ذكرى عودتها.. خبير آثار يرصد حكاية طابا ومعالمها الأثرية والسياحية

الثلاثاء، 19 مارس 2024 02:37 م
ذكرى عودتها.. خبير آثار يرصد حكاية طابا ومعالمها الأثرية والسياحية طابا
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الذكرى الـ35 لعودة طابا، يرصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، قضية طابا كتجربة مصرية رائدة وظفت فيها الوثائق التاريخية والخرائط والمجسمات الطبيعية وكتابات المعاصرين والزيارات الميدانية وشهادة الشهود وأشرطة الفيديو والصبر والمثابرة فى استرداد الحق بشكل غير مسبوق من خلال كتاب "طابا قضية العصر" للدكتور يونان لبيب رزق.

طابا
طابا

ويوضح الدكتور ريحان أن المنطقة المتنازع عليها فى طابا كانت تمثل شرفة صغيرة من الأرض المطلة على رأس خليج العقبة مساحتها 1020م 2 ورغم صغر مساحتها فكانت مسألة حياة أو موت بالنسبة لإسرائيل عبر عنها وكيل حكومة إسرائيل روبى سيبل فى المرافعات الإسرائيلية فى قضية طابا ذاكرًا أنها ذات أهمية بالغة لمدينة إيلات وهى فى حقيقتها ضاحية لها لذلك أقاموا استثمارات سياحية بها وبنية مدنية ليؤكدوا استحالة عودتها للسيادة المصرية
تعمّد الجانب الآخر التضليل والتزييف للحقائق فمن خلال سيطرتهم على المنطقة من 1967 إلى 1982 قاموا بتغيير معالمها الجغرافية لإزالة علامات الحدود المصرية قبل حرب يونيو فقاموا بإزالة أنف الجبل الذى كان يصل إلى مياه خليج العقبة وبناء طريق مكانه يربط بين إيلات وطابا وكان على المصريين أن يبحثوا عن هذه العلامة التى لم يعد لمكانها وجود، ولم يعثروا إلا على موقع العلامة قبل الأخيرة التى اعتقدوا لفترة أنها الأخيرة.

ويتابع الدكتور ريحان أنه فى يوم 13 مايو 1985 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 641 بتشكيل (اللجنة القومية العليا لطابا) من أبرز الكفاءات القانونية والتاريخية والجغرافية وهى اللجنة التى تحولت بعد ذلك إلى هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا والتى أخذت على عاتقها إدارة الصراع فى هذه القضية من الألف إلى الياء مستخدمة كل الحجج لإثبات الحق ومن أهمها الوثائق التاريخية التى مثلت نسبة 61%  من إجمالى الأدلة المادية التى جاءت من ثمانية مصادر.

العلم المصرى فى طابا
العلم المصرى فى طابا

نصت مشارطة التحكيم على أن المطلوب من المحكمة تقرير مواضع علامات الحدود الدولية المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب أى فى الفترة بين عامى 1922 و1948، وبالرغم من ذلك فإن البحث فى الوثائق ذهب إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر والوثائق فى الفترة اللاحقة على عام 1948 حتى حرب يونيو ونتائجها، وقد جرى البحث عن هذه الوثائق فى دار الوثائق القومية بالقلعة، الخارجية البريطانية، دار المحفوظات العامة فى لندن، دار الوثائق بالخرطوم، دار الوثائق بإسطنبول، محفوظات الأمم المتحدة بنيويورك، ودخل كتاب " آثار سيناء – جزيرة فرعون قلعة صلاح الدين" التى أصدرته هيئة الآثار المصرية عام 1986 ضمن الوثائق التاريخية.

وينوه الدكتور ريحان إلى أن الوفد المصرى لم يقبل بالموقع الذى حدده الجانب الآخر للعلامة 91 وأصروا على الصعود لأعلى وهناك وجد المصريون بقايا القاعدة الحجرية للعلامة القديمة ولكنهم لم يجدوا العمود الحديدى المغروس فى القاعدة والذى كان يحمل فى العادة رقم العلامة وقد اندهش الإسرائيليون عندما عثروا على القاعدة الحجرية وكانت الصدمة الكبرى لهم حين نجح أحد الضباط المصريين فى العثور على العمود الحديدى على منحدر شديد الوعورة حيث نزل وحمله لأعلى، وطول هذا العمود  2م وعرضه 15سم ووزنه بين 60 إلى 70 كجم وكان موجودًا عليه رقم 91 وأمام هذا الموقف لم يملك أحد أعضاء الوفد الإسرائيلى نفسه قائلًا أن الطبيعة لا تكذب أبدًا واتضح فنيًا أن العمود والقاعدة قد أزيلا حديثًا ورغم ذلك فقد رفضت إسرائيل الاعتراف بهذه العلامة حتى موافقتها على التحكيم فى 13 يناير 1986.

ويوم الخميس 29 سبتمبر 1988 فى قاعة مجلس مقاطعة جنيف، حيث كانت تعقد جلسات المحكمة دخلت هيئة المحكمة يتقدمها رئيسها القاضى السويدى جونار لاجرجرين لتنطق بالحق وعودة الأرض لأصحابها فى حكم تاريخى بأغلبية أربعة أصوات والاعتراض الوحيد من القاضية الإسرائيلية بالطبع ويقع الحكم فى 230 صفحة وانقسمت حيثيات الحكم لثلاثة أقسام، الأول إجراءات التحكيم ويتضمن مشارطة التحكيم وخلفية النزاع والحجج المقدمة من الطرفين والثانى أسباب الحكم ويتضمن القبول بالمطلب المصرى للعلامة 91 والحكم لمصر بمواضع العلامات الأربعة والثالث منطوق الحكم فى صفحتين جاء فيه فى الفقرة رقم 245 " النتيجة – على أساس الاعتبارات السابقة تقرر المحكمة أن علامة الحدود 91 هى فى الوضع المقدم من جانب مصر والمعلم على الأرض حسب ما هو مسجل فى المرفق (أ) لمشارطة التحكيم " ، وتم رفع العلم المصرى على الجزء الذى تم استرداه من طابا فى 19 مارس 1989.

ويشير الدكتور ريحان إلى المقومات السياحية بطابا من السياحة الأثرية والبيئية وسياحة سفارى والترفيهية، وتجسّد السياحة الأثرية بها قلعة صلاح الدين التى تقع بوسط جزيرة ساحرة يطلق عليها جزيرة فرعون أو جزيرة المرجان أنشأها صلاح الدين عام 567هـ 1171م وتضم  منشئات دفاعية من أسوار وأبراج وفرن لتصنيع الأسلحة وقاعة اجتماعات حربية وعناصر إعاشة من غرف الجنود وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار وصهريجين للمياه ومسجد أنشأه الأمير حسام الدين باجل بن حمدان.

وسياحة السفارى فى الكانيون الملون الذى يبعد 30كم عن طابا فى طريق طابا – النقب، طوله 250م وارتفاعه من 3 إلى 6م عرضه فى بعض الأجزاء لا يسمح إلا بمرور شخص واحد وبهذا الكانيون شعاب مرجانية متحجرة مما يدل علي وقوع سيناء تحت سطح البحر فى العصور الجيولوجية القديمة، ويضم هذا الموقع نقطة مرتفعة تعرف بالبانوراما يرى السائح من خلالها جبال السعودية والأردن وجزء من خليج العقبة، علاوة على اللوحات الصخرية طريق النقب – طابا التى تمثل متحفًا مفتوحًا للوحات الصخرية التى شكلتها أيدى الطبيعة فى الوادى الممتد من النقب إلى طابا.

وأردف الدكتور ريحان أن تجسّدت السياحة البيئية والمناظر الطبيعية تجسّدت بمنطقة الفيورد التى تبعد عن طابا 10كم وقد صور بها فيلم الطريق إلى إيلات وهى عبارة عن لسان بحرى من خليج العقبة يمتد داخل اليابس بسيناء ليشكّل منطقة أقرب إلى ثلاثة أرباع دايرة، والسياحة الترفيهية بمنطقة طابا هايتس ولها شهرة عالمية تبعد 25كم عن مطار النقب الدولى، 200كم من شرم الشيخ، وهى عبارة عن حجر جيرى مرجانى من أصل عضوى وتتكون من كسرات الهياكل العضوية المشتقة من المرجانيات والطحالب الحمراء والجلد شوكيات والرخويات وتمثل أجمل مثلث غوص دولى بسيناء والعالم الذى يضم رأس محمد ودهب وطابا.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة