قال عبد الرحيم كمال مؤلف مسلسل الحشاشين، خلال ندوة مسلسل الحشاشين باليوم السابع والتي حضرها المهندس أحمد فايز، مهندس ديكور مسلسل الحشاشين، والناقد الكبير محمود عبد الشكور، والدكتور حسين عبد البصير المؤرخ وعالم المصريات، والدكتورة فاتن الشيخ أستاذ الحضارة والتاريخ الإسلامي، إن الفن أوسع من التاريخ، ولديه القدرة على تصحيحه، وشخصية يوليوس قيصر باقية فى أذهان الناس أكثر من القصة الأساسية، مشيرا إلى أنه قادر على تقديم مسلسل الحشاشين بلغة عربية فصحى، ولكن من سيكون الجمهور المستهدف؟ فهناك مثل يقول لو هناك رجل يمنى قابل آخر مغربى سيحتاجان لرجل مصرى بينهما ليتفاهما، فالعامية المصرية فصيحة ومبينة وتأثيرها على الشباب المصرى والعربى كبير، فهى اللغة الأقرب ولنا تراث كبير من المسلسلات والأفلام السينمائية التى تربى عليها الوطن العربى وأحبها وفهمها.
من جانبه، قال الدكتور حسين عبدالبصير، المؤرخ وعالم المصريات، خلال الندوة، إن التاريخ مدارس كثيرة وعادة لا يوجد اتفاق حول الظاهرة التاريخية، فكل مدرسة تتناول التاريخ من وجهة نظر مختلفة، فهناك وجهة نظر تاريخ الحكام أو الطبقات الدنيا وهناك التاريخ الاجتماعى وكل منهم له فلسفة فى رؤية الأمور، وبالتالى بالفعل هناك تناقض فى الروايات، لأن من يكتب التاريخ هو الذى يتحكم فى وضع تلك الرواية ويسردها طبقا لقناعاته، مشيرا إلى أن مسلسل «الحشاشين» عمل بديع يقوم على طرح للتاريخ ولا يقدم كتابة فى التاريخ، فهو استلهام والفن هو الذى يبقى والفن لدى قدماء المصريين هو الذى بقى واحتفالية طريق الكباش كانت مستوحاة من الفن المصرى لأنه خلد لكل شىء وهو وروح المجتمع.
وعلى سبيل المثال هناك فترات تاريخية، الفن فيها والعمارة كان أبقى من الحكام أنفسهم والتاريخ يكتبه المنتصر، فالرواية العربية حول شخصية كليوباترا ستجد أنها كانت امرأة عظيمة وتترجم الكتب وقامت ببناء فنار الإسكندرية على عكس روايات أخرى كانت تقدم عكس ذلك، لذلك هناك تضارب فى التاريخ، وعبدالرحيم كمال منحه الله عبقرية لجمع الماضى بالحاضر وتقديمه فى إطار معرفى وفلسفى و«عرفانى» كما تقول الصوفية.
وأضاف دكتور حسين، أن عبدالرحيم كمال يقدم شخصيات سياسية مثل نظام الملك ودينية مثل حسن الصباح وشعرية وصوفية مثل عمر الخيام ويضفر ذلك فى حقبة تاريخية مع توظيف مدهش للملابس والعمارة.
أما الدكتورة فاتن الشيخ، أستاذة الحضارة والتاريخ الإسلامى، فقالت خلال الندوة، إن التاريخ دوره مهم فى حياتنا والحقيقة التاريخية مثل الماسة كل شخص يراها من منظور مختلف، ومنهجية التاريخ شىء والإبداع شىء آخر، والكاتب عبدالرحيم كمال أكد فى العمل أن الدين نبع صافى وأن ما نراه ويستعرضه خلال المسلسل ليس له علاقة بالدين، فهو ليس فيه قتل أو أذية، وأنا معجبة بالتأكيد على أن العمل من وحى التاريخ وبمشهد الاستهلال فى المسلسل والذى قدم شرحا وافيا بصوت الفنان أحمد الرافعى.
وعبرت «الشيخ» عن إعجابها باختيار الكاتب عبدالرحيم كمال لكتابة المسلسل، لأنه يظهر الشر الذى يأتى وسط الخير وقدرته على جمع الشتات، لتقديم العمل خاصة أن المصادر التى تتحدث عن الحشاشين قليلة.