استمرارا لرهان الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على إعادة الدراما المستوحاة من التاريخ مرة أخرى وعودة الريادة فى هذا المجال، قدمت الشركة مسلسل الحشاشين من إنتاج شركة سينرجى كواحد من أهم الإنتاجات فى موسم دراما رمضان، وذلك فى مغامرة محسوبة لفتت الأنظار وأثارات الجدل منذ اللحظات الأولى لطرح برومو المسلسل، لتأتى الحلقات الأولى وتثير مزيدا من التساؤلات وتحرك المياه الراكدة.
الحلقات الأولى أظهرت مستوى راقيا من المتعة البصرية والسمعية والإخراجية، ومتعة الحكى التى صاغها العبقرى عبد الرحيم كمال، ليقدم لوحة فنية تزداد جمالا كلما مرت حلقة وراء أخرى، فاضحا تجار الدين والمتطرفين ممن يتخذون من الدين ستارا للتطرف والاستمرار فى غسل عقول البسطاء واستغلالهم فى أغراض دنيوية لا تمت بصلة للدين الذى يصفه عبدالرحيم كمال بالنبع الصافى.
عن مسلسل الحشاشين وحالة الجدل التى تسبب فيها العمل وما أسفر عن ذلك من دفع الكثير من الجمهور للتعمق والقراءة والبحث حول طائفة الحشاشين ومؤسسها حسن الصباح، أقامت «اليوم السابع» ندوة استقبلت فيها الكاتب والمؤلف الكبير عبدالرحيم كمال، وأحمد فايز مهندس ديكور المسلسل، والناقد الكبير محمود عبدالشكور، والدكتور حسين عبدالبصير المؤرخ وعالم المصريات، والدكتورة فاتن الشيخ أستاذة الحضارة والتاريخ الإسلامى.
فى البداية قالت الكتابة الصحفية علا الشافعى، رئيس تحرير اليوم السابع، إن مسلسل الحشاشين يستحق الوقوف أمامه لأنه عمل مهم ويحرص على البحث وطرح التساؤلات وتبادل الآراء والأفكار، خاصة أنه يتناول فترة مجهولة فى التاريخ.
التساؤل الأول كان للكاتب والمؤلف عبدالرحيم كمال ليجيب عن سؤال مهم مفاده لماذا مسلسل الحشاشين الآن؟
وقال المؤلف عبدالرحيم كمال، إنه عاشق للأعمال التى تحرك الماء الراكد، لأنها تعيش طويلا، وسبق أن قال الراحل صلاح جاهين «يا ميت ندامة ع القلوب الخلا لا محبة فيها ولا كراهة ولا»، فهناك أعمال كثيرة لا كراهة فيها ولا، لكن مسلسل «الحشاشين» له وضع مختلف، فالعمل وشخصية حسن الصباح شخصية ثرية فيها الكثير من التفاصيل.
وأضاف عبدالرحيم كمال، أنه مشغول بهذا النوع من الشخصيات المركبة ومنها «ونوس»، «شيخ العرب همام»، و«الخواجة عبدالقادر»، وتناول فى المسلسل السلاجقة والفاطميين، مؤكدا أنه فخور بأنه قدم المسلسل من مصر وفخور ببلده، وبالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وشركة سينرجى، حيث دعماه وتشجعا لتقديم هذا العمل المكلف والصعب.
وأشار عبدالرحيم كمال إلى أنه كان يتوقع هذا الهجوم وهذا الجدل ولكنه كان يتوقع ذلك بعد الحلقة العاشرة وليس بمجرد طرح البرومو، مؤكدا أنه فخور بالفنان كريم عبدالعزيز والمخرج بيتر ميمى، وأن مصر بلد مؤثرة بلهجتها وفنها ونجومها، وأنه فخور وسعيد بكونه مصريا.
وحول الجدل الخاص بالأفكار وإيهام الناس بالجنة والاستشهاد فى سبيل رجل موتور واستغلال خاطئ للدين؟ قال المؤلف إن الدين نبع صافى، وقدم الله عز وجل الدين للناس من أجل أن تكون روحهم أفضل وليس ليتحول هذا الدين النقى الصافى لشماعة من أجل فكرة هى بالأساس فكرة منحرفة، ولتسويق تلك الفكرة المنحرفة كان لا بد أن يحركها عقل شيطانى وشخصية مركبة، وهؤلاء الأشخاص ممن يستغلون الدين فى أغلب الأحيان يكن لهم كاريزما وأصحاب علم، وحسن الصباح كان يعى جيدا ماذا يفعل ومتى؟ وما قام به تكرر على مستوى التاريخ وسيظل يتكرر طالما هناك دين نبع صافى وطالما هناك من يحاول تدنيس هذا الدين.
وأضاف: وهو أمر ليس مرتبطا بدين معين فهناك راسبوتين هو أيضا نموذج لما قام به حسن الصباح، ودراميا كل هذا الثراء فى الشخصية يحرك بداخلى الشغف نحو العمل عليها، وفى وضعى لتفاصيل شخصية حسن الصباح ومسلسل «الحشاشين» استعنت بـ50 مصدرا، إذ أننى عملت على المسلسل منذ 12 سنة والكتابة فقط للعمل استمرت أكثر من عام، ومن ضمن تلك المصادر كان كتاب «الإسماعيليون» وهو كتاب ضخم، وكتاب محمود الخشت وروايات عديدة من ألموت إلى سمرقند، والعمل لا يتعامل مع حسن الصباح وفترة تاريخية فقط وإنما يتناول ما بها من أدب وشعر وعصر وعمارة، وشخصيات منها نظام الملك الوزير العظيم وعمر الخيام وهو شخصية عالمية يعرفها العالم كله. وبالتالى نعتمد على مصادر كثيرة.
يعتمد الدراماتورجى على خياله والكاتب الذى يلتزم بالتاريخ فقط سيقدم عملا متناقضا، حسبما يؤكد «كمال» لأن هناك كتبا تقدم حسن الصباح على أنه إله وأخرى تشيطنه، وكتب تقول إنه رجل صالح وكذلك عمر الخيام ونظام الملك، لكنه يستوعب كل المصادر ويضفى عليها من خياله، ولا يوجد حكم نهائى فى التاريخ، فهناك تاريخ كتبه أناس انتصرت، وتاريخ سرى وآخر شفهى وهناك تاريخ أقرب للحقيقة، لذا فموضوع حسن الصباح ومسلسل «الحشاشين» شائك.
كما قال: قدمت ما استقر عليه ضميرى من كل القراءات التى قمت بها، فأنا أقدم دراما حقيقية تُصدق، لأنه إذا التزمت برواية تاريخية واحدة سأكون كاذبا، أما إذا اعتمدت على روايتين متناقضتين سأكون مشتتا ولذلك كتبنا أن المسلسل من وحى التاريخ.
وأضاف: حقيقة حسن الصباح بالنسبة لى هو كنز وأنا دوما مشغول بالناس التى تظهر التدين لكن أغراضها دنيوية مثل راسبوتين وطرطوف للكاتب الفرنسى موليير، ولكن حسن الصباح شخصية أعمق وأخطر، فهو لديه الألاعيب عن الحقيقة والخيال والوهم ويبدو كامل الإيمان لا يشرب الخمر وليس له علاقات نسائية ويصلى ولكنه يعبد حسن الصباح ويحيط نفسه بهالة حتى يضمن ولاء من حوله.
فيما علق الناقد الكبير محمود عبدالشكور، على حديث علا الشافعى خلال الندوة حول قضية كل عام وهى اللغة خاصة مع كل عمل دينى أو مستوحى من التاريخ يقدم، والمطالبة بأن يكون العمل بالعربية الفصحى واستخدام ذلك وكأنه نقطة ضعف فى العمل، حيث قال عبدالشكور، إنه لا يجب أن يهاجم عبدالرحيم كمال على اختياره لغة المسلسل بالعامية، لأن مبدع يمتلك أدواته جيدا وعلى دراية باللغة العربية، وفى مسلسل «جزيرة غمام» قدم عملا خياليا كاملا يناقش مجموعة من الأفكار وينتصر للفكر الصوفى، وبالتالى الحوار فيه أخذ شكلا شاعريا، ولغة بديعة مليئة بصور ومجازات وذلك ليس استعراضا ولكن لطبيعة العمل الذى يقدمه.
أما فى «الحشاشين» اللغة مختلفة عن «جزيرة غمام» فهو يبسط اللغة، واللهجة العامية فى المسلسل بسيطة، ويلخص الحلقة مثل الحواديت ليقدم أفكاره ببساطة من خلال المقدمة، والهدف الأساسى هو أن يصل للجمهور، والعامية مستويات هناك أعمال بالعامية لا يفهم منها شىء وهناك ألفاظ مستحدثة أصبحت جزءا من العامية المصرية، ولكن «الحشاشين» العامية فيه على غرار مسلسل «على باب زويلة» وعلامة فى تاريخ الدراما المصرية، لأن كسر فكرة استخدام الفصحى هو اختيار فنى بحت، وإذا أراد عبدالرحيم تقديم العمل بالفصحى فكان أسهل بالنسبة له لأنه متميز بها، ولكنه قدم الأصعب بالنسبة له، بالإضافة إلى أن هناك مستويات لغوية فى المسلسل، فالسلاجقة تتحدث بمفردات غير الفاطمية، وهل يعقل أن يقدم عمر الخيام بلهجة فارسية؟ فاللغة اختيار فنى وحق أصيل للكاتب، ويجب أن نفرق بين المؤرخ والدراماتورجى، فالأول موضوعى، أما الثانى فيعبر عن وجهة نظره التى تتفق أو تختلف معها لكن لا يوجد فن موضوعى، الموضوعية ليس لها علاقة بالفن والحكم يكون هل اختيار اللغة كان مناسبا أم لا؟ وفى رأيى الاختيار كان مناسبا تماما، وجزء كبير من وصول المسلسل للجمهور تحقق نتيجة اختيار اللهجة العامية.
فيما أشارت علا الشافعى إلى أنها تتعجب من أن البعض لا يستمتع بالعمل ولا يحترم المجهود المبذول فيه ويلجأ لما يشبه إلقاء حفنة من التراب على العمل ويتسرع فى الانتقاد، حتى أن النقد أحيانا يكون أسرع من التأمل فى العمل للحكم عليه.
وعلق الناقد الكبير محمود عبدالشكور، على ذلك قائلا، هناك أذواق، و«هاملت» هناك أناس لم تحبها، وكذلك مسلسل «على باب زويلة»، ولكن تبقى قيمة العمل، وعلى سبيل المثال أفلام وحيد حامد تمت مهاجمتها وهناك أفلام ذهبت للمحاكم وأخرى تمت مصادرتها، ولكن يبقى دور النقاد توضيح فكرة أن عبدالرحيم كمال ليس مؤرخا فهو كاتب أن العمل من وحى التاريخ، ونتذكر هنا ما فعله فى مسلسل «شيخ العرب همام» إذ قدم الشخصية بشكل مختلف بعد أن قرأ عن شيخ العرب وقدمها بوجهة نظره لأنه فى النهاية عمل فنى، وأعتقد أن الدراما تجاوزت هذا الموضوع لدرجة أن بعض مسرحيات هاملت خلدها شكسبير وجعل منها أيقونة، والفن أهم من الواقع لأن الفن يقدم رؤية مستشرقة للواقع، لأن رؤية المبدع بصيرة وكانت تلك المَلكة عند وحيد حامد فهو وصف «طيور الظلام» وقدمهم فى السينما ولم نكن نشعر بهم أو نراهم فى الواقع، وبعد ذلك ظهروا لنا جميعا، وأنا فى البداية تخيلت أن وحيد حامد يبالغ لكنه شاهدهم قبل أن يتصدروا المشهد لأنه فنان ورؤيته الذاتية ما يضيفه للتاريخ، فالتاريخ موجود فى الكتب.
ورد الكاتب عبدالرحيم كمال بأن الفن أوسع من التاريخ، ولديه القدرة على تصحيحه، وشخصية يوليوس قيصر باقية فى أذهان الناس أكثر من القصة الأساسية، مشيرا إلى أنه قادر على تقديم مسلسل «الحشاشين» بلغة عربية فصحى، ولكن من سيكون الجمهور المستهدف؟ فهناك مثل يقول لو هناك رجل يمنى قابل آخر مغربى سيحتاجان لرجل مصرى بينهما ليتفاهما، فالعامية المصرية فصيحة ومبينة وتأثيرها على الشباب المصرى والعربى كبير، فهى اللغة الأقرب ولنا تراث كبير من المسلسلات والأفلام السينمائية التى تربى عليها الوطن العربى وأحبها وفهمها.
من جانبه، قال الدكتور حسين عبدالبصير، المؤرخ وعالم المصريات، خلال الندوة، إن التاريخ مدارس كثيرة وعادة لا يوجد اتفاق حول الظاهرة التاريخية، فكل مدرسة تتناول التاريخ من وجهة نظر مختلفة، فهناك وجهة نظر تاريخ الحكام أو الطبقات الدنيا وهناك التاريخ الاجتماعى وكل منهم له فلسفة فى رؤية الأمور، وبالتالى بالفعل هناك تناقض فى الروايات، لأن من يكتب التاريخ هو الذى يتحكم فى وضع تلك الرواية ويسردها طبقا لقناعاته، مشيرا إلى أن مسلسل «الحشاشين» عمل بديع يقوم على طرح للتاريخ ولا يقدم كتابة فى التاريخ، فهو استلهام والفن هو الذى يبقى والفن لدى قدماء المصريين هو الذى بقى واحتفالية طريق الكباش كانت مستوحاة من الفن المصرى لأنه خلد لكل شىء وهو وروح المجتمع.
وعلى سبيل المثال هناك فترات تاريخية، الفن فيها والعمارة كان أبقى من الحكام أنفسهم والتاريخ يكتبه المنتصر، فالرواية العربية حول شخصية كليوباترا ستجد أنها كانت امرأة عظيمة وتترجم الكتب وقامت ببناء فنار الإسكندرية على عكس روايات أخرى كانت تقدم عكس ذلك، لذلك هناك تضارب فى التاريخ، وعبدالرحيم كمال منحه الله عبقرية لجمع الماضى بالحاضر وتقديمه فى إطار معرفى وفلسفى و«عرفانى» كما تقول الصوفية.
وأضاف دكتور حسين، أن عبدالرحيم كمال يقدم شخصيات سياسية مثل نظام الملك ودينية مثل حسن الصباح وشعرية وصوفية مثل عمر الخيام ويضفر ذلك فى حقبة تاريخية مع توظيف مدهش للملابس والعمارة.
أما الدكتورة فاتن الشيخ، أستاذة الحضارة والتاريخ الإسلامى، فقالت خلال الندوة، إن التاريخ دوره مهم فى حياتنا والحقيقة التاريخية مثل الماسة كل شخص يراها من منظور مختلف، ومنهجية التاريخ شىء والإبداع شىء آخر، والكاتب عبدالرحيم كمال أكد فى العمل أن الدين نبع صافى وأن ما نراه ويستعرضه خلال المسلسل ليس له علاقة بالدين، فهو ليس فيه قتل أو أذية، وأنا معجبة بالتأكيد على أن العمل من وحى التاريخ وبمشهد الاستهلال فى المسلسل والذى قدم شرحا وافيا بصوت الفنان أحمد الرافعى.
وعبرت «الشيخ» عن إعجابها باختيار الكاتب عبدالرحيم كمال لكتابة المسلسل، لأنه يظهر الشر الذى يأتى وسط الخير وقدرته على جمع الشتات، لتقديم العمل خاصة أن المصادر التى تتحدث عن الحشاشين قليلة.
وقال عبدالرحيم كمال، إنه جمع الشخصيات الثلاث حسن الصباح ونظام الملك وعمر الخيام، لفرضية درامية، ليرى الجمهور رجل السلطة نظام الملك، ورجل الجنون حسن الصباح، ورجل الفن عمر الخيام، الذى يشك فى وجوده وحائر، وهناك روايات تقول إن اثنين منهم تقابلا، وروايات أخرى تنفى ذلك.
وروى عبدالرحيم كمال قصة طريفة حول أحد المراجعين والذى هاتفه بغضب عن المسلسل، وعندما سأله عبدالرحيم حول شخصية زيد بن سيحون وكيف تابعها وعما إذا كانت مختلفة عما كتب عن زيد بن سيحون فى التاريخ، قال له المؤرخ إنها مختلفة ليفاجئه عبدالرحيم كمال بأنه لا يوجد فى التاريخ شخصية زيد بن سيحون وأنها من نسج خياله وقدمها لهدف درامى فى المسلسل.
فيما شهدت الندوة إشادة الناقدة علا الشافعى بالفنان كريم عبدالعزيز رغم التخوف من أن الجمهور يتعاطف مع شخصية حسن الصباح لحبهم لكريم عبدالعزيز نفسه، مؤكدة أن هذا التخوف اختفى لكون كريم عبدالعزيز قدم الشخصية بكثير من التدقيق فى التفاصيل جعل المتابع لها لا يشعر بالاطمئنان أو الارتياح تجاهها، وأن كريم عبدالعزيز دارس للشخصية بشكل كبير وأجاد التعبير عن انفعالاتها، مشيدة أيضا بالمخرج بيتر ميمى لجدارته فى إدارة موهبة كريم عبدالعزيز، وموجهة التحية لكل صناع العمل والقائمين عليه.
واستكمل عبدالرحيم حديثه عن ربط العمل بالتاريخ، مؤكدا أنه احترم التاريخ وثوابته وما بينهما من مساحات للخيال، وأنه لا يتجاهل التاريخ لأن ذلك يعتبر سوء أدب منه، ولكنه لا يقع فى فخ الإغراق فى التاريخ، لأن الالتزام بالتاريخ رغم تناقضه يعتبره قلة حيلة، مؤكدا أنه لا يمكن أن يقول إن فلانا انتصر فى معركة وهو تاريخيا لم ينتصر أو أن تكون الشخصية المقدمة فارسية وأقول إنها هندية.
أما عن الهدف من صناعة مسلسل «الحشاشين» وما إذا كان إسقاطا على بعض الجماعات التى تتخذ من الدين ستارا لها، قال عبدالرحيم كمال إن المسلسل أكبر من ذلك وأكبر من الضجة المفتعلة حوله، وأن هذا التفسير هو محاولة لتقزيم العمل، مؤكدا أنه مشغول بشكل شخصى كمواطن بتجديد الخطاب الروحى، لأن الشاب يصحو من النوم قد يدخل فى مليون ورطة وكل شىء حوله قادر على إقناعه بأنه على صواب، ووجدت فى شخصية حسن الصباح فرصة لكى يدرك الناس أن الحكاية ليست زيا أو شكلا، وأن الدين أنضف وأصفى، وسيظل نبعا صافيا والدين لا يدعو للقتل، مشيرا إلى أن شخصية حسن الصباح فاتنة، وأنه إذا كان عمره 13 سنة وقرأ عن حسن الصباح كان من الممكن أن يفتن به ويقول إنه يمكن لديه الحق فى تصرفاته وهذا هو أخطر ما فى الوجود.
وتدخل الدكتور حسين عبدالبصير قائلا إن مسلسل «الحشاشين» عابر للزمن وأنه لا يتناول فترة زمنية محددة وإنما تيمة يمكن أن تطبق فى أى مكان وأى زمان، وأن حسن الصباح شخصية مثيرة دراميا ومتعددة الرؤى والتأويلات ولا يصح أن نفرغ العمل من مضمونه، لأن المسلسل يتجاوز الزمان والمكان وكل الهجوم عليه سيختفى ويبقى العمل.
وحول كيفية حماية عبدالرحيم كمال لنفسه من الافتتان بحسن الصباح، قال إنه ككاتب لا يستطيع أن يحب أو يكره الشخصية التى يكتب عنها، فهو يعبر عن مشاعره ويعبر بإيمان عما يشعر به الصباح، لأن الكاتب لا يجب أن يأخذ موقفا من شخصياته الدرامية، مؤكدا أنه كان أمينا مع الشخصية وعبر عن إيمانه بمعتقداته فى دراما المسلسل.
وأشار عبدالرحيم كمال إلى أنه أخذ بملاحظات المراجعين والتزم بها قدر المستطاع، لأن هناك ملاحظات تخل بالدراما، فلم ينفذ ملاحظات تطلب منه أن يقدم مشهد فلاش باك، أو ملاحظات تطلب تغيير مشهد وهو غير مدرك لطبيعة مهنة السيناريست، مؤكدا أنه راجع العملات وطريقة نطق الأماكن والرتب وأن المسلسل صور جزء منه فى كازاخستان موقع الأستانة عاصمة الخلافة العثمانية، ولكن من المستحيل أن يطلب منهم تصوير العمل فى أماكن لم تعد موجودة، فقلعة ألموت مهدمة حاليا.
فيما قال المهندس أحمد فايز، مهندس ديكور مسلسل الحشاشين، "فى مصر فى وسط البلد، سنجد الطراز الروسى ومحمد على ومحلات بالشكل الحديث، وإذا صورت هناك سأقدم الشكل بالكامل الذى يجمع أكثر من طراز، وبالتالى قدمت الفترة من 800 ميلاديا لـ1000 ميلاديا، حتى أستطيع أن أجد مرجعا لشكل المساجد".
وأضاف أحمد فايز: "كان لا بد أن العين أول ما تلمح مصر تعرفها خاصة فى شكل المآذن في مسلسل الحشاشين، وعندما قدمنا سمرقند استفدت باللون الأزرق ليضفى هوية بصرية لها، واستخدمت الأحمر فى أصفهان، والقدس اللون البنى، كل تفكيرنا كان لرؤية درامية وهناك فرق بين الديكور الحقيقى وديكور الدراما المناسب للحالة العامة، لأنه فى النهاية يجب أن يخدم الدراما والأحداث".
وأكد فايز: "أما فى مسلسل الحشاشين لدينا أكثر من حضارة، شكل تميزه العين فى أصفهان، وحضارة عباسية وفارسية وهندية، ولبناء أصفهان رغم قلة المصادر تابعت آثارهم وتابعت كتب ووصف التاريخ لشكل حياتهم لأننا نقدم دراما وبشرا، ونفس الشىء فى تجسيد الشدة المستنصرية".
وأكمل حديثه، أنه بذل مجهودا كبيرا فى التحضير له، فكان لا بد من أن نتحرى وندقق فيما نقدم تاريخيا على قدر المستطاع، ولكن لا يجب أن نكتف بأنفسنا، فالكاتب عبد الرحيم كمال دخل وسط فريق الديكور وشاهد كم التحضيرات الضخمة والمجهود الحاصل، وهو ما لم نكن لنصل إليه إلا بالعمل كعائلة واحدة.
وأكمل أحمد فايز أن فريق الديكور بنى ديكور أصفهان وهى محور الصراع، وبالتالى وظف اللون الطوبى دراميا ليكون مريحا لعين المشاهد، ويشعر بأن أصفهان لها طابع خاص وذلك لسبب درامى، فإذا كنا سنصور فى المغرب يجب أن أصور فى أماكن لها طابع معين تعرفه العين عن المغرب.
وأكد فايز: "أما فى مسلسل الحشاشين لدينا أكثر من حضارة، شكل تميزه العين فى أصفهان، وحضارة عباسية وفارسية وهندية، ولبناء أصفهان رغم قلة المصادر تابعت آثارهم وتابعت كتب ووصف التاريخ لشكل حياتهم لأننا نقدم دراما وبشرا، ونفس الشىء فى تجسيد الشدة المستنصرية".
ووجه فايز الشكر لفريق العمل ومدير التصوير حسين عسر والمونتير أحمد حمدى، مشيرا إلى أن وراء الديكور كتيبة مكونة من 50 فردا، منهم حسن إبراهيم ومحمد حاتم ويوسف مكاوى الفريق الأساسى ومارينا ومى وشمس وآية وشاهى وآخرون.
وعن شكل الأسلحة التى ظهرت فى المسلسل، قال فايز، إنه ينزعج جدا من شكل السلاح فى الأعمال الدرامية، وإنه عندما خاطب الشركات وقدم لها تصميمات لتنفيذها لم يقبل بالعينات المنتجة، لأنه كان يريد أن تكون قطعة السلاح مثل الموجودة فى المتحف، مؤكدا أنه ذهب إلى الحسين ومصر القديمة ولورش فى فيصل ولم يفهم أحد ما نريد، لكنه تعامل مع ورش لديها حرفة فى النقش، وقام بعمل أول قطعتين للسلاح فى شهرين، وبعد ذلك تم إنتاج 45 قطعة سلاح فى شهرين آخرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة