حرب غزة تلقى بظلالها على استقبال رمضان فى أمريكا.. واشنطن بوست: غياب الاحتفالات المعتادة بين المسلمين وسط غضب من نهج بايدن إزاء الحرب.. والبيت الأبيض يقلص احتفاله بالشهر المعظم فى ظل رفض قادة المسلمين الحضور

الإثنين، 18 مارس 2024 06:00 ص
حرب غزة تلقى بظلالها على استقبال رمضان فى أمريكا.. واشنطن بوست: غياب الاحتفالات المعتادة بين المسلمين وسط غضب من نهج بايدن إزاء الحرب.. والبيت الأبيض يقلص احتفاله بالشهر المعظم فى ظل رفض قادة المسلمين الحضور الحرب على غزة
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مثلما هو الحال فى كثير من الدول العربية والإسلامية، تبدو بهجة رمضان غائبة هذا العام بين المسلمين فى الولايات المتحدة، الذين أصابهم الحزن والقلق مما يحدث فى قطاع غزة من حرب وحشية مدمرة مستمرة منذ ستة أشهر.

 

ورصدت صحيفة واشنطن بوست تأثير حرب غزة على استقبال المسلمين فى الولايات المتحدة لشهر رمضان هذا العام، وقالت أن رمضان، الذى عادة ما يكون وقت للبهجة والتأمل، يبدأ بشكل مختلف هذا العام بين الجاليات المسلمة عبر مختلف أنحاء أمريكا، حيق أدى قصف إسرائيل العنيف لغزة إلى دفع القطاع على حافة المجاعة، واستشهاد أكثر من 31 ألف فلسطيني.

 

 ورغم أن الحرب تجرى على بعد آلاف الأميال، فإن وجودها انعكس فى المشاهد الأمريكية خلال الشهر الأكثر قدسية، حيث ينتظر المسلمون أخبار عن أفراد عائلاتهم المحاصرين ويتفحصون صور الدمار على السوشيال ميديا.

 

 وقالت سارة فارسخ، الأمريكية من أصل فلسطينى المولودة فى غزة وتعيش مع عائلتها فى مقاطعة أورانج، أن رمضان هذا العام لا يشبه ما كان عليه الحال من قبل. ففى منزلها، تظل فلسطين حاضرة دائما، ومن الصعب الاحتفال بأى شى، فما يحدث فى فلسطين والضفة الغربية وغزة كابوس تام.

 

 ومع استمرار الحرب على غزة منذ أكثر من خمسة أشهر، فإن المسلمين الأمريكيين يقولون أن لديهم مشاعر متناقضة. يشعرون بالحزن على العنف المستمر الذى حوّل أغلب غزة إلى أنقاض تسبب فى كارثة إنسانية. ويشعرون بالغضب من القادة الأمريكيين الذين أمدوا إسرائيل طوال الحرب بالمساعدات العسكرية. وفى نفس الوقت، تشجع الكثيرون بمظاهر التضامن الهائل فى المظاهرات المئوية للفلسطينيين فى جميع أنحاء البلاد، على الرغم من أنهم لا يزالوا يشعرون بالقلق من الإسلاموفوبيا والتمييز اللذين ارتفعا بعد عملية السابع من أكتوبر.

 

 وتقول واشنطن بوست: قد جعل هذا رمضان فى الولايات المتحدة وقتا صعبا، مليئا بتذكير مؤلم عن المعاناة فى الخارج، العائلات التى تشتت ولا تستطيع أن تجتمع فى عطلة، والمساجد المدمرة التى لن تستضيف الصلوات اليومية، خلال الشهر المعظم، عندما تكون فكرة الزرق حاضرة، فإن كل الغزاويين لا يستطيعون إيجاد الطعام للإفطار عليه.

 

وأشارت واشنطن بوست إلى أن الاحتفالات المعتادة بالشهر المبارك غابت، وإن أقيمت فإنها تقتصر على جمع التبرعات لصالح الفلسطينيين فى غزة، وكذلك فإن الدعاء فى صلاة التراويح فى المساجد يركز على التضرع لرفع المعاناة عن غزة.

 

وفى ظل حالة الغضب الشديد بين مسلمى أمريكا من نهج إدارة بايدن إزاء الحرب، ودعمها الكامل لإسرائيل، فإن البيت الأبيض، وبحسب ما ذكرت مجلة بولتيكو، يبحث تقليص احتفاله التقليدى بنهاية شهر رمضان وحلول عيد الفطر، المقرر فى إبريل، بعد أن حذر القادة المسلمون مساعدى الرئيس من أن الناس سترفض الدعوات للحضور اعتراضا على تعامل الرئيس مع حرب إسرائيل على غزة.

 

 

 وعادة ما يستضيف الرئيس الأمريكى مئات من قادة المسمين فى جميع أنحاء الولايات المتحدة فى احتفال بعيد الفطر فى نهاية شهر رمضان. لكن وفقا لثلاثة مصادر مطلعة على تخطيط البيت الأبيض، والذين رفضوا الكشف عن هويتهم، فإن الإدارة ناقشت قصر الدعوات هذا العام على عدد صغير من مسئولى الإدارة وسفراء الدول الإسلامية.

 

 وسيشبه هذا ما حدث عدة مرات عندما كان الرئيس السابق دونالد ترامب فى الحكم. لكنه سيكون اعترافا، كما تقول بولتيكو، بأن الرئيس وفريقه لا يزالوا يتعاملون مع إحباط متزايد من العرب الأمريكيين والمجتمعات المسلمة بسبب تعامله مع الحرب.

 

 ونقلت بولتيكو عن أحد قادة المسلمين، الذى حضر حفلات استقبال أقامها بايدن من قبل بمناسبة شهر رمضان، أنه لا يعرف كيف سيتمكنون من فعل هذا الأمر هذا العام، فالكثير من الناس لن يحضروا. وأضاف أن الكثير فى المجتمع سيجدون صعوبة بالغة فى الاحتفال مع الرئيس الذين يرونه مسئولا ولو جزئيا، عما يحدث.

 

 وقال سالم المراياتى، رئيس مجلس شئون مسلمى أمريكا، إنه لا رغبة لديه بالمشاركة فى أى احتفالية بالبيت الأبيض.

 

 وشعر المسلمون والعرب الأمريكيون بالغضب من تعامل بايدن مع الأزمة فى غزة، وأعربوا عن غضبهم هذا فى السباق التمهيدى الديمقراطى فى بعض الولايات مثل ولاية ميتشيجان حيث رفضوا دعم بايدن. كما حذر قادة العرب والمسلمين بايدن بأنه لو لم يغير نهجه إزاء الصراع، فإن يخاطر بتنفير الناخبين فى الانتخابات العامة، وهم فئة لها أهمية حاسمة فى نجاح مساع إعادة انتخابه.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة