اشتهر رائد الفن التشكيلى محمود سعيد، بمعالجته للعديد من الموضوعات والقضايا من خلال فنه وعلى رأسهم إبراز الحس الدينى والوطنى ورموز الشعب المصرى باختلاف طوائفه، كذلك المناظر الطبيعية للبيئة المصرية.
وبمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، سبق وقدم محمود سعيد العديد من المظاهر الدينية بمختلف اللوحات الفنية، ومن بينها لوحة "الدراويش المولاوية تظهر ستة من الدراويش بملامح متشابهة وملابس متشابهة، لكنهم فى أوضاع مختلفة، أثناء أداء الأذكار الدينية.
وسبق وتم بيع لوحة الدراويش، فى إحدى المزادات العالمية بمبلغ 2.5 مليون دولار لتكون أغلى لوحة حديثة لفنان بمنطقة الشرق الأوسط.
ووفقا لمجمع متاحف محمود سعيد تأثر الفنان البناء التكوينى لمحمود سعيد بعدة مرجعيات كونت فى النهاية هندسة بنائية متميزة ومتفردة حيث تأثر بفن التصوير الفرعونى والقواعد الكلاسيكية للفنون الأوروبية فى عصر النهضة بجانب تأثره بدراسة القانون والتى أملت على أفكاره النظام وأهمية الالتزام به.
وأصبح محمود سعيد، نموذجًا لتوظيف الأساليب الغربية عن الذات الفردية والقومية وتتجلى هذه الحقيقة فى أعماله المتتالية التى أنتجها منذ منتصف العشرينيات وحتى أواخر الثلاثينيات.
أما فى مرحلة الأربعينيات فقد تمحور فنه حول البورتوريه أو الصورة الشخصية والتى اهتم فيها بإبراز العمق النفسى للشخصية بقدر ما اهتم بدقة الملامح وركز فى تعبيرات الوجه، ثم جاءت مرحلة تحول فيها الفنان تحولًا شديدًا وهى مرحلة الخمسينيات فساد لوحاته الهدوء وعم الضوء والبرود واختفت المشاعر المتأججة ليحل محلها الضوء الغامر والمناظر الطبيعية الواسعة والصمت فى جو هادئ.