ألقت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على الوضع فى قطاع غزة المحاصر فى أول أيام شهر رمضان الفضيل، وقالت إنه بعد سبعين يومًا من إجبار سكان غزة على مغادرة منزلهم فى مدينة خان يونس جنوب القطاع، يستعدون لقضاء رمضان فى ظروف قاسية وسط الموت والخوف من هجمات جديدة من الاحتلال الإسرائيلي ونقص الغذاء والدواء وأى مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية.
الوضع فى قطاع غزة
وأشارت الصحيفة، إلى استعداد هناء المصري وزوجها وأطفالهما الستة لـ شهر رمضان فى منزلهم الجديد: وهو عبارة عن خيمة متهالكة فى مكان لا يوجد به أى مظهر من مظاهر الاحتفال ولا زينة، ولا وجبات عائلية مبهجة، ولا قراءة للقرآن تحت أشجار الليمون والبرتقال فى الحديقة.
وقالت "الجارديان" إن الشهر الكريم– وهو وقت للأصدقاء والعائلة بالإضافة إلى التأمل الديني والصلاة والصيام – يبدأ يوم الاثنين، ولن يكون مثل أى شهر يمكن لأى شخص فى غزة أن يتذكره.
فرت عائلة المصرى من خان يونس بعد تلقى منشورات من جيش الاحتلال الإسرائيلى تطلب منهم الانتقال إلى مكان آخر حفاظًا على سلامتهم. وقد شقوا طريقهم إلى مدينة رفح على الحدود مع مصر ويعيشون الآن فى مخيم مؤقت مزدحم، وينامون ويأكلون وسط خليط من الممتلكات التى تم إنقاذها.
الوضع فى غزة
وقالت هناء المصرى، 37 عامًا، "كانت بناتى يدخرن أموالهن بعناية لشراء الزينة، وفى كل عام كنت أختار فانوس رمضان جديدًا. "إنه أمر محبط للغاية، وصعب للغاية."
وأوضحت الصحيفة أن هذا العام لن يكون هناك فوانيس. ولن تقوم المصرى بإعداد وجبة السحور، وهى الوجبة التى يتم تناولها قبل بدء طقوس الصيام طوال اليوم، ولا الإفطار فى نهايته.
وتقول بحزن: "كنت أحب إعداد وجبة من الجبن والمربى والفول والبيض لإطعام أسرتى طوال فترة الصيام، ثم شيء لذيذ على الإفطار."
وأشارت الصحيفة إلى أن الظروف فى رفح أفضل مما هى عليه فى شمال القطاع، حيث يقول مسئولو الصحة المحليون أنه تم تسجيل 20 حالة وفاة بسبب الجوع، لكن الأساسيات لا تزال غير متوفرة. ويعيش الكثيرون منهم على الخبز المسطح المطبوخ على نار الحطب أو مواقد الغاز الأساسية، والسلع المعلبة التى تنقلها الوكالات الإنسانية من مصر بالشاحنات. ويبلغ سعر نصف كيلو من السكر الآن 10 دولارات، ويكاد يكون من المستحيل الحصول على الملح. الفواكه أو الخضار الطازجة نادرة ومكلفة للغاية.