تستقبل الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع المقبل وفدا وزاريا إسرائيليا يضم وزير الحرب الإسرائيلي يوآف جالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، لبحث الحرب الإسرائيلية على غزة مع تمسك الجانب الإسرائيلي بموقفه الرافض لأي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة، بحسب ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية.
ويحمل الوفد الإسرائيلي في زيارته للولايات المتحدة رؤية حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو للقضاء على حكم الفصائل الفلسطينية في غزة واستبداله بنظام حكم آخر، بالإضافة لأسباب تفكير الجانب الإسرائيلي في شن عملية عسكرية جنوبي غزة، والمفاوضات التي تجري لإبرام هدنة إنسانية والتوصل لصفقة تبادل للأسرى.
تأتي زيارة الوفد الإسرائيلي بعد ساعات من اتصال الرئيس الأمريكي جو بايدن برئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي ناقشت تطورات الأوضاع في غزة مع استمرار الحرب الإسرائيلية، وتأكيد الجانب الأمريكي على ضرورة التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار.
في الدوحة، تتواصل المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلي بشكل غير مباشر عبر الوسيطين المصري والقطري وبمشاركة أمريكية، وهي المفاوضات التي يعول عليها الشارع الفلسطيني بأن تدفع نحو إعلان هدنة إنسانية تمهد لوقف الحرب بشكل كامل وإبرام صفقة لتبادل الأسرى.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أنه جرى التوافق على الأعداد التي سيتم الافراج عنها خلال صفقة التبادل الجزئية حال التوصل لاتفاق هدنة إنسانية، موضحة أن الفصائل الفلسطينية في غزة تتمسك بعودة النازحين إلى منازلهم في شمال غزة إلا أن الجانب الإسرائيلي يرفض ذلك حتى اللحظة.
بدورها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بأشد العبارات تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن أحد أهداف العدوان على غزة هو تهجير سكان القطاع، موضحة أن نتنياهو يتفاخر بتوفير جميع مقومات هذا التهجير وأسبابه، بما في ذلك تصعيد القصف الوحشي الراهن وكأن الحرب بدأت من جديد، وإمعان جيش الاحتلال الاسرائيلي بالتدمير الكامل وتحويل القطاع لأرض قاحلة تتعذر الحياة فيه، بشكل يترافق مع توسيع دوائر القتل الجماعي في صفوف المدنيين.
وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أنه يضع المزيد من العراقيل أمام الجهود الدولية المبذولة لإدخال المساعدات والاحتياجات الإنسانية الأساسية بشكل مستدام، الأمر الذي يعمق المجاعة في قطاع غزة وازدياد لأعداد الشهداء الفلسطينيين من الأطفال نتيجة لها، إضافة لانعدام الأمن الغذائي لأكثر من نصف سكان القطاع، ووضع أكثر من 2 مليون مواطن في دوامة من النزوح المتواصل بحثاً عن أي مكان آمن غير متوفر.
وأكدت الخارجية الفلسطينية أن حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم هي قضية إنسانية بامتياز، وعلى العالم ألا يسمح لنتنياهو بإخضاعها لأية حسابات أو مفاوضات أو ابتزاز، حيث لا شيء يمكن أن يبرر الفشل الدولي في حماية المدنيين وإدخال المساعدات لهم بشكل مستدام مهما كانت رغبات وسياسة وأهداف الجانب الاسرائيلي.
يذكر أن تصريحات نتنياهو جاءت أمام "لجنة الخارجية والأمن" في الكنيست الإسرائيلي يوم أمس الثلاثاء، والتي قال فيها إنه من الممكن استخدام الميناء الأمريكي على سواحل قطاع غزة تحت إشراف الاحتلال الاسرائيلي لترحيل سكان غزة.
إلى ذلك، أعلن مسؤول حكومي كندي أن كندا ستوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، بسبب توالي الانتقادات الدولية، لحربها المتواصلة على قطاع غزة لليوم الـ166.
وقال المسؤول الكندي "الوضع على الأرض يمنعنا من تصدير أي معدات عسكرية".
ويعد الاحتلال الإسرائيلي من أبرز مستوردي الأسلحة الكندية، إذ تلقت عتادا عسكريا بقيمة 21 مليون دولار كندي عام 2022، وفقا لراديو كندا، وسبق ذلك شحنات بقيمة 26 مليون دولار عام 2021، ما يضعها في قائمة أكبر 10 متلقين لصادرات الأسلحة الكندية.
وهذا الشهر، قدّمت مجموعة من المحامين الكنديين من أصل فلسطيني شكوى ضد الحكومة الكندية، تطالب بتعليق صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، معتبرين أن "أوتاوا" تنتهك بذلك القانون المحلي والدولي.
وأصدر البرلمان الكندي، أمس الأول، قرارا غير ملزم، يدعو فيه المجتمع الدولي إلى العمل على حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.
ميدانيا، استشهد وأصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين، فجر الأربعاء، في غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي لمنازل وبنايات وشقق سكنية في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وفي ساعات الصباح الأولى لفجر اليوم الـ166 من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، قصف الاحتلال مناطق عدة بمدينة غزة، تحديدا حي الرمال، ومحيط مستشفى الشفاء غرب المدينة.
أكدت وسائل إعلام فلسطينية انتشال 20 شهيداً جراء قصف صاروخي إسرائيلي استهدف عمارة سكنية غرب غزة، بينما سقط شهداء ومصابون في قصف من الطيران الحربي الإسرائيلي على منطقة السدرة بحي الدرج شرق المدينة.
كما قصفت مدفعية جيش الاحتلال الاسرائيلي شققا سكنية في عمارة "مشتهى"، مقابل برج شوا حصري بمدينة غزة، وحصار عددا كبيرا من العائلات محاصرة في حي الرمال غرب غزة، وسط ظروف مأساوية، بسبب قصف الاحتلال المستمر على الحي.
وألقى جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، بالمرضى خارج مجمع الشفاء الطبي، ونقلهم إلى المستشفى المعمداني بحالة صحية صعبة.
وفي مخيم البريج وسط قطاع غزة، جرى انتشال 6 من الشهداء الفلسطينيين من منزل استهدف بالطيران الحربي الإسرائيلي.
وشهدت مناطق شرق دير البلح وسط القطاع، إطلاق نار كثيف من قبل آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما أسفر عن استشهاد، وإصابة عدد من المواطنين.
فيما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 10 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 104 شهيد و 162 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية، مشيرة لارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 31923 شهيد و 74096 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.