أكد الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير وعميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، على أهمية العلم بالهدايات القرآنية كشرط رابع للمفسرين، مضيفًا إلى ما ذكره الشيخ محمد عبده من قبل.
وأوضح أبو عاصي خلال لقائه مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، في برنامج "أبواب القرآن" المُذاع على قناة "إكسترا نيوز"، أن القرآن قدم هداياته في ظل مجتمع جاهلي مليء بالعادات السيئة، وأن على المفسر أن يتبين كيف تعامل القرآن مع مختلف الفئات من كفار ومشركين وعصاة، وكيف قادهم نحو الهداية.
وأشار إلى أن هذا الشرط لم يحظ بالاهتمام الكافي في الكتب الكلاسيكية السابقة، مستثنيًا بعض الإشارات في كتاب "الموافقات" للشاطبي وما أضافه الشيخ محمد عبده، وتطرق الحوار إلى مسألة تدرج الأحكام في الإسلام، مثل تحريم الخمر والربا، وكيف يمكن تطبيق هذا التدرج فى الدعوة الإسلامية اليوم، خاصة في المجتمعات التي تختلف عاداتها عن المجتمع الإسلامي الأول.
وأكد الدكتور أبو عاصي على أهمية التدرج في عرض هدايات القرآن لغير المسلمين، مشيرًا إلى أن القرآن نفسه قدم هذه الهدايات بطريقة تدريجية، وأوضح أن الإشكالية تكمن في تجاوز الأحكام النهائية التي وصل إليها القرآن، مؤكدًا أنه لا يقدم رأيًا قاطعًا في هذا الشأن.
وتطرق النقاش إلى مسألة ما إذا كان يمكن الوصول إلى الحكم النهائي عبر مراحل زمنية مختلفة، حيث أشار الدكتور أبو عاصي إلى أن التدرج هو سنة كونية ومذكور في القرآن، وأعطى مثالًا على ذلك بقضية شائعة في الغرب، حيث تسلم المرأة ويبقى الزوج على دينه، مما يثير السؤال حول ما إذا كان يجب على المرأة البقاء مع زوجها غير المسلم لفترة من الزمن أم لا.
وأضاف الدكتور الباز أن هذه المسألة تدخلنا في إشكالية حول ما إذا كان يجب التدرج في الأحكام أم الحسم، مشيرًا إلى وجود آراء تؤيد بقاء المرأة تحت عصمة زوجها لفترة من الزمن على أمل هدايته، واختتم النقاش بالإشارة إلى أن الحلقة القادمة ستتناول الشرط الخامس في هذا السياق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة