عندما خطى فلاديمير بوتين خطواته الأولى فى عالم السياسة فى بداية التسعينيات، ربما لم يكن يتوقع هو نفسه أن تمتد مسيرته لعقود وليس لسنوات. لكن الآن، فإن بوتين الذى حقق لتوه انتصارا كبيرا فى سباق الرئاسة الروسية، سيمنحه ست سنوات أخرى فى الكرملين، على وشك حصد لقب جديد، وهو أطول من مكث فى حكم البلاد منذ الزعيم السوفيتى جوزيف ستالين.
فبعد ثلاثة أيام من التصويت فى انتخابات الرئاسة فى روسيا، والتي أجريت فى ظل حرب تخوضها البلاد مع جارتها الجنوبية أوكرانيا وعقوبات غربية صارمة نتاج تلك الحرب، تم الإعلان عن فوز بوتين بنحو 88% من الأصوات.
وحصل الرئيس الروسى على 87.7% من الأصوات، وهى أعلى نتيجة على الإطلاق فى روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتى، وفقا لنتائج مؤسسة الرأى العام. بينا أشار مركز أبحاث الرأي العام الروسى إلى أن بوتين حصل على 87%. وحل مرشح الحزب الشيوعى نيكولاى خاريتونوف فى المركز الثانى بأقل من 4%، بينما قال القادم الجديد فلاديسلاف دافانكوف فى المركز الثالث، ومرشح الحزب القومى المتشدد ليونيد سلوتسكى فى المركز الرابع.
وقالت وكالة رويترز إن فوز الرئيس فلاديمير بوتين بانتخابات الرئاسة فى بلاده بنسبة تأييد قياسية فى فترة ما بعد الاتحاد السوفيتى تعزز قبضته على السلطة، فيما أشار بوتين إلى ان الانتصار أظهر أن موسكو لديها الحق فى مواجهة الغرب وإرسال قواتها إلى أوكرانيا.
وذكرت الوكالة أن بوتين، الضابط السابق بالاستخبارات الروسية الذى وصل إلى السلطة عام 1999، أوضح أن نتائج انتخابات الرئاسة فى روسيا ينبغي أن تبعث برسالة إلى الغرب بأن قادته سيتعاملون مع روسيا قوية سواء فى الحرب أو فى السلم لمزيد من السنوات القادمة.
وأشارت رويترز إلى أن النتيجة تعنى أن بوتين، البالغ من العمر 71 عاما، يستعد لفترة رئاسية جديدة تستمر ست سنوات، لو أكملها سيتجاوز جوزيف ستالين كأطول من مكث فى حكم البلاد منذ أكثر من 200 عام.
وكان صمود الاقتصاد الروسى فى وجه العقوبات الغربية الصارمة عاملا كبيرا وراء قوة بوتين فى روسيا، التي تعد قوى كبيرة فى قطاع الطاقة العالمى. فمن المتوقع أن يحقق الاقتصاد نموا 2.6% هذا العام، وفقا لصندوق النقد الدولى مقارنة بتوسع متوقع فى أوروبا 0.9% ومن المتوقع أن يكون التضخم أكثر من 7%، إلا أن البطالة تظل منخفضة.
وأصبحت الصناعات الدفاعية محرك أساسى للنمو، حتى تنتج المصانع الدفاعية الصواريخ والدبابات والذخائر. وقد ساعدت المدفوعات الضخمة لمئات الآلاف من الرجال الذين وقعوا عقودا مع الجيش على تعزيز طلب المستهلكين، مما ساهم فى نمو الاقتصاد.
على الجانب الآخر، هاجمت الدول الغربية الانتخابات الروسية، فقال البيت الأبيض إنها "ليست حرة ولا نزيهة لأن الرئيس فلاديمير بوتين زج بمعارضيه في السجن ومنع آخرين من الترشح أمامه".
وكانت قضية وفاة المعارض الروسى أليكسى نافالنى حاضرة بقوة قبل الانتخابات، حيث اتهمت دول الغرب بوتين بالوقوف وراء وفاته.
وبعد إعلان فوزه فى الانتخابات، علق بوتين لأول مرة على القضية، وقال كان قد دعم فكرة إطلاق سراح الأخير فى صفقة تبادل سجناء قبل أيا من وفاته فى السجن. وعن موت نافالنى المفاجئ، قال بوتين إن هذه أمور تحدث ولا يوجد شيئا يمكننا فعله تجاه الأمر، إنها الحياة.
وأشارت وكالة أسوشيتدبرس إلى أن هذه التصريحات كانت غير معتادة حيث أشار فيها بوتين مرارا إلى نافالنى باسمه لأول مرة منذ سنوات.
من جانبها، علقت صحيفة نيويورك تايمز على نتائج الانتخابات وانتصار بايدن، وقالت إنه على الرغم من عدم وجود اختيارات كبيرة امام الروس فى الانتخابات، إلا أن هذا لا ينفى ان هناك تأييدا حقيقيا لبوتين. وأضافت قائلة: العديد من الروس يقولون غنهم يدعمون رئيسهم، لكن ليس واضحا تماما ما يمكن أن يفعلوه إذا كان هناك بدائل أخرى أمامهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة