ما زال حتى هذه اللحظة وبعد عرض 6 حلقات من مسلسل لحظة غضب، إيقاع المسلسل أحد أبطال ونقاط تميز العمل، بخلاف الأداء المبهر من كل من صبا مبارك ومحمد شاهين، والمشاهد القليلة التى ظهر بها محمد فراج فى الحلقة الأولى، فمثل هذه النوعية من الأعمال تحتاج إلى جذب الانتباه خلال دقائق عرض الحلقة، ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن تشعر بلحظة ملل واحدة أو تشعر بانفصال عن الأحداث، وهو ما حدث بشكل واضح حتى الآن فى مسلسل «لحظة غضب».
وبعيدا عن الإيقاع المنضبط وعناصر المسلسل، التى تخدم على العمل من تصوير وموسيقى وإضاءة، فهناك أداء استثنائى من الفنان محمد شاهين، بشخصية مصطفى التى يجسدها داخل أحداث العمل، فهو شخصية جادة للغاية مع الغرباء ومع موظفيه فى الشركة، لكنه شخص حنون على زوجته وشقيقه وزوجة شقيقه، رغم المعاناة التى يعانيها من شقيقه المختفى ولا يعرف طريقه، ومن شقيقته المستهترة التى تلعب شخصيتها باقتدار حتى الآن سارة عبدالرحمن.
صعوبة الدور الذى يجسده محمد شاهين تتمثل فى أنه يجمع بين الصرامة وخفة الظل فى بعض المواقف، فبين الشعورين شعرة، يحتاج أن يحافظ عليها طوال الوقت، فنحن أمام شخص يبحث عن شقيقه المختفى بكل جدية وصرامة، ولكن هذا لا يمنع أن تلمح طيف هزلى بسيط للغاية بين الحين والآخر لهذه الشخصية، وهو وإن كان أمرا صعبا فى كثير من الأوقات، لا سيما أننا أمام مسلسل جريمة بشكل رسمى وواضح، ولكن أيضا الفضل فى ذلك يعود إلى المخرج عبدالعزيز النجار، الذى يعرف متى يعطى الضوء الأخضر لشاهين لإظهار هذا الطيف الهزلى، ومتى يختفى وكأنه لم يكن موجودا من الأساس.
كذلك من عوامل نجاح الشخصية واختلافها كليا عن الأدوار، التى سبق أن جسدها محمد شاهين من قبل، هو «الشنب» الذى يظهر به، فهو مناسب وملائم تماما مع شخصية كشخصية مصطفى، ذلك الشخص الخمسينى، أو فى نهاية الأربعينيات، الأخ الأكبر لشقيقين، المتزوج ولديه طفل، ومدير فى أحد البنوك، وصارم للغاية مع الموظفين، فى الوقت الذى تخونه زوجته مع كثيرين، فهى شخصية مركبة إلى حد كبير، ولكن نجح شاهين فى تحديد أبعادها بالشكل الخارجى وحتى الداخلى.
شاهين ظهر فى أكثر من مشهد ويتحدث عن علاقته بشقيقه، فرغم هذا الاختلاف الكبير والواضح بينهما فى أحداث المسلسل، فإنه يخشى على شقيقه شريف «محمد فراج» ويحبه حبا كبيرا، لدجة أنه قال: «شريف ده أغلى من مروان ابنى».
بالتأكيد الحلقات المقبلة ستشهد الكثير من المفاجآت والتفاصيل المتعلقة بالجوانب الإنسانية والنفسية لشخصية شريف، مع تطور الأحداث وتصاعدها، وعلاقته بكل من زوجته التى تمثل إحدى نقاط ضعفه، وأيضا علاقته بابنه الذى يعلم سر الجريمة القائم عليها الأحداث، ولكنه من الصدمة يفقد صوته.