في الحلقة الثانية من مسلسل الحشاشين من بطولة كريم عبد العزيز، والذي يعرض على قناة dmc، بالتزامن مع عرضه على منصة watch it، وصل حسن الصباح "كريم عبد العزيز" إلى مصر، وطلب بدر الدين الجمالي من حسن أن يغادرها فور وصوله، ومن هنا سوف نستعرض خلال السطور التالية حكاية بدر الدين الجمالي الملقب بـ" أمير الجيوش".
هو أبو النجم بدر المستنصري وزير الخليفة الفاطمي المستنصر بالله ومجدد القاهرة الفاطمية، وكان أرمني الأصل، حيث شهد العصر الفاطمي ظهور شخصيات أرمينية عديدة خدمت في البلاط الفاطمي.
كان بدر الدين الجمالي الذي ظهر في مسلسل الحشاشين الحلقة 2 مملوكا أرمينيا ثم أُعتق وترقى حتى أصبح أمير الجيوش في الشام، استدعاه الخليفة المستنصر من الشام ليوليه الوزارة في عام 173م إبان الشدة المستنصرية وهي الازمات التي كادت تودى بدولة المستنصر.
وكان على بدر الدين الجمال مواجهة عدد من الأزمات مثل الصراعات بين فصائل الجيش التركية والأفريقية، وهجمات من البربر على الدلتا ومجاعة مستمرة بسبب انخفاض مستوى النيل وأوبئة ومجاعات، واستيلاء السلاجقة على أجزاء من الشام، وكانت مصر مهددة من كل النواحي، جاء بدر الدين الجمالي بقواته الأرمينية من الشام فسكنوا القاهرة التي كان قد قل عداد سكانها كثيرا بسبب الأوبئة، كما قل تعداد سكان الفسطاط والقطائع في ذلك الوقت وتهدم معظمها.
ومن إنجازات بدر الدين الجمالي أنه أعاد بناء سور القاهرة لتقويته ولزيادة مساحة القاهرة، خاصة بعد سكنه بها هو وجنوده أيضا ليدخل فيها جامع الحاكم الذي بنه الخليفة الحاكم بأمر الله خارج أسورها وأصبحت القاهرة مدينة دفاعية مسورة لصد هجمات السلاجقة المحتملة عليها. وقد بقيت أجزاء من هذا السور وبعض أبوابه الشهيرة مثل باب النصر، باب الفتوح، باب زويلة.
واستطاع بدر الدين الجمالي التخلص من قادة الفتنة ودعاة الثورة، وبدأ في إعادة النظام إلى القاهرة وفرض الأمن والسكينة في ربوعها، وامتدت يده إلى بقية أقاليم مصر فأعاد الهدوء والاستقرار إليها، وضرب على يد العابثين والخارجين، وبسط نفوذ الخليفة في جميع أرجاء البلاد. وفي الوقت نفسه قام بتنظيم شئون الدولة وإنعاش اقتصادها، فشجع الفلاحين على الزراعة برفع جميع الأعباء المالية عنهم، وأصلح الترع والجسور، وأدى انتظام الزراعة إلى وفرة الإنتاج وتراجع الأسعار، وكان لاستتباب الأمن دور مهم في تنشيط حركة التجارة في مصر، وتوافد التجار عليها من كل مكان.
وبعد حياة حافلة بالإنجازات توفى بدر الدين الجمالي سنة 1094م وترك ابنا هو الأفضل أبو القاسم شاهنشاه ولذي أصبح هو الآخر وزير الخلفاء الفاطميين المستنصر بالله والمستعلي بالله، والآمر بأحكام الله.
ويشار إلى أن حركة الحشاشين، دفعت الكثير لوصفها بأنها أخطر حركة سرية شهدها العالم الإسلامى، نظرًا لما كان لها من تأثير واسع النطاق فى المجتمع الإسلامى إبان فترة بالغة التعقيد، كان يسيطر عليها الصراع بين مختلف الفرق العقائدية والسياسية، بل بين مختلف دول العالم الكبرى آنذاك، وكانت لتلك الطائفة استراتيجية عسكرية تعتمد على الاغتيالات التي يقوم بها ما يسموهم لـ"فدائيون"، حيث كان هؤلاء الفدائيون يلقون الرعب في قلوب المعادين لهم، وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات العادية حتى يدخلوا الرعب في قلوب المارة وشخصيات مهمة من الحكام والأمراء.