"وحوى يا وحوي.. إياحة" جملة عاشت بينا للاجيال وارتبطت باستقبال شهر رمضان الكريم، حيث يحمل الأطفال الفانوس ويطفون يرددون هذه الجملة ابتهاجا بالشهر المعظم، كما جاءت فى مطلع احدى الاغانى القديمة، لكن هذه الجملة هى مقولة لها أصل فرعونى وتعود لعصر الملك احمس، انتصاره على الهكسوس، والتى شهدت أرض محافظة الشرقية جزء منها.
وقالت منال منير، مدير عام آثار الشرقية، "وحوى يا وحوي... إياحه" هى جملة قيلت للملكة "إياح حتب" معنا "القمر" والجملة تعنى بالفرعونية "هل القمر"، ذلك تكريما لها لدورها العظيم فى المعارك متتالية التى خضها الجيش حتى انتصر على الهكسوس وتم طردهم من مصر، قدمت فيها زوجها ونجلها الأكبر، حيث لم تستسلم للهزائم ودفعت نجلها الثانى الملك احمس الذى انتصر عليهم.
أوضحت مدير الآثار لـ"اليوم السابع"، أن الملكة اياح حتب كانت الداعم لزوجها الملك سقنن رع آخر ملوك الأسرة الـ17، الذى بدأ حرب والتحرير، وقاد معركة مع الهكسوس الذين سيطروا على شمال البلاد من ناحية شرق الدلتا، إلا أن الجيش هزم فى هذه المعركة والملك استشهد فيها، فلم تستلم الملكة للاعداء، ووقفت بجوار نجلها الأكبر الملك كامس الذى تولى العرش، فى إدارة شئون البلاد وإعادة تجهيز وتسليح الجيش لقيادته، واستكمال المسيرة من اجل تحرير البلاد، بالفعل خاض الملك كامس معركة جديدة مع الغزاة، لكنها كانت على موعد مع القدر للمرة الثانية، بأن يهزم الجيش ويستشهد نجلها.
وأشارت بقولها أن الملكة إياح حتب لم تستسلم للهزيمة ومرارة فقدان الزوج والابن، واستعادة قوتها وقامت بث روح العزيمة فى الجيش، وإعداد نجلها الثانى الملك أحمس الذى مازال شابا صغير، على فنون القتالية وهو الجنود، بالفعل قاد معركة كبيرة التى وقع جزء منها على ارض محافظة الشرقية، وانتصر الجيش وتم طرد الهكسوس من مصر.
وأضافت أن الملكة بعد الانتصار أثناء طريقها للعودة إلى أرض طيبة "الأقصر"، خرج الشعب المصرى واستقبلها وهم يحملون المشاعل ويرددون "وحوى يا وحوي... اياحة"، معناها "هل القمر"، ذلك تقديرا لها واحتفالا بالنصر، لافتا أنه مع مر العصور ودخول الإسلام مصر، أصبحت تستخدم هذه الجملة بمعنى "هل القمر أو هلال" ابتهاجا بالشهر الكريم وتحولت المشاعل إلى فوانيس رمضان المعروفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة