- حزين على موت المصوريين الصحفيين بغزة بسبب نقلهم الحقيقة
- نصيحتى للمصورين الشباب تغطية موضوعات صحفية مختلفة والتمسك بالأمل
محاورة مصور صحفى كان مصورًا للرؤساء الأمريكيين وعددًا من رؤساء الدول الأخرى من بينهم الرئيس الراحل أنور السادات، أمر مثير، فالرجل يحمل فى جعبته الكثير من القصص والذكريات المغرية، والتى تستحق أن تسطر على صفحات اليوم السابع، خاصة أن الجناح المخصص له فى معرض أكسبوجر الدولى بإمارة الشارقة، حمل عنوان "كواليس التاريخ".
ما يحتويه الجناح المخصص للمصور الأمريكى العالمى، ديفيد هيوم كينيرلى، المصور الشخصى لـ الرئيس الأمريكي جيرالد رودولف فورد، يجذبك ويدهشك لرؤية الصور بداخله، ومن بينها صورة للرئيس أنور السادات فى منتصف الجناح تتوسط صور رؤساء أمريكا بالإضافة لصور الملاكم الشهير محمد على كلاى وأيضًا صور ترصد حربى كمبوديا وفيتنام، وهى الصور الشاهدة على مكانة وموهبة "كينيرلى" ما مكنه من انضمامه لقائمة أهم 100 شخص في فن التصوير الفوتوغرافى، وواحد من أهم 50 صحفيًا في الولايات المتحدة الأمريكية، وإلى نص الحوار:
قمت بتصوير العديد من رؤساء الدول.. ومن بينهم الرئيس المصرى الراحل أنور السادات، هل تحكى لنا كواليس هذه الصورة؟
مجلة التايم وصفت السادات بأنه رجل العام وذلك عقب زيارته إلى إسرائيل، ورغبوا فى تصويره، وبالفعل قررت السفر إلى مصر، وقابلت السادات فى مكتبه الرئاسى، وطلبت منه التقاط صورة له لوضعها على غلاف مجلة التايم، وتحدثت له وقلت: "أنت فرعون مصر الحديث" لذلك لابد من الذهاب إلى أهرامات الجيزة لالتقاط صورة لك من هذه البقعة التاريخية الساحرة، ووافق على فكرتى، فالتقطت له الصورة، والتى أعتبرها من بين أهم الصور المحببة والمهمة والمفضلة بالنسبة لى، فهى صورة تحمل دراما وتروى أحداثاً مهمة للغاية.
صورة السادات بين الأهرامات
- التقطت صورًا لشخصيات ومعالم وأحداث في أكثر من 100 دولة.. فأى دولة التقت فيها صور تعتبرها مهمة فى مسيرتك؟
اتذكر كل مكان ذهبت اليه، حيث قضيت الكثير من الوقت فى آسيا واعتقد أفضل صورى كانت فى الشرق الأوسط، بشكل هان، وفى مصر تحديدا، فأنا عاشق لمدينة الإسكندرية، وكذلك الأردن وكنت صديقا للملك حسين وأنا أعرف الملك عبد الله الثانى، وزوجتى لبنانية الأصل رغم أنها لا تتحدث العربية، إلا أننى أحب العرب جميعا، لذلك تجربتى فى مهنة التصوير بمنطقة الشرق الأوسط مختلفة تماماً.
-لقد تم تصنيفك من بين "أهم 100 شخص في التصوير الفوتوغرافى" وواحد من أهم 50 صحفياً في واشنطن العاصمة " فهل هناك ألقاب أخرى محببة لقلبك؟
أنا أفضل أن يطلق على لقب مصور فوتوغرافى فقط.. اسم بسيط وأنا عاشق للبساطة مهما حصلت على جوائز، أو حققت مكانة ومنصب إداري.
- وماذا يعنى لك الحصول على جائزة بوليتزر في الصحافة عندما كان عمرك 25 عاما؟
فى ذلك الوقت كنت صحفيا فوتوغرافيا شابا فى بداية مشواري، وعندما وقع على الاختيار للفوز بجائزة بوليتزر، كانت مفاجأة كبرى لى، أشبه بالصدمة لعدم القدرة على التصديق، خاصة وإننى كنت حينها موجود فى مدينة سايجون الفيتنامية، أما الآن فأعتبر الجائزة منحة فى الحياة، وأيضا بعد الموت، فعندما أرحل عن عالمنا ستنشر صحفية نيويورك تايمز نعى لى مجانى وتقول: "مات المصور الأمريكى"ديفيد هيوم كينيرلى" الذى حصد جائزة بوليترز عندما كان عمره 25 عامًا.
- يتعرض المصورون الصحفيون للكثير من المخاطر أثناء تغطيتهم للأحداث الساخنة.. فما المخاطر التى تعرضت لها وقت تغطيتك لحربى فيتنام وكمبوديا؟
أكثر شيء فكرت فيه، حماية الكاميرا من السقوط وهذه مهمة صعبة جدًا وقت الحرب، وهذا الحرص الشديد على الكاميرا باعتبارها سلاح المصور، ومعظم المصوريين الصحفيين فى غزة وأوكرانيا يحاولون الحفاظ على الكاميرا بكل الطرق لأنها شاهدة على الحقائق، واشعر بالحزن الشديد لما يحدث فى غزة، خاصة قتل الصحفيين والمصورين الذين يوثقون الحقائق، ولكى يتمكنوا من ذلك، لابد أن يكونوا فى الخطوط الأمامية لينقلوا القصة الحقيقة كما شاهدوها وهذا واجبنا كمصوريين.
-هل يمكنك ان تحكى لنا عن كواليس تصوير الرئيس الأمريكى جيرالد فورد، باعتبارك كنت المصور الشخصى في البيت الأبيض.. وما هى أهم ملاحظاته على الصور، وطقوسه أثناء التصوير؟
حضرت جميع الاجتماعات الرئاسية وكنت التقط له صور أثناء قيامه بعمله، وكنت أسافر معه على متن طائرة الرئاسة فى كل رحلة ومعنا طاقم الموظفين بالبيت الأبيض، فهو لم يوجهنى أبدا أو يشترط لفعل أى شئ بخصوص صوره الشخصية، ولم يعقب بأى ملاحظة على أى صورة، وكان يهتم كثيرا بأن تلتقط له الصور وهو يعمل أو منشغل بالأحاديث، فهو لا يهمه أن يظهر بشكل رائع فى الصورة بقدر ما كان يهمه إبراز ما يعمل.
-ما هى نصيحتك للشباب المصورين الذى يبدأون مشوارهم فى مجال التصوير؟
اعتقد أن العمل فى مجال التصوير حاليا مختلف تماما عن الماضى، لكنى اشجعهم دائما، وأنصحهم بالدراسة وتطوير ذاتهم، والتركيز على اللقطات الخاصة لخلق قصة مختلفة.
-هل هذه هى أول مرة تشارك فيها بمهرجان أكسبوجر الدولى للتصوير؟
نعم..هذه هى أول مشاركة لى، وأنا سعيد بوجودى بمهرجان أكسبوجر وسط عدد كبير من المصوريين الفوتوغرافيين والصحفيين من كافة أنحاء العالم، وفى غضون عامين سيكون عمرى الستين، وسوف اقدم معرض لأعمالى فى مكتبة روزفلت التى هى قيد الإنشاء الآن، كما أننى اجهز لكتابة مذكراتى خلال الفترة المقبلة.
أحد أشهر صور ديفيد هيوم
صور ديفيد هيوم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة