تعهد السير كير ستارمر، زعيم حزب العمال البريطاني بأن البرلمان سوف يناقش ويصوت على تغيير قوانين المساعدة على الموت إذا فاز الحزب في الانتخابات البريطانية العامة المقبلة.
واعتبرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن التصويت في البرلمان في عهد زعيم حزب العمال سيكون المرة الأولى التي تتم فيها مناقشة تغيير القانون في عهد رئيس الوزراء لصالح المساعدة على الموت.
في مكالمة هاتفية مع المذيعة التليفزيونية والناشطة في مجال المساعدة على الموت، إستير رانتزن، قال زعيم حزب العمال إنه "شخصيًا يؤيد تغيير القانون" فيما يتعلق بالمساعدة على الموت.
وفي لقطات عرضتها قناة "أي تى فى نيوز"، قال السير كير للناشطة "أعتقد أننا بحاجة إلى توفير الوقت. وسوف نقوم بالالتزام. إستر، أستطيع أن أعطيك هذا الالتزام الآن."
كانت إستر مناصرة مستمرة للتصويت على الموت بمساعدة طبية منذ تشخيص إصابتها بالسرطان في عام 2023.
وكشفت أنها انضمت إلى جمعية Dignitas السويسرية التي تساعد على الموت للتأكد من أن "الذكريات الأخيرة عني" لعائلتها ليست "مؤلمة" لأنه "إذا شاهدت شخصًا تحبه يموت بشكل سيئ، فإن تلك الذاكرة تمحو كل الأوقات السعيدة".
وأضافت أنه إذا رافقتها عائلتها إلى سويسرا فإن الشرطة "قد تحاكمهم". في الوقت الحاضر، يُحظر الانتحار بمساعدة طبية في إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية، وعقوبته القصوى السجن 14 عامًا.
وفي اسكتلندا، لا تعتبر هذه جريمة جنائية محددة ولكن المساعدة في وفاة شخص ما يمكن أن تجعل الشخص عرضة لتهم القتل المحتملة.
من المتوقع أن يتم عرض مشروع قانون لجعل المساعدة على الموت قانونيًا في اسكتلندا، والذي قدمه عضو البرلمان الليبرالي الديمقراطي ليام ماك آرثر، أمام هوليرود في الأسابيع المقبلة.
كما حذرت لجنة الصحة والرعاية الاجتماعية من أنه يجب على الحكومة أن تفكر فيما يجب فعله إذا تم تغيير القانون في جزء من المملكة المتحدة.
وقالت إن التشريع في ولاية قضائية واحدة على الأقل يبدو "مرجحًا بشكل متزايد" واقترحت أن تشارك الحكومة بنشاط في المناقشات حول كيفية التعامل مع الاختلافات في القانون.
واعتبرت الصحيفة أن تعهد السير كير يمثل منعطفًا تاريخيًا بعد سنوات من الحملات التي قامت بها المجموعات المؤيدة للموت . وفي دوره السابق كمدير للنيابة العامة، أوصى زعيم حزب العمال بعدم محاكمة الأسر التي تساعد أحباءها المصابين بأمراض مزمنة على الموت.
وقال الرجل الذي يريد أن يصبح رئيس الوزراء المقبل إنه سيعرض على النواب "تصويتًا حرًا" مما يعني أن الأعضاء لن يضطروا حسب الخط الحزبي للتصويت لصالح أو ضد الاقتراح.
لكن الموقف الشخصي للسير كير يعني أن هذه ستكون المرة الأولى التي تتم فيها مناقشة القانون تحت قيادة رئيس وزراء مؤيد للخطط.
وكانت آخر مرة صوت فيها أعضاء البرلمان على تشريع الانتحار بمساعدة طبية في عام 2015، عندما تم رفض مشروع القانون بأغلبية 330 صوتًا مقابل 118.
الموقف الجديد الجريء يدفع المملكة المتحدة إلى التوافق مع جارتها الأوروبية بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن مشروع قانون بشأن المساعدة على الموت سيُعرض على البرلمان الفرنسي في مايو.
وبموجب التشريع المقترح، سيكون الأطباء قادرين على وصف مادة قاتلة لأولئك الذين يعانون من أمراض وألم غير قابل للشفاء، ولكنهم ما زالوا يسيطرون على قدراتهم.
وقال ماكرون إن مشروع القانون يظهر أن الناس "يواجهون الموت" وأنه "سيوفق بين استقلالية الفرد وتضامن الأمة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة