أكد سياسيون أن برنامج نور الدين للشيخ الدكتور علي جمعه، من أقوى البرامج الدينية للموسم الرمضاني الحالي والذي يعد محاولة جادة وجريئة على طريق تجديد الخطاب الديني، حيث يفتح حوارا مع الأطفال والكبار وتساؤلاتهم حول الدين والله عز وجل، إضافة إلى المشكلات الحياتية التي تواجه عباد الله وكيفية التغلب عليها، ويرد على أسئلة للمرة الأولى علي لسان أطفال صغار، كما أنه يؤسس لفكرة الحوار والنقاس مع النشء والشباب ليعالج في ذلك فجوة كان يستغلها الفكر المتطرف للتغلغل من خلالها.
ومن جانبه اعتبر الكاتب الصحفي عماد فؤاد، مساعد رئيس حزب التجمع، أن برنامج "نور الدين" الذي يقدمه الدكتور علي جمعة، خلال شهر رمضان، يعد الأول من نوعه، من حيث الفكرة لأنه يخاطب الأطفال كشريحة سنية حرجة، و يفتح المجال أمامهم لطرح تساؤلاتهم التي تدور في أذهانهم حول الدين، ولا يجدون لها إجابات شافية - أو مقنعة - لدى أهاليهم.
وأضاف "فؤاد" في تصريحات خاصة لـ " اليوم السابع "، أن أسئلة الأطفال الشائكة في هذا المجال المسكوت عنه، لا يستطيع الإجابة عنها إلا عالم قدير بوزن الشيخ على جمعة بما يملكه من قدرة على الاجتهاد ، وشجاعة الطرح، مؤكدا أن هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها " التنوير " على خط المواجهة مع الجماعات المتشددة و"الإرهابية" في ملعب الفئة العمرية للنشء، لتصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة المتجذرة في المجتمع، و تسليط الضوء على قيم الدين السمحة، ودعم روح الحوار والعقلانية، وتأكيد أهمية التعايش والتفاهم بين الثقافات والأديان المختلفة.
ووجه "فؤاد" الشكر إلى للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، على ما تقدمه من إنتاج درامي، وبرامج جادة ومؤثرة في تشكيل وعي، بما يتفق وطموح المصريين في بناء الجمهورية الجديدة، التي تعتمد في أساسها على المواطنة، والحداثة والتنوير، والمساواة وعدم التمييز، والموضوعية والتفكير العلمي.
فيما اعتبر ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطى، برنامج نور الدين الذى يقدمه العالم والفقيه الدكتور علي جمعة على قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية خلال شهر رمضان، ويجيب فيه على أسئلة صعبة وشائكة من الأطفال يعد محاولة جريئة وجادة ومباشرة من المفتى السابق وعضو هيئة كبار العلماء لتجديد الخطاب الدينى، مشددا أن هذا البرنامج يُعيد إلى العقل الإسلامي «حياة الفكر» التي حُرمت على المسلمين طول العقود الماضية.
وأوضح في تصريح لـ"اليوم السابع"، أن فكرة البرنامج تناقش المسائل الشائكة التي يخشى العديد من العلماء تناولها، وذلك من خلال حوار الشيخ الدكتور على جمعه وهو العالم والفقيه والمفتى السابق مع الأطفال والكبار والذب يجيب فيه على تساؤلاتهم حول الدين والله عز وجل، ويرد على أسئلة تطرح للمرة الأولى علي لسان أطفال صغار، فهو يرد على ما يدور في ذهنهم ولم يجدوا إجابة عليها مثل: فين ربنا، مش بنشوفه ليه، وغيرها لافتا أن هذه الاسئلة وقف الآباء أمامها عاجزين عن الإجابة عليها.
وأضاف أن برنامج نور الدين سيكون صاحب أكبر نسب في المشاهدة للكبار والصغار معا الذين ينتظرونه لمعرفة الإجابة الصحيحة، مشيرا إلى أنه يتناول قضايا وأسئلة تشغل أذهان كثير من المسلمين، من أبرزها: هل الجنة حكرٌ على المسلمين دون غيرهم؟ لماذا خلقنا الله؟ هل الحب قبل الزواج حلال أم حرام؟ وما حكم العلاقة بين الشاب والفتاة قبل الزواج؟.
وأشار إلى أن تلك الأسئلة كان يحجم المشايخ على الإجابة عليها بل كانوا ينهروا السائل على طرحها أو مجرد التفكير فيها، مثمنا «الشهابي» سماح الدكتور على جمعه، للأطفال بطرح كل التساؤلات التي تدور في ذهنهم بمنتهي الجرأة ودون خوف، وقيام فضيلته بالرد عليها ردًا مدعمًا بالأدلة الشرعية.
ومن جانبه يقول الكاتب هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، إن برنامج نور الدين للدكتور على جمعة، يعد خطوة مهمة على طريق تجديد الخطاب الدينى، إذ أنه يبتعد عن الأداء التقليدي الذي يعتمد على التلقين والتي يقوم فيها أحد الدعاة بإلقاء درس أو موعظة يتلقاها الحاضرون كأنها معلومات مقدسة واجبة التطبيق، مشيرا إلى أن البرنامج يستند في التحول إلى أسلوب الحوار بأن يجلس مفكرون مع النشء والشباب ويقيمون حوارا معهم قائما على النقاش والأخذ والرد ونقد الكثير من الأمور التي ظن الكثيرون أنها من الثوابت والمقدسات وهي خلاف ذلك نظرا لأنها كانت تلقى عليهم بشكل أحادي دون فتح باب الحوار والنقاش والنقد.
وأوضح في تصريح لـ"اليوم السابع"، أن البرنامج يتطرق للموضوعات التي ظلت مخبأة ومخفية خوفا من منافستها بسبب التابوهات الاجتماعية ويبحث كيفية التعاطي معها بشكل صحي نافع دون تنطع ودون جمود، معتبرا أن أن الساحة تحتاج لكثير من المبادرات في هذا الاتجاه وأن يتوسع الشيخ علي جمعة في هذا المجال وان ينضم إليه نخب مفكرة آخرى لفتح حوارات مع الشباب في المساجد والجامعات والمدارس والأندية الرياضية والمكتبات.
واعتبر أن هذا التطور مهم جدا وصحي ونافع للأجيال الجديدة، والتي ستؤدي للتوصل معهم إلى الفهم الكامل الصحيح لمختلف الإشكالات الدينية والاجتماعية والفكرية التي أدى الجهل بها في السابق لترك مساحات وثغرات لمتطرفين ومتنطعين لاستغلالها وطرح رؤاهم الضيقة الجامدة التي أثرت سلبا على قطاع من الشباب.