قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن كلمة :حليم" مأخوذة من الحلم، ذو الصفح ولا يستفذه غضب غاضب ولا معصية عاص ويميل إلى الصفح والآناء وهو عدم التسرع فى العقوبة، وهو الحليم الذى لا يعجل بعقوبة العباد.
وأضاف الإمام الأكبر خلال حديثه بالحلقة العاشرة من برنامج "الإمام الطيب" الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد سعيد محفوظ، على قناة "الحياة"، أن الله صابر على عباده وحليم، ويرد فى الحديث الشريف أنه إذا أحل بالإنسان كرب كان يدعو بهذا الدعاء " لا إله إلا الله الحليم الحكيم"، وهو اسم من أسماء الله الحسنى.
ولفت الإمام الطيب أن الحلم يستلزم الصبر، ولا يعنى الصبر وبينهما فروق، موضحا الفارق بين الحلم بكسر الحاء، وحلم بضم الحاء، والحلم بكسر الحاء هو صفة من صفات الفضائل والمطلوب من الإنسان أن يكون حليما، أما حُلم بمعنى الرؤية فى المنام، والإختلاف يكون فى أصل الفعل ثم فى المصدر ثم ما اشتق منه.
وأكد فضيلة الإمام الأكبر، أن عقاب الله لا يُؤمن، ولا يمكن لعبد مؤمن أن يفكر فى أنه سيفلت يوما من الأيام من العقاب والثواب ولا يمكن الشك فيهما أبدا، كما أن المسيئين مثل المحسنين فى بعض الصفات مثل اللطف الذى يشمل المؤمنين والصالحين يشمل أيضا الكفار والفسقة والعصاة.
وأضاف الإمام الأكبر أن الله اختص بالحلم الصبر على العصاة والمذنبين والكفرة، والفرق دقيق ولكن سهل إدراكه، موضحا أن الحلم هو إسقاط العقوبة، والله سبحانة وتعالى صبر على الكفار والخارجين على حدوده فى الدنيا وأسقط عنهم العقوبة لأنه أخر العقوبة ليوم القيامة، لكن حين ينزل ببعضهم العقوبة فى الدار الآخرة يكون صبورا لانه أخر العقاب، وهناك فرق بين تأخير العقاب وإسقاط العقاب، والحلم يتعلق بإسقاط العقوبة وليس بالتأخير، والصبور هو الذى يؤجل العقوبة.
وقال شيخ الأزهر، إن الحليم هو الذى لا يعجل بالعقوبة أو يسقطها عن مقدرة، ولديه تأنى وصفح عن شرط أن يكون عن قدرة.
وأضاف أن الله أسقط العقوبة عن الصهاينة مؤقتا رغم ما يفعلوه، إنما لهم عقابهم الذى يليق بإجرامهم الذى يرتكبونه مع الناس وعباده، وقال تعالى :" وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ".
وأوضح الإمام الطيب أن الحلم إما من باب اللطف وفرصة للعبد أن يتوب أو الحلم بانه حتى ولو لم يكن يتوب حقت عليه كلمة العقاب فإنه أجل هذا العقاب.
وأكد شيخ الأزهر، أنه علينا ترجمة اسم "الحليم" فى أفعالنا وحياتنا بالتدرب على الصفح عن الآخرين، والمطلوب من المؤمن أن يكون صفوحا وغفورا وأن يتأثر بهذه الأسماء ويتدرب عليها، وأن يكون حديثه للناس وتبسمه صدقة.
وأضاف الإمام الأكبر أنه على المؤمن ألا يعجل إذا أخطأ معه أحد ويعاتب عتابا رقيقا، لا يأخذ موقف منذ البداية خاصة إذا كان من الأهل، ويساعده فى ذلك دراسة صفات النبى صل الله عليه وسلم.
ولفت الإمام الطيب إلى أنه عندما يحرم النبى على المسلمين أن يهدموا مبنى فى جيش العدو وأن يقتلوا أعمى أو إمرأة أو طفل أو حتى قالوا لا يقتل حيوانا إلا إذا احتاجه للأكل وبقدر ما يحتاج أو أن يفرق نحلا أو يحرق نخلا، كل هذا فى جيش العدو، ويحرم قتل الراهب فى صومعته أو التعرض له.
تابع، قارن بين قواعد القتال فى الإسلام وبين ما يحدث الآن فى قطاع غزة، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلى يخيف أهل القطاع ويصبحون لقمة سائغة للصياد، ولا يهمهم الأطفال والنساء والرجال والمرضى والمساجد والمستشفيات والجامعات والبيوت.
ولفت إلى أن الكثير من الطلاب الذين يعيشون فى المدينة الجامعة بالقاهرة يؤكدون أن المنزل تم هدمه على كل الأسرة، ونساعد بعض الفارين منهم.