شهدت الحلقة العاشرة من مسلسل الحشاشين الذى يعرض على قناة dmc بالتزامن مع عرضه على منصة watch It، ضمن مسلسلات رمضان 2024، بطولة الفنان كريم عبد العزيز، ظهور شخصية أرسلان تاش الذي تحدث عن نفسه أمام كبار الرعاة والقبائل، أنه قائد حملة السلطان الملك شاه للمارقين على قلعة ألموت، ولذلك نستعرض لكم من هو أرسلان تاش.
تاج الدولة أبو سعيد تتش بن ألب أرسلان (458-487 هـ) سلطان دمشق ومؤسس سلاجقة الشام، وأخو السلطان ملك شاه السلجوقي، وعم السلطان بركياروق، وكانت العلاقة رديئة بين بركياروق وعمه تتش.
في عام 471 هـ استطاع تتش الاستيلاء على دمشق ومن ثم حلب في عام 478هـ، واستطاع في آخر الأمر أن يسيطر على العديد من مناطق بلاد الشام ويتبعها لدولته، وجرت بينه وبين ابن أخيه بركياروق منافرات ومشاجرات أدت إلى المحاربة، بالقرب من مدينة الري في سنة 487هـ، فهزم تتش وقتل في المعركة، وأغرقه ابن عمه في نهر دجلة، في شهر ربيع الأول من عام 487هـ/1094م.
بنيت في عهده العديد من المباني والمدارس في دمشق، وذكر ابن خلكان في كتاب الوفيات إنها منسوبة إلى تتش أحد الأمراء السلجوقيين. وبعد وفاته تقاسم ولديه (دقماق ورضوان) في ملكهِ، فحكم دقماق بن تتش مدينة دمشق بينما حكم رضوان مدينة حلب.
أَسند إليه أخوه ملك شاه حكم بلاد الشام سنة 470هـ - 1077م، وكلفه ضم ما يستطيع من الأقاليم المجاورة إلى حوزة السلاجقة، لقد كانت بلاد الشام قبل وصول السلاجقة إليها موزعة بين عدة قوى، فقد حكم المرداسيون مدينة حلب وما يحيط بها، وخلفهم في حكمها العقيليون بقيادة مسلم بن قريش (477 - 479هـ)، وكان بنو عمار في طرابلس، وقضاة بني عقيل في صيدا، والفاطميون يحكمون جنوبي بلاد الشام وساحله.
في هذه الأوضاع، وصل أتسز بن أوق التركماني إلى بلاد الشام، وتمكن من الاستيلاء على الرملة وبيت المقدس من الفاطميين سنة 463هـ وعلى دمشق سنة 468هـ، ولكنهُ أخفق في محاولته غزو مصر سنة 470هـ -1077م، فشجّع هذا الإخفاق الفاطميين، فحاولوا استعادة دمشق وبيت المقدس، بقيادة أمير الجيوش بدر الجمالي، مما دفع بأتسز إلى الاستنجاد بتتش، الذي كان يحاصر حلب، ويعمل على الاستيلاء عليها. فترك وتوجه إلى دمشق، فلما علم قائد الجيش الفاطمي بأنباء اقتراب تتش انسحب عنها، فدخلها تتش دخول الظافرين لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة 471هـ 1079م، واتخذها مقرًا له، ثم ما لبث أن تخلص من أتسز، وبدأ بذلك تأسيس دولة السلاجقة في بلاد الشام.
وبعد فترة طويلة صار الطريق إلى المشرق مفتوحًا أمام تتش، فتوجه لقتال ابن أخيه بركياروق، ولما وصل إلى همذان فر منه بركياروق، والتجأ إلى أصفهان. وأخذ يجمع الأنصار حوله، ثم هاجم تتش بالمقرب من مدينة الرَّي، ودارت بينهما رحى معركة طاحنة، في في يوم الأحد سابع عشر صفر سنة 488هـ / 26 فبراير 1095م، انهزم فيها تتش لانفضاض أنصاره عنه، وسقط قتيلًا في المعركة، بعد أن أبدى مهارة فائقة، فاستبيح عسكره ونهب. وبذلك أخفق تتش في الوصول إلى السلطنة، وخسر حياته بسببها.
انقسمت أملاك تتش في بلاد الشام بين ولديه رضوان الذي حكم حلب، ودُقماق الذي حكم دمشق. وبذلك عادت بلاد الشام إلى التمزق السياسي. ونشب صراع بين الأخوين، كان من العوامل المساعدة لنجاح الحملة الصليبية الأولى.