هنا مسقط رأس أسد القراء "الزاهد العابد".. الشيخ أحمد محمد عامر ابن مركز فاقوس بالشرقية.. اعتلى دكة التلاوة فى الـ12 من عمره.. اجتاز اختبار الإذاعة بالمرة الأولى.. كان ضمن أول بعثة لإحياء ليالى رمضان.. صور

الخميس، 21 مارس 2024 03:00 م
هنا مسقط رأس أسد القراء "الزاهد العابد".. الشيخ أحمد محمد عامر ابن مركز فاقوس بالشرقية.. اعتلى دكة التلاوة فى الـ12 من عمره.. اجتاز اختبار الإذاعة بالمرة الأولى.. كان ضمن أول بعثة لإحياء ليالى رمضان.. صور مسقط رأس الشيخ أحمد محمد عامر
الشرقية - فتحية الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الثالث من مايو من عام 1927 كان كفر العساكرة بمحافظة الشرقية، على موعد مع التاريخ بميلاد أحد أجمل الأصوات التى رتلت القرآن فى العالم، هو الزاهد العابد الشيخ الصابر على الابتلاء أحمد محمد عامر، صاحب الموهبة القرآنية اجتمعت فيها أصول ومبادئ التلاوة الصحيحة،وعاش على مدار رحلته التى قاربت على الستعين عاما صداحا بكلام الله فى كافة المحافل الدولية، تاركا بعد رحليه إرثا عظيما من التلاوات التى ستبقى على مر الزمن تتلو كلام الله على الملايين من كل الأجيال، ويبقى صوته صداحا بكلام الله إلى الأبد.

وفي لقاء لـ" اليوم السابع" بالدكتور" أحمد عامر" الأستاذ بكلية الطب جامعة الزقازيق، نجل الشيخ أحمد محمد عامر سرد لنا قصة الشيخ قائلا :ولد الشيخ" أحمد محمد عامر "فى الثالث من مايو عام 1927 بكفرالعساكرة التابعة الصالحية مركز فاقوس بمحافظة الشرقية،و نشأة فى أسرة قرأنية،والده كان معلمه الأول حيث كان من أهل القرآن وجده كان قارئ للقرآن ،والتحق بكتاب الشيخ "عبد الله "بقرية الإخيوة فى الرابعة من عمره وأتم حفظ القرآن الكريم فى التاسعة، ثم أكمل تعلم القراءات على يد الشيخ عبد السلام الشرباصى بالمنزلة بمحافظة الدقهلية وبعد وفاته درس على يد الشيخ " إبراهيم نجم" من كبار المشايخ،و أتم تجويد القرآن الكريم بأحكامه وتعلم القراءات السبع، ليطلق عليه أهل قريته لقب الشيخ، حيث اعتلى دكة التلاوة فى الثانية عشر، ذاع صيته فى أنحاء محافظة الشرقية والبلدان والقرى المجاورة وكان أول أجر حصل عليه 25 قرشا .

وعن كيفية التحاق والده بإذاعة القرآن الكريم، قال نجل الشيخ، تقدم والدى، اختيار إذاعة القرآن الكريم أمام لجنة من كبار علماء القراءات برئاسة إمام القراء الشيخ عبد الفتاح القاضي، ورئيس لجنة مُراجعة المصاحف بالأزهر الشريف، وشيخ عموم المقارئ المصرية، وشيخ الأزهر الشيخ محمود شلتوت، كان متواجد باللجنة، وكان ذلك عام 1956م، ونجح الشيخ عامر بفضل الله تعالى من أول مرة، إلا أنه بسبب مشكلات الحرب والعدوان الثُلاثي على مصر، حيث كانت التلاوات تقرأ على الهواء مباشرة، ولم يصدح صوت فضيلة الشيخ أحمد محمد عامر بالقرآن الكريم عبر الأثير إلا في عام 1963م .

وتابع : رزق الله والدى أربعة بنين وبنتان، وكان قدوة لنا فى كل شى، يصحى يوميا لصلاة الفجر، والمواقيت التى كنا نعتمدها فى البيت مرتبطة بتوقيت الصلاة، كان دائما يقول لنا ممنوع التأخير بعد العشاء، وكان خلقه القران، حيث اختلط بعظمه ولحمه، و اول ماينتهي من اى حديث ، تجده يبدأ فى التلاوة مع نفسه وكان القرآن بالنسبة له الدقة، كان يقرأ بالحرف، وهذا ما ميزه عن كل أقرانه.

.وتابع نجل الشيخ: سافر والدى إلى العديد من معظم الدّول الإسلامية، ودول العالم كسفير وقارئ للقرآن الكريم، أو محكما في لجان تحكيم المسابقات الدولية للقرآن الكريم،وكانت أول زيارة خارج مصر لإحدى الدول الإسلامية للسودان الشقيق عام 1958م حيث كان ضمن أول بعثة من وزارة الأوقاف المصرية، توفد إلى دولة السودان، وذلك بصحبة الشيخ الجليل محمد الغزالى و الشيخ محمود عبد الحكم وتوالت رحلاته لقراءة القرآن الكريم فى البلاد العربية ، ومنها فلسطين و سوريا والسعودية، ومنها إلى أوروبا و أمريكا و دول آسيا ، حيث طاف بكتاب الله جميع أنحاءالعالم وظل يتردد على لندن منذ 30 عاما لتلاوة القرآن الكريم هناك للجاليات الإسلامية، لاحياء ليالي شهر رمضان،كما تعددت زياراته للمراكز الإسلامية لإحياء ليالي شهر رمضان، وسافر إلى ماليزيا، أمريكا، والبرازيل، وإنجلترا، إلى جانب سفرياته العديدة إلى دول الخليج، ودول المغرب العربي، وقد تم اختياره نقيباً لقُرَّاء القُرآن الكريم بمحافظة الشرقية، وعضواً بمجلس إدارة النقابة العامة لقُرَّاء القُرآن الكريم بمصر، برئاسة شيخ القُراء ونقيبهم فضيلة الشيخ أبو العينين شعيشع.

واستطرد قائلا : حصل والدي على عدد كبير من الأوسمة و الجوائز العالمية ، منها وسام ملك ماليزيا عام 1972 ليرأس لجنة تحكيم القرآن الكريم الدولية فى ماليزيا،وحاز على العديد من شهادات التقدير والتكريم اللائق بالقُرآن الكريم وأهل القُرآن من العديد من دول العالم التي سافر إليها،وحصل الشيخ على القاب عديدة، يظل أهمها لقب أسد القراء، حيث كان من القُراء الملتزمين بالقُرآن الكريم في أخلاقه وسلوكه وسائر أمور حياته، يقف عند حدود القرآن خاشعاً مُلتزماً بآدابه وأخلاقه وشرائعه، وصاحب أداء قوي خاشع مُتميز، رغم كبر سنه، وكان يقول:" الحمد لله، هذه جوارحنا :حفظناها في الصغر، فحفظها الله لنا في الكبر" وكان محبا لزملاءه حيث كانت هذة حقبة لعشرينات قد شهدت ميلاد الرعيل الأول من عمالقة دول التلاوة حيث تزامل والدى معهم وهم كل من المشايخ " يوسف البهتمى" و" محمد صديق المنشاوى" و "عبد الباسط عبد الصمد" و"محمود على البنا "و" ابو العنين شعيشع" وتزامل معاهم فى القراءات فى كافة المناسبات


وأشار أن والده كان أمين على القرآن، فلم يصمت مرة عن سماعه تلاوة غير صحيحة فى أى مكان كان يرد القارئ من باب النصيحة، ومن نصيحته أهل القرآن الذين يريدون تلاوة القرآن حق تلاوته أن يتقى الله سبحانه وتعالى الحفاظ على الصلاة ورضاء الوالدين قبل كل شي، وكان دائما يقول دعاء الوالدين كنز، وأن الله بارك له فى أولاده بمراكزهم العلمية بسبب رضا الوالدين، وكان والدى محب لبلدته جدا، وأتذكر مرة فى شبابى كان فى زيارته بمنزلنا بالصالحية كل من كل من الشيخين محمود الحصري ومحمود البنا، وأثناء حديث وطى مع والدى طلبا منه العيش فى القاهرة لكى ينال قدر أكبر من الشهر لكنه كان محب للشرقية جدا ولم يغادرها، وكان منزله حلقة متصلة لتعليم القرآن وأحكامه حيث تخرج من بين عبائته كل من المشايخ السيد متولى عثمان الشبراوى ومحمود الشريف وعلى الزاوى.

ومن المواقف الطريفة فى حياة الشيخ، سرد نجل الشيخ موقفا منها، قائلا: كان والدي مرحا جدا لم يكن فظ القلب، وذات مرة داعب الرئيس السادات، حيث فى فى احدى السنوات تم منعه من السفر لإحياء ليالى شهر رمضان ضمن البعثة المصرية الموفد إلى بلدان العالم، وعندما سأل عن السبب ،وتبين أن الرئيس السادات كان يقضي شهر رمضان فى استراحة بمحافظة اسماعيلية،وقال للأوقاف اتركوا لى الشيخ عامر،حيث كان السادات سميعا جيدا للقران الكريم، ومحب ل أهل القران،، وكان صاحب صوت جهوري كان دائما يثني على ابى فى التلاوة قائلا الله الله ياشيخ عامر،وبعد انتهاء والدى من ختمة القران، قال له والدى أنا لى طلب عندك بس طلب صعب ياريس، فقال له الرئيس السادت قول يا شيخ عامر، قاله قاله لو حضرتك فاضي وعندك وقت تطلع معايا سهرات رمضان انت مشجع جيد ياريس فضحك السادات بصوته الجهور من هذة المداعبة.

وعن اللحظات الأخيرة فى حياة الشيخ، قال إن والده مر بعدة ابتلاءات كان يقوم بتأدية صلاة التروايح بالمصلين فى ليالى شهر رمضان فى المركز الإسلامى فى لندن عام 1994، وكان يقرأ جزءا كاملا فى الصلاة أصيب بهبوط حاد بالدورة الدموية وتم نقله إلى مستشفى الدكتور مجدى يعقوب فى لندن، وتم إجراء عمليتين قلب مفتوح له وكانت نسبة الوفاة عالية،لكن كان إيمانه بالله قويا وعافاه الله وعاد للتلاوة ثم تعرض للابتلاء اخر باستئصال احدى الكليتين ، وبعد العملية باسبوعين رجع للتلاوة بكل نشاطه، إلى أن أصيب بكسر بعظمة الفخذ إثر سقوطه فى الحمام أثناء الوضوء، وتلقى العلاج فى السرير، وكان لبقائه فى الفراش واقع نفسى صعب عليه، وفي آخر 4 ايام امتنع عن الحديث، إلا إذا طلب منه تلاوة القران،كان يتلو بصوت وذاكرة كما لم يكن مريضا، وقبل وفاته بدقائق معدودة كان شقيقي الأصغر الشيخ "ناصر" فى جنينة المنزل سمعه "بيقول يا بنى جت لى رساله دلوقتى وقالوا يا احمد انت من اهل البيت و انت سديت اللى عليك يلا مع السلامة "وتوفى بعدها، وعاش 90 عاما لم ينقطع عن التلاوة حتى على فراش الموت وسلم الراية إلى ربه فى 20 فبراير من عام 2016 وكانت جنازته شعبية مهيبة وقرأ فى عزائه جميع القراء.

 

ابن-الشيخ-أحمد-محمد-عامر
ابن-الشيخ-أحمد-محمد-عامر

 

الشيخ-أحمد-محمد-عامر
الشيخ-أحمد-محمد-عامر

 

الشيخ-أحمد-محمد-عامر--يتلو-القرآن
الشيخ-أحمد-محمد-عامر--يتلو-القرآن

 

الشيخ-فى-إحدى-رحلاته
الشيخ-فى-إحدى-رحلاته

 

القارئ-الشيخ-أحمد-محمد-عامر
القارئ-الشيخ-أحمد-محمد-عامر

 

فضيلة-الشيخ-أحمد-محمد-عامر
فضيلة-الشيخ-أحمد-محمد-عامر

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة