تحل، اليوم، ذكرى محاصرة مدينة عكا على يد الجيش الفرنسى بقيادة نابليون بونابرت فى عام 1799، وقد صنفت واحدة من أفظع الجرائم التى وقعت فى حقبة الحروب الصليبية، والتى أطلق عليها مذبحة عكا، وكانت واحدة ضمن جرائم الملك ريتشارد قلب الأسد، التى ارتكب العديد من الجرائم فى حق البشرية وليس المسلمين فقط، ولعل جريمته فى عكا وثقتها العديد من الكتب التاريخية، منها كتاب "النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية.. سيرة صلاح الدين الأيوبى" لـ أبى المحاسن بهاء الدين بن شداد.
ويقول أبى المحاسن بهاء الدين بن شداد في كتابه سالف الذكر "ولما رأى الملعون توقف السلطان ببذل المال والأسرى، غدر بأسرى المسلمين، وكان قد صالحهم وتسلم البلد منهم على أن يكونوا آمنين على نفوس كل حال، وأنه ما إن دفع السلطان إليهم ما استقر أطلقهم بأموالهم ونسائهم إن امتنع من ذلك ضرب عليهم الرق وأخذهم أسرى، فغدرهم الملعون، وأظهر ما أرادا أن يفعله بعد أخذ المال والأسرى على ما أخبر عنه أهل ملته فيما بعد".
ويذكر الكثيرون ماذا فعل ريتشارد قلب الأسد فى الحملة الصليبية الثالثة عند احتلاله لعكا بأسرى المسلمين فقد ذبح 750 أسيرا من أسرى المسلمين الذين كانوا فى حامية عكا ولقيت زوجات وأطفال الأسرى مصرعهم إلى جوارهم، وذلك كما ذكر كتاب "إنسانية المرأة.. بين الإسلام والأديان الأخرى"، وذلك بعدما تظاهر ريتشارد قلب الأسد بأن صلاح الدين أخل بشروط الاتفاق بعد تأخره فى دفع فدية الأسرى، واتخذ من ذلك حجة لذبح أسرى المسلمين، فى الوقت الذى أظهر القائد المسلم صلاح الدين الأيوبى من تسامح وكرم ومروءة وعفو ووفاء بالعهد تجاه الأسرى الصليبين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة