"فقدت مصر أحد رجالها المعدودين، فى ظروف دقيقة تحتاج فيها لحكمة الحكماء وخبرتهم وصفاء أذهانهم، ولم يكن لفقيد مصر مواقفه الوطنية وشخصيته الخيرية وسعيه الدؤوب على المستوى الوطنى فحسب، بل على الصعيد القومى، حيث عاشت قضية القدس ومشكلة فلسطين فى ضميره، ولم تغب أو تهُن أبدا، فقد بذل قصارى جهده من أجل الدفاع عنهما"، بتلك الكلمات الخالدة جاء نعى فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لقداسة البابا شنودة الثالث يوم 17 مارس من عام 2012
وتحيى
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الأحد 17 مارس، ذكرى رحيل
البابا شنودة الثالث، الذي ولد باسم "نظير جيد" في قرية سلام، محافظة أسيوط في 3 أغسطس عام 1923، دخل دير السريان قاصدًا الرهبنة عام 1953 حتى صار أسقفًا للتعليم، والتحق بجامعة فؤاد الأول، فى قسم التاريخ، وحصل على الليسانس بتقدير ممتاز عام 1947.
البابا تواضروس الثانى
وذكر قداسة البابا تواضروس الثانى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" ذكرياته يوم
رحيل البابا شنودة الثالث قائلا، "يوم وفاة البابا شنودة كنت فى مرسى مطروح، لأنها تبع الإيبارشية اللى كنت بخدم فيها، وصلت من دمنهور فى حدود الساعة 3 الضهر بعد سفر 400 كيلو، علشان أقعد معاهم 3 أيام خدمة، لكن قرب الساعة 5 جالنا خبر وفاة البابا، فرُحت على القاهرة فى نفس اليوم ووصلت بالليل متأخر، لكن شارع رمسيس كان مقفول تماما، وفضلت 3 أيام لغاية يوم التجنيز، وكان مشهد مؤلم جدا، كلنا كنا بنحب البابا وكتاباته وعظاته وخبراته وزياراته، وقعد ويانا 40 سنة بطريرك، وكلنا كنا تلاميذه".
مصور البابا يروى كواليس ما حدث
وقال عماد نصرى مصور
البابا شنودة الثالث في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إنه أخر 3 شهور في عمر البابا كان يشاهد عظاته في التليفزيون ولا يحضر عظاته حتى لا يراه في هذه الحالة المرضية، وكان أخر لقاء لقداسته مع أحمد حجاجوفيتش الرحالة المصرى بعلم مصر، ووقع له على العلم وكان قبل وفاته بيومين فقد كان يوم الأربعاء، وتحدث البابا فى أخر عظة له عن الأمانة ورحل قداسة البابا يوم السبت.
وأوضح عماد نصرى أنه كان مع
قداسة البابا بعد العظة الأخيرة ووقت التصوير وكان لديه صديق في البحيرة كان يعمل مصور الأنبا باخوميوس، ويوم السبت أبلغ السكرتارية فى المجمع المقدس الأنبا باخوميوس فى الهاتف بأن هناك أمر خطير ولابد أن يترك البحيرة ويعود للقاهرة فوراً، وحين عودته عرف أن قداسة البابا قد رحل عن دنيانا، وحينما علم عماد تلك التفاصيل من صديقه جون مصور الأنبا باخوميوس الخبر كان غير مصدق لخبر الوفاة لأن شائعات الوفاة كانت تطارد قداسة البابا أخر أيامه ، ووصل إلى الكاتدرائية قبل الساعة السادسة مساء فى أقل من ربع ساعة وعرف أن الخبر صحيح.
وحينما وصل عماد إلى الكاتدرائية وجد آلاف الأقباط والمسلمين الذين عرفوا الخبر فى أقل من ربع ساعة فتأكد أن الخبر صحيح.
وظل 3 أيام بداخل المقر وقت إلقاء نظرة الوداع حتى تم نقله بطائرة عسكرية إلى دير الأنبا بيشوى في وادى النطرون، حيث أكد أن مشاعر وفاة الرجل الذى تتلمذ على يده وأحبه وتواجد معه فى كل المواقف، حيث كان أول يوم لوفاة البابا ظل 11 ساعة متواصلة فى التصوير.
الأب رفيق جريش
ويقول الأب رفيق جريش رئيس مجلس إدارة جريدة حامل الرسالة التى تصدر عن الكنيسة الكاثوليكية وعضو مجلس كنائس مصر، إن قداسة البابا شنودة الثالث كانت تربطنى به علاقات وطيدة قبل ما أتولى مهمة الكهنوت، فقد أهدانى كتب كثيرة وكنت على تواصل جيد معه في حل العديد من الأزمات وكان أبرزها أزمة فيلم دافنشى كود.
ويروى الأب رفيق جريش عن ذكرى وفاة قداسة البابا شنودة الثالث قائلا "كنت بتتبع الأيام الأخيرة لقداسة البابا وكان ذهنه واعى ولكن أيامه الأخيرة كان هناك نوع من القلق على صحته، حتى وصل إلينا خبر وفاته وذهبنا إلى الكاتدرائية في العباسية وكان معى سفير الفاتيكان وفؤجئت إنه بكى بكاء شديد أكثر من المصريين وكانت الكنائس تعتبره كبير مسيحى مصر فلقب بابا العرب كان لقب مستحق.
وأوضح أن جنازة قداسة البابا شنودة الثالث ضمت جميع أطياف الشعب المصرى وحصل على تكريم كبير من الدولة بنقله بطائره خاصة إلى دير الأنبا بيشوى.
القس بطرس فؤاد
ويقول القس بطرس فؤاد كاهن كنيسة الأنبا بيشوى والأنبا كاراس بمدينة النور وعضو مجلس كنائس مصر وعضو بيت العائلة المصرية في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"أتربينا وكبرنا وعيشنا على كتب ومؤلفات البابا شنودة وهذا اليوم كان صدمة كبيرة، بالنسبة لينا ككهنة وكان صعب جدا علينا رؤية جسده على الكرسى المرقسى فقد كان حدث مؤثر فى مصر بأكملها".
وتابع "حصلنا على بركته والعالم كله كانت متأثره بشكل كبير وكان من أكبر البطاركة الذين جلسوا على كرسى مرقسى وكان له مشاعر طبية لدى المسلمين وكان يستحق بالفعل لقب بابا العرب وكان له علاقات شخصية مع الإمام الشعراوى وشيخ الأزهر وكان معروف ذلك تاريخيا".
المطران منير حنا
وذكر المطران منير حنا خلال تصريحات خاصة لليوم السابع أنه بالرغم من علم الجميع بشأن صحته الضعيفة وإجرائه غسيل كلوى، إلا إن خبر انتقاله كان صدمة كبيرة جدا، لأن البابا شنودة ليس رئيس عادى لكنيسة لكنه كان فريد في أمور كثيرة جدا في الرعاية وفى التعليم وفى الرؤية وفى الذاكرة وفى الوطنية وكان خبر وفاته صدمة كبيرة وكان إحساس كبير بالخسارة لأن الكنيسة والوطن خسروا شخص في غاية الأهمية ورمز كبير من رموز مصر.
وتابع حنا : أن الحزن خيم على الكنيسة فكان هناك تساؤلا بين المسيحيين من يستطيع أن يحل محل البابا شنودة الثالث فلم يكن يتوقع أحد أن هناك شخص بنفس قامة البابا شنودة، فالبابا وجلوسه على كرسيه لمدة 41 سنة جعله جزء من مشاعر وكيان الشعب.
وأوضح أنه حضر جنازة البابا شنودة وكان الزحام شديد جدا ، ويقال إنها من أكبر الجنازات في تاريخ مصر، بعد جنازة الزعيم جمال عبدالناصر لدرجة أنهم لم يستطيعوا حمل الجثمان فى الطريق، ولذلك تم نقل الجثمان بالطائرة وكان الأمر صعب جدا على الجميع، فهذا اليوم كان حزين على مصر كلها.