أستاذ تفسير: الجهاد هو نشر تعاليم الإسلام بحجج القرآن العقلية

السبت، 16 مارس 2024 06:54 م
أستاذ تفسير: الجهاد هو نشر تعاليم الإسلام بحجج القرآن العقلية الدكتور محمد سالم أبوعاصي أستاذ التفسير
كتب الأمير نصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور محمد سالم أبوعاصى، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن المتطرفين والمتشددين استدلوا بالآيات القرآنية فى غير موردها، وفى غير بابها، لتحريم ما يريدون تحريمه.

 

وأضاف خلال حديثه ببرنامج "أبواب القرآن" تقديم الإعلامى الدكتور محمد الباز، على قناتى "الحياة" و"إكسترا نيوز"، أن بعض المفسرين للقرآن وظفوا الآيات فى غير بابها، وهو من الأخطاء الجسيمة التى أعطت سلاحًا للمتطرفين والمتشددين، وهو اجتزاء النص من سياقه، ووضعه فى غير موضعه.

 

وأردف: "بعض المفسرين القدامى والتيار السلفى، قالوا الغناء حرام، مستدلين بقول الله "ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم"، لكننا لو فرضنا أن لهو الحديث هو الغناء، بقية الآية تقول "ليضل عن سبيل الله"، إذن يكون الغناء حرام عندما يقترن بالضلال عن سبيل الله، والمفسرون يقولون أن أى شيء تتخذه يضل عن سبيل الله يبقى لهو". 

 

وتابع: "بعض الدعاة يرفع صوته الغناء حرام، ويزعم أن دليله فى القرآن، وهو الآية "من الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله"، لأنه وظف الآية فى غير بابها، بينما لهو الحديث هو كل ما يبعدك عن ربنا سبحانه وتعالى، وعن الطريق المستقيم سواء غناء أو غيره، وبالتالى الآية لا تدل على الغناء.

 

وأكد أن المتطرفين يستخدمون الآية "فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا"، لادعاء أن الجهاد يعنى القتال، بينما الآية فى سورة الفرقان، وسورة الفرقان مكية، لم يكن فى مكة دولة، وإنما كانت دعوة فقط.

 

وأضاف: "يأتى المتطرف يوظف الآية فى غير موضعها، ويقول الجهاد القتال، بينما الجهاد القتالى شُرع فى المدينة وليس فى مكة، وذلك للدفاع عن مقومات الدولة".

 

وأردف: "الجهاد القتالى لم يشرع من أجل إكراه الناس على الدين، وإنما شرع فى الإسلام لدرء الحرابة، أما وجاهدهم به جهادًا كبيرًا تعنى نشر تعاليم الإسلام، أى جاهدهم بحجج القرآن العقلية".

ولفت إلى أن وصف المجتمع أنه جاهلى بإطلاقه، يعنى أنه مجتمع كافر، والمجتمع الجاهلى كان وصف لمجتمع قبل الإسلام.

 

وأضاف أن مجتمع تقام فيه الشعائر، وصلاة الجمعة والأذان، والناس تعبد الله، ثم تطلق الكلمة القرآنية على المجتمع، فتأتى داعش وتفهم أن كلمة "جاهلي" تعنى كافر.

 

وأشار إلى أن "الجاهلية موجودة فى 4 مواضع فى القرآن، منها "أفحكم الجاهلية يبغون"، و"قرن فى بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى"، والتبرج سلوك، وليس اعتقادا.

 

وأردف: "وصف المجتمع أنه جاهلى بناء على المعاصى أمر خطير، لأن المعاصى لا تكفر، ربما تفسق، لكن لا تخرج العبد من الإيمان إلا إذا جحد، فمثلًا إذا شرب خمر أو ارتكب فاحشة، لا يخرج عن الدين، إلا إذا استحل المعصية، لأنه كذب الله".

 

ولفت إلى أن سيد قطب كان لديه كلمة خطيرة جدًا فى تفسير "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، قال أن المسلم لو ترك حكمًا واحدًا لله، كفر.

 

وأردف أبو عاصى، أن تلك الآية تتعارض ظاهريًا مع آية أخرى تقول "ولا تقولوا لم ألقى السلام لست مؤمنا"، لذا بعض المفسرون قالوا أن الذى يترك الحكم بما أنزل الله كافر كفر معصية، وليس كافيا بالله.

 

وأشار إلى أن المتطرفين استغلوا الآية "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، لتكفير الحكام، وبناء عليه، قتلوا السادات لأنه كافر من وجهة نظرهم، وقتلوا فرج فودة والنائب العام من منطلق أنهم كفار لم يحكموا بما أنزل الله، ومن منطلق تفسيرهم لآية ومن لا يحكم بما أنزل الله.

 

وأوضح أنه ليس كل من ترك الحكم بما أنزل الله يكفر، قد يترك الحكم ضرورة، مثل أن المجتمع الدولى لا يسمح لك بذلك، والضرورة كما تعترى الأفراد تعترى الأمم. 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة