أشاد المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" والممثل الإقليمي للمنظمة الدكتور عبد الحكيم الواعر، بالتجربة المصرية في قطاع الزراعة والغذاء والمشروعات العملاقة التي تنفذها بالتعاون والتنسيق مع الشركاء الدوليين في هذا القطاع وعلى رأسها منظمة فاو، مؤكدا أن مصر لديها من الإمكانيات والفرص لتكون رافعة إقليمية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في الإقليم والعالم العربي.
وقال الواعر، في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان على هامش أعمال الدورة السابعة والثلاثين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة "فاو" الإقليمي للشرق الأدنى التي اختتمت مؤخرا بالأردن، إن الدولة المصرية تمتلك الخبرات والقدرات الكبيرة في قطاع الزراعة والغذاء، مشيرا إلى أن المؤسسات المصرية تعمل جنبا إلى جنب مع المؤسسات الإقليمية والدولية العاملة في قطاع الزراعة ومنظمة فاو تتطلع دائما للعمل مع الدولة المصرية.
وأضاف أن مصر تحتضن جزءا مهما من منظمة فاو، هو المكتب الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا ومقره القاهرة، وهو مكتب يضع سياسات وينفذ برامج على مستوى إقليم الشرق الأدنى، وشمال أفريقيا، موضحا أن مصر لها دور أكبر من مواجهة التحديات القائمة داخل القطر المصري فيما يتعلق بالأمن الغذائي، وإنما المساهمة أيضا في المواجهة الإقليمية.
وأشار إلى أن الدولة المصرية لديها مساهمات من خلال المساعدة في رسم السياسات، ودعم هذه السياسات على المستوى الإقليمي أيضا، مؤكدا أن التجارب المصرية في قطاع الزراعة محل تقدير من الجميع وخصوصا المنظمات الدولية رغم التحديات التي تواجهها من زيادة عدد السكان وندرة المياه والتغيرات المناخية.
ولفت الواعر، إلى أن المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، الدكتور تشو دونغ يو، كان في زيارة رسمية مؤخرا لمصر وأطلع على الإنجازات التي تقوم بها منظمة الفاو في مصر بالتشارك مع جهات الاختصاص مثل وزارات التضامن والزراعة واستصلاح الأراضي والري والوزارات المعنية في التعاون والتنسيق الدولي مع المنظمات الدولية من أجل تحقيق التنمية الريفية ودعم المرأة الريفية من خلال التشارك والتعاون مع شركاء في التنمية عبر تنفيذ برامج في ذات الشأن.
ونوه إلى أن مدير المنظمة أشاد بالمشروعات المصرية في قطاع الزراعة والغذاء بالتعاون مع الفاو وتحدث عنها كثيرا في العديد من اللقاءات والاجتماعات، مشيرا إلى أن التعاون والتنسيق بين مصر ومنظمة الفاو كبيرا جدا وعلى قدر عالي من المسئولية.
وحول أعمال مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة "فاو" الإقليمي للشرق الأدنى التي اختتمت مؤخرا بالأردن، قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، إن هذا المؤتمر جمع وزراء ومسئولين في كل القطاعات الزراعية، والأمن الغذائي في إقليم الشرق الأدنى، وشمال أفريقيا ، موضحا أن حضور بالمؤتمر كان من 30 دولة في هذه المنطقة المستهدفة والتي تعصف بالعديد من التحديات إنطلاقا من ندرة المياه والجفاف والآثار التي أصبحت بارزة للتغيرات المناخية، ومؤخرا الأزمات والنزاعات والحروب التي تعصف بالمنطقة.
ورأى الواعر أن هذه المنطقة تعرضت للعديد من الأزمات منذ جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية مما أثر على سلاسل الإمداد في منطقة البحر الأسود وأثرها الكبير على إقليم أدنى شمال أفريقيا بشكل عام في إمدادات الغذاء، مشيرا إلى أن المنطقة تعرضت أيضا للعديد من الكوارث الطبيعية مثل زلزال سوريا وتركيا والمغرب، والفيضانات في ليبيا وغيرها، في أماكن أخرى مما أثرت بشكل مباشر على قدرة الإقليم في عملية استدامة الأمن الغذائي.
وكشف أن هذا المؤتمر وضع استراتيجية للأولويات وتحديدها للإقليم في المرحلة القادمة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي، وبالتالي تكثيف التعاون ما بين الدول المشاركة، وعرض تجارب النجاح في مختلف الدول في الإقليم للاستفادة من نقل الخبرة من دولة إلى أخرى لتمكين الدول من تفادي وتخطي التحديات بشكل أكثر استدامة على مستوى متوسط والمستوى التنظيمي من خلال التعاون مع منظمة فاو.
وعن إنشاء المرصد الإقليمي في الأردن، كشف المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" والممثل الإقليمي للمنظمة، أن هذا مرصد للأمن الغذائي لإقليم شرق ويضم في عضويته مصر والأردن وسوريا والعراق ولبنان، موضحا أن هذه الدول تتشارك فيما بينها فيما يتعلق بالبيانات والإحصائيات الضرورة التي تمكنها من تحديد أولويات الإنتاج الغذائي وأولويات التبادل التجاري ما بين دول الإقليم لتحقيق الأمن الغذائي على مستوى الدولة.
ونوه الواعر، إلى أنه تم الإعداد والتخطيط لهذا المرصد الإقليمي بشكل جيد عبر سنوات عمل مشتركة بين هذه الدول ومنظمة الفاو، معربا عن تطلعه إلى مشاركة عدد أكبر من الدول الأعضاء وخصوصا تلك التي أبدت الاهتمام بالاشتراك في المرصد الإقليمي.
وحول الوضع في غزة ودور المنظمة في الحرب الدائرة وخصوصا في ظل ارتفاع وتيرة الجوع بالقطاع، أوضح الواعر أن المجتمع الدولي مطالب بإيقاف آلة النزاعات القائمة أو الحرب على أهالينا في قطاع غزة فورا، مشددا على ضرورة التمكين من إنفاذ المساعدات الإنسانية ووصولها لمن يحتاجونها من الأطفال والنساء تحديدا، هم في أمس الحاجة اليوم إلى كل وسائل وسبل الغداء، لأنه أصبح هناك تهديدا كبيرا جدا بالجوع.
وأعرب عن قلقه إزاء التنبؤ بكارثة في القطاع حيث أطلقت منظمة الأغذية والزراعة فاو مع العديد من المنظمات الدولية ما يعرف في مؤشر السلامة الغذائية، والأمن الغذائي بالتصنيف الموحد للفئات سكان الغذاء، مشيرا إلى أن هذا التصنيف أظهر أن كل سكان غزة يقعون في مرحلة الطوارئ، والكارثة والمجاعة ما بين 50 إلى 70% في المرحلة الرابعة والخامسة، مما يؤكد ضرورة الاستعجال لتقديم الإمدادات، والتي لن تكون كافية وفقا لمتطلبات الحالية.
وشدد الواعر على ضرورة بناء القدرة على الصمود داخل قطاع غزة للإنتاج، ولو الجزء القليل من الغذاء، من البروتين الحيواني الضروري مثل الحليب والألبان والبيض واللحوم التي تمكن السكان من التغلب ولو جزئيا على كارثة سوء التغذية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة