قالت صحيفة واشنطن بوست إن البصمة العسكرية الأمريكية أصبحت أكثر اتساعا فى الشرق الأوسط مع احتدام الحرب على قطاع غزة، وذلك بعد فترة ركزت فيها الولايات المتحدة بعيدا عن المنطقة صوب الصين وروسيا.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن تلك الحرب فى غزة والأزمة الإنسانية المتفاقمة فى القطاع قد علمتا بايدن درسا تعلمه العديد من الرؤساء الأمريكيين من قبل: ليس من السهل أن تخرج من الشرق الأوسط.
فبعد انتهاء الحروب الأبدية فى العراق وأفغانستان، أرادت الإدارة الأمريكية تكريس وتوجيه قوة سياستها الخارجية صوب مواجهة الصين وروسيا. لكن صباح يوم السابع من أكتوبر، الذى شهد عملية طوفان الأقصى ضد إسرائيل، غير كل ذلك. والآن يجد البنتاجون نفسه مشارك بشكل متزايد من الصراع المستعصى بالمنطقة، وهو دور مستع يعكس دعم بايدن القوى لإسرائيل وإحباطه المتزايد من الطريقة التي نفذت بها حربها.
وأسفرت الحرب عن استشهاد أكثر من 31 فلسطينيا منذ بداياتها، وفقا لوزارة الصحة فى غزة. ومع رفض إسرائيل مطالب الإدارة الأمريكية لإيصال مزيد من المساعدات للقطاع، لا يوجد مؤشرات كثيرة على أن المهام العسكرية الأمريكية ستنتهى قريبا.
وفى وقت سابق هذا الشهر، أرسل الجيش الأمريكي سفن منها SP4 James A.loux وغيرها من فرجينيا إلى البحر المتوسط كجزء من جهود توصيل مليوني وجبة يوميا إلى غزة عبر البحر.
ويقول المسئولون الأمريكيون إن الأفراد سيساعدون فى إقامة رصيف عائم وجسر يمكن أن يسهل شحنات المساعدات إلى غزة دون نشر قوات على الأرض.
وبدأ البنتاجون إلى إرسال أصوله العسكرية إلى المنطقة بعد السابع من أكتوبر مباشرة، فى البداية لردع حزب الله عن فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل، وأيضا تجنب اتساع الحرب.
وقام بخطوة غير معتادة بإرسال حاملتى طائرات ايزنهاور ويو إس إس جيرالد فورد إلى الشرق الأوسط. ونشر أيضا سفن من مجموعة باتان البرمائية الجاهزة قبالة إسرائيل، وأعلن أنه سيرسل سربا من الطائرات المقاتلة من طراز إف 16 وأنظمة دفاع جوى إضافية إلى المنطقة.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن هذه الخطوات تمثل زيادة فى النشاط العسكرى الأمريكي فى المنطقة، لكنها تظل حتى الآن بعيدة عن البصمة العسكرية الأكبر كثيرا التي أشرف عليها البنتاجون فى ذروة حروب ما بعد 11 سبتمبر، عندما تم نشر أكثر من 160 ألف من القوات فى اعراق وحوالى 100 ألف فى أفغانستان.
واليوم، وبالإضافة إلى القواعد العسكرية الأمريكية فى قطر والبحرين والإمارات، يوجد للولايات المتحدة 4 آلاف من القوات فى الأردن، و2500 فى العراق، و900 فى سوريا. وتظل عمليات البنتاجون متواضعة نسبيا، مع عدم زيادة كبيرة فى الوجود العسكرية عما كان عليه قبل السابع من أكتوبر.
وبعد هجمات الحوثيين المتتالية على السفن فى البحر الأحمر وأهداف أمريكية أخرى، أطلقت الولايات المتحدة وحلفائها حملة تستهدف الجماعة المسلحة فى اليمن.
من جانبه، يصر البيت الأبيض على أن عمل البنتاجون حول أطراف الحرب لن يتطور إلى دور قتالى. ولكن ليس هناك من ينكر الخطر الذى يواجه الأفراد على متن الطائرات والسفن الحربية الأمريكية فى مسرح مضطرب مثل الشرق الأوسط.
من ناحية أخرى، رصدت الصحيفة رد الفعل فى إسرائيل على الدور المتزايد للجيش الأمريكي فى غزة. فقد قال لبعض المسئولين سرا إنهم يرحبون بالمبادرة الأمريكية مع بحثهم عن بدائل لتقديم المساعدات الذى تقوم به الأونروا، التي تزعم إسرائيل أنها متواطئة مع حماس. بينما يزعم المتشددون فى إسرائيل أن أغلب المساعدات تستولى عليها حماس بما يسمح لها بمواصلة القتال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة