالون لإحدى بناته، وبالفعل قام بصناعة الصالون ونقله للقاهرة، كما أنه كان كبار الفنانين يتعاملون مع والده وعمه الراحلين، منهم الفنانين عبد الحليم حافظ، وعبد السلام النابولسي، وصباح، وغيرهم من الفنانين وكبار الشخصيات بالدولة، كانوا يأتون إلى الورشة الأولى بمنطقة عابدين بالقاهرة، لأن هذه الشخصيات كانت ذواقة لمهنة الأويمة.
وأشار مجدي بدوي، إلى أنه كان يعمل مراجع حسابات بالأزهر الشريف، وأحيل للمعاش منذ حوالي 3 سنوات، ويعود تاريخ الورشة إلى خمسينات القرن الماضي، وتعد من أقدم الورش في بنها، وعمرها 75 سنة، موضحا انه تفرع للورشة بشكل كامل لحفاظ عليها وعلى تاريخها، قائلا: "بحلم أكمل مسيرة أبويا اللي شارك في عمل منحوتات موجودة داخل المسجد الأقصى، هو وشقيقيه وأتمنى الصلاة فيه، وكمان أنا بمجرد دخولي الورشة بنسى الدنيا وهمومي وكل حياتي، وميفصلنيش منها إلا الأذان للصلاة".
وتابع أنه يعمل في المهنة منذ 50 عاما، حين كان طالبا في المدرسة وعمره 14 عاما، لحبه لهذا المجال، فأصر على تعلم أصول العمل من والده حتى ورث المهنة بالكامل وأصبح يدرب الطلاب بكليات التربية النوعية والفنون التطبيقية على مهارات النحت وتشكيل الأخشاب وإعادة تدويرها وتحويلها لتحف وأعمال فنية، وينقل للطلاب المهارات الكاملة التي تعملها عن النحت والنقش والرسم على الخشب، مؤكدا أنه يستفيد بشكل كامل من مخلفات الأخشاب، ليصنع من خلالها تحفا فنية.
وألمح أنه يقوم بتحويل مخلفات الأخشاب إلى تماثيل فرعونية وتراثية، بالإضافة إلى أدوات للمطبخ مثل الصواني وأواني التوابل والأنتيكات والفازات والعصي المطرزة بالأويمة وغيرها، موضحا أنه لم يفكر في بيع تلك القطع التي صنعها طوال فترة عمله، قائلا: "كل حتة أنا صنعتها لها ذكرى معي، وأنا مفكرتش أني أبيعها وارتبطت بكل ما صنعته، وأسعي حاليا لعرض كل تلك المشغولات في معرض يعرف الناس من خلال قيمة تلك المنحوتات".
أدوات-مطبخ-خشبية
المنحوتات
النحت-على-الخشب
انتيكات-خشبية
انتيكات-وساعات-خشبية
تحف-وأنتيكات
جانب-من-المنحوتات
جانب-من-منحوتات-والده
حامل-للموبايل-وحصالة
دقة-غرفة-النوم-المصغرة
صواني-خشبية
عم-مجدي-بدوي
غرفة-نوم-مصغرة
قميص-خشبي
كراسي-وحامل-المصف-نسخ-مصغرة-جدا
مجدي-بدوي_1
منحوتات-صغيرة-جدا
منحوتات-عم-مجدي
منحوتات-والد-عم-مجدي
منحوتات-والده-الراحل
منحوته-فرعونية-على-الخشب-لوالده-الراحل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة