شهدت الحلقة الثامنة من مسلسل عتبات البهجة، بطولة الفنان الكبير يحيى الفخراني، والذي يعرض على قناة dmc بالتزامن مع عرضها على منصة watch it، ضمن مسلسلات رمضان 2024، مشاجرة بين الفنان الكبير صلاح عبدالله "عرفان" وزوجته لعودته إلى المنزل فى منتصف الليل، وخلال حوارهما قالت له زوجته: "أنت بتشتغل طبال ولا إيه"، ولهذا نستعرض الموسيقى وآلات الموسيقى فى مصر القديمة.
اشتهر قدماء المصريين بحبهم للموسيقي والإقبال عليها فى كل من مستويات الحياة الخاصة والعامة، واستخدامه فى تربية الناشئة على الوجه الأمثل، وفى الحفلات والأعياد والولائم، وخدمات المعبد، وفى توديع الموتى، وما أكثر ما تضمنته نقوش معارك النصر من صور جنود الموسيقي وهم يدقون الطبول وينفخون فى الأبواق.
ولم يكن يكتفى المصريون بما كان يصحب الحفلات والأعياد الرسمية من موسيقي، فكانوا يختلقون الفرص لإقامة الولائم ومجالس السمر التى يدعون إليها الأصدقاء والخلان للطعام والشراب على سمع العزف والغناء، كما هوى الكثيرون عزف الآلات والتغنى، كما ذكرت الهيئة العامة للاستعلامات.
ولقد أمدتنا الأبحاث الأثرية فى مصر وغيرها من بلاد الشرق فى فترة المائة والخمسين سنة الأخيرة بعديد من حيثيات الوثائق القيمة عن أهمية تقدم الشرق فى حضارته ، وعن مدى تأثير مصر فى غيرها من الحضارات بما فيها حضارة اليونان ، وبات معروفا ان فيثاغورث الاغريقي الذى كان يعزى اليه وحده إختراع نظام السلم الموسيقى للدنيا، كان قد تعلمه من مصر خلال إقامته الطويلة فيها لطلب العلم ، وأن الإغريق استعاروا من موسيقى مصر صياغة التنظيم النغمى لما أصبح يعرف عندهم بالمقامين الدورى Dorian والفريجى Phrygian.
وكذلك كان لإستهداء الباحثين بمنهج "علم الآثار الموسيقية" فى إمكانية ترميم الآلات التاريخية أو إعادة تصنيعها والإستماع بالتالى إلى موسيقاها، إلى جانب ما هو موجود بالفعل من آلات قديمة فى خصوبة حضارة مصر الموسيقية وانتاجها الباهر من الصيغ والأساليب ومن تصنيع أنواع الآلات الوترية والنفخية والايقاعية ، وهى آلات كانت فى بادئ الأمر محددة الأنواع ومصرية صميمة ، لكن بعد أن اتصلت مصر بغيرها من البلاد والشعوب دخل على أصولها القديمة من الآلات مستجدات أخري سيكون علينا متابعتها واستخلاص ما تمسك الشعب به منها بالميراث أو بالتبنى لحمل مأثوراته، وللتعبير عن خصوصية فى الزمان والمكان .
تنقسم الآلات الموسيقية العربية من حيث الشكل والاستعمال إلى ثلاثة أقسام هي كما يلى:
الآلات الوترية: هي الآلات التي يتم استعمالها عن طريق الأصابـع وعن طريق القوس منها مثلا
آلة الهارب Harp باسمها الفرعونى " تيبونى" وإن كان لا نزال نسميها بالفارسية " جنك "، وكانت بخمسة أوتار، ومن حجم يتيح لعازفها أن يتناولها وهى موضوعة أمامه على الأرض مباشرة أو من فوق قاعدة.
كما يوجد ( وتريات النبر مثل الطنبورة أو القيثار ،السمسمية ولنا أن نسميها طنبورة القنال، طنبورة النوبة، العــود، البوزق، القانون، السيطار، لوطار، الرباب، الهجهوج وغيرها من الآلات الوترية الأخرى).
الآلات الهوائية (النفخيات ): هي الآلات التي يتم استعمالها عن طريق النفخ، منها مثلا:
المزمار الفردى بنوعيه الطويل والقصير، وبتسميته الفرعونية "خنووي" (وإن كنا لا نزال نسميه "الناى" بالفارسية) ويقول فلوتو فى المجلد الثامن من وصف مصر إن المصريين كانوا يطلقون على النوع الطويل اسم "دجونواى ومنه النوع المرسوم على جدران جبانات الجيزة، ويطلقون على القصير اسم "جنجلاروس" ومنه النوع الذى ظهر فى رسوم كهوف بنى حسن.
كما يوجد مزمار "الأرغول" المزدوج، والجدير بالذكر تستخدم موسيقانا الشعبية ثلاثة أنواع من المزمار وأكثر أسمائه تداولا هى حسب التدرج فى زيادة الحجم "الشبس"، "فالشلبية" أو "المزمار الصعيدى"، و"التلت" أو "المزمار البلدى".
الآلات الإيقــاعية: هي الآلات التي يتم استعمالها عن طريق الضرب والنقر، ومجموعة آلات الطرق الفرعونية باسمها "كن كن Kenken"، وهى مصنوعات للتصفيق الإيقاعى بطرق ذو القضبان، والأذرع، والأرجل، والألواح، الرموس. وما يعرف أيضًا بالعصى المصفقة.
ومنها أيضًا "الطبل البلدى، الدرابوكة، الطار، الدف، البندير، الطعريجة، الطبيلة، الكوال، الهندقة، الناقوس، التصفيق النوبى، العصى المصفقة، أنواع الدفوف، النقرزان والبازة، معدنيات الصاجات والكاسات والمثلث وغيرها من الآلات الإيقــاعية الأخرى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة