ما إن عُرض مسلسل الحشاشين حتى حقق تفاعلاً كبيرًا منذ الحلقة الأولى بعدما تصدر التريندات على منصات السوشيال ميديا وخلق حالة واسعة من النقاش لأول مرة بهذا الشكل على عمل فنى، ما يؤكد صحة رهان الشركة المتحدة حول العمل الذى يحقق نجاحًا كبيرًا على مدار الأسبوع الأول من ماراثون رمضان.
يرجع ذلك لعوامل كثيرة برزت من قبل صناع المسلسل مثلما نستعرض فى السطور التالية حول العمل الذى يسلط الضوء على الطائفة الأخطر فى التاريخ على مستوى الاغتيالات بقيادة حسن الصباح الذى يلعب دوره كريم عبد العزيز، وخلال السطور التالية نستعرض أهم العوامل التى أنجحت العمل فى الأسبوع الأول من عرضه وجعلته ضمن قائمة الأعلى مشاهدة.
تمكنت الصورة من جذب انتباه المشاهد، بعدما وضع المخرج بيتر ميمى الجمهور معه فى قلب الحدث ما بين أسوأ عصور القاهرة مع الشدة المستنصرية، التى برزت فيها تفاصيل تعكس تاريخًا حقيقيًا مر على مصر بتلك الفترة، فى حين خلق جمالا وصورة رائعة لمدينة مثل سمرقند التى كانت تعيش عصورًا من النهضة لتتصدر التريند بعدها بعد مشهد زيارة عمر الخيام لملك المدينة.
كما اختار بيتر ميمى المكان السرى لحسن بن الصباح بقلب الجبل ليعكس طبيعة الحشاشين الذين يعيشون فى الظلام داخل كهف أسفل جبل مرتفع، كما تميز مشهد المركب التى استقلت حسن الصباح وسط عاصفة كادت تغرقه بإبراز مواجهته للخطر الكبير على عائلته بهدوء نابع من معرفته بما سيحصل من خطة وضعها خلال الحلقة الثالثة من العمل.
حلقة تلو الأخرى يبرز فيها كريم عبد العزيز إمساكه بمفاتيح شخصية حسن الصباح، وذلك عبر هدوء وذكاء يعكس تحضيره للدور بعناية، فصار يتميز بالهدوء فى أصعب المواقف مثلما حصل وهو داخل سجنه أمام فتحى عبدالوهاب - نظام الملك - إذ واجهه بكل برود رغم معرفة الأخير بخططه السرية للإطاحة به فى الحلقة الـ6 من العمل، ولم ينفعل مع التوعد به، وذلك بالإضافة للمشهد البديع الذى أنبأ عن تحول حسن الصباح تماما، وسط كابوس يراه فى الحلقة 4 من العمل، وهو يقتل نفسه بيده، وكأنه يقتل كل ما تبقى فى الصباح من إيمان لغير مذهبه.
منذ اللحظة الأولى لظهور أحمد عيد بشخصية زيد بن سيحون، اتضح ما يحمله الدور من مفاجآت عديدة لجمهوره امتدت للشكل الجسدى الذى طرأ على الشخصية التى تحاول دوما استخدام كل الحيل لإنجاح مخططها ما بين عدة صور يتخذها لنفسه مرة أحدب وفى مشاهد أخرى أعرج، وذلك بالإضافة إلى الفنان فتحى عبدالوهاب الذى قدم دور الوزير لدولة قوية كما يجب أن يكون بهيبة أصبغها على الشخصية، وسط علاقة شائكة بصديق عمره حسن الصباح ما بين الثقة بذكاء الأخير وشك دائم استدعى مراقبته، ما جعل مشاهدهما معا منتظرة للجمهور، وهو ما ظهر جليا بالحلقة الـ5 حينما ظهرا سويا وهما يتعاتبان بمنزل الصباح عقب إحراج الأخير لنظام الملك أمام السلطان.