علا الشافعى تكتب عن رحلة يحيى وكنوز 3: أحكي لكم

الخميس، 21 مارس 2024 12:54 م
علا الشافعى تكتب عن رحلة يحيى وكنوز 3: أحكي لكم علا الشافعي رئيس تحرير اليوم السابع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رحلة يحيى وكنوز من أمتع الرحلات التى عشتها فى مشوارى المهنى، كثيرا ما أرددها وأؤكد عليها، مرحلة ما قبله تختلف كثيرا عما بعده، إذ أصبحت جزءا من هذا المشروع الحلم، ومسؤولة عن المحتوى الدرامى للعمل.

نعم، يحيى وكنوز كان مشروعا يحاكى الأحلام، التى كان يصعب تخيل تحققها على أرض الواقع، خاصة بعد فترة طويلة من الصيام عن تقديم أعمال للأطفال، وتحديدا أعمال كارتون ورسوم متحركة تليق بمصر، وما حققته الأجيال السابقة سواء فى أدب أو دراما الطفل.

منذ اللحظة الأولى التى قرأت فيها معالجة المسلسل وقعت فى غرامه، لم أعرف وقتها السبب، هل بسبب طزاجة الفكرة؟ أم لكون العمل يأخذنا لمراحل تاريخية مهمة وملهمة فى حياتنا؟ أم لأنه يحمل روح التاريخ وسحره وأساطيره كما يربطنا بهويتنا برباط وثيق؟ قد تكون كل تلك الأسباب مجتمعة، إضافة لسبب آخر مهم، هو أن المسلسل بشخوصه، وحكاياته وحبكته، أعاد لروحى حالة البهجة والشغف، ورغبة البحث عن كثير من المعلومات والتأكد منها.

حلقات العمل منذ الجزء الأول إلى الثالث، صارت بالنسبة لى واحة الأمان والراحة النفسية، وبمجرد أن أتلقاها أختار ركنا صغيرا وأجلس فى هدوء لقراءتها، والتركيز فى تفاصيلها، ليس ذلك فقط بل كثيرا ما كنت أضبط نفسى أُغير طبقات صوتى لأكون فى مرة «يحيى»، أو أتلبس شخصية «كنوز» حينا، وشخصيات الأستاذ عصام أو سينو وغيرهما أحيانا، وأضحك كثيرا بمجرد انتهاء الحلقات، وتسجيل الملاحظات، وكأن «يحيى وكنوز» اصطحبانى معهما فى الرحلات العديدة فى الأزمنة المختلفة.

أذكر أننى كثيرا ما كنت أرسل أو أهاتف مؤلف العمل الموهوب والمتميز محمد عدلى، لأسأله «فين الحلقات الجديدة؟»، فيجيب ضاحكا: «حالا هتكون عندك»، فالمسلسل بمثابة واحة الأمان الرائقة التى تحمل كثيرا من البراءة ودهشة الاكتشاف، والرغبة فى طرح التساؤلات، وانتظار الإجابات، ليس ذلك فقط، بل إن حلقات المسلسل كانت محرضة بالتأكيد على البحث والتدقيق، ومراجعة بعض الوقائع التاريخية واستيضاح جوانبها، وتتبع الروايات المترددة عنها.

مسلسل «يحيى وكنوز» بأجزائه الثلاثة ونجومه من كل الأجيال، لا يُعد مجرد عمل رسوم متحركة للأطفال سيمر مرور الكرام، بل تجربة ثرية تحمل الكثير من الشغف وروح المغامرة، وتؤكد هويتنا وضرورة الحفاظ عليها، والرجوع للجذور فى ظل عالم يموج بالمتغيرات، التى باتت تمثل رعبا حقيقيا على الأجيال الجديدة.

وجود «يحيى وكنوز» وغيره من المسلسلات المهمة الموجهة للأطفال، دور كبير تضطلع به الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى تواصل تقديم عديد من المشروعات المهمة، منها «المحمية» و«سر المسجد» و«نورة»، لكن سيظل «يحيى وكنوز» بمثابة الابن البكر، الذى جاء بعد انتظار طويل لكل من وقف وراء المشروع وحوّل الحلم إلى حقيقة، أو كان جزءا منه فى رحلته الطويلة، وأشكر كل فريق المسلسل الذين يستحقون التحية، ومنهم المؤلف محمد عدلى، والمخرج محمد عيد، ورامى عيد، وإسلام عبدالحكيم المنتج الفنى ومايسترو العمل، ليس لأنه فريق متناغم وله روح مختلفة، بل لأن أفراده لا يعرفون سوى الحب والإخلاص فى إنجاز عملهم، وهذا سر ومفتاح النجاح، وشكرا من القلب لمن فتح الباب وأدخلنى هذا العالم المسحور.

p.3
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة