- سيدة فلسطينية بعد بتر قديمها: لم أعد قادرة على رعاية أبنائى
- أم استشهد 4 من أبنائها: الاحتلال حرمنى من سماع كلمة أمى فى العيد
- سيدة فقدت زوجها وأبنائها بينهم رضيع: إسرائيل حطمت هدايا أبنائى لى العام الماضي
تنظر "أم حسين" لأبنائها الأربعة الذين استشهدوا في غارة جوية على منزل الأسرة، بينما أصيبت هي وزوجها في الغارة، جميع أولادها استشهدوا في تلك الغارة، حرمها الاحتلال من سماع كلمة "أمي" من أبنائها، تحتسبهم عند الله شهداء وتصرخ بأعلى صوت بأنها ستظل صامدة ولن يرهبها مجازر الاحتلال، بينما في الشارع الذي أمامها ينظر "محمد" ابن الـ13 عاما، لأمه الشهيدة التى أخرجها فريق الدفاع المدني الفلسطيني من تحت الأنقاض، ويصرخ بأعلى صوته "أمي .. وين أعيش من بعد يا أمي"، يحاول المحيطين به التخفيف من آلامه ولكن دون جدوى فقد فقد أعز شئ في حياته.
هذا جانب بسيط للغاية من قصص بالآلاف لحجم معاناة الأمهات الفلسطينيات في قطاع غزة، ما بين الاستشهاد أو الجوع أو فقدان الزوج والأبناء أو الاعتقال داخل سجون الاحتلال يتعرضن للتعذيب بكافة أشكاله، أو النزوح في خيام تفتقد لكافة مقومات الحياة، حيث يحتفل العالم العربي اليوم بعيد الأم، وتعيش فيه المجتمعات العربية حالة فرحة بين الأسر وإظهار الأبناء حجم اعتزازهم بالأمهات، لكن عيد الأم يختلف تماما لدى الأم الفلسطينية.
72% من الضحايا بالعدوان الإسرائيلي هم من الأطفال والنساء
وفقا لآخر إحصائية صادرة من المكتب الإعلامى الحكومى في غزة في 18 مارس الجاري، فإن 72% من الضحايا بالعدوان الإسرائيلي هم من الأطفال والنساء، وهناك 9,220 شهيدة من النساء، كما أن هناك 17,000 طفل يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما، بالإضافة إلى وجود 14,000 شهيد من الأطفال، أي أن هناك آلاف السيدات فقدن أطفالهن خلال هذا العدوان، بالإضافة إلى استشهاد 27 طفلاً نتيجة المجاعة.
الهلال الأحمر: 37 أما يُستشهدن يوميا في قطاع غزة
حرصت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني على إظهار إحصائية بشأن عدد الشهداء من النساء يوميا في قطاع غزة، تزامنا مع احتفال العالم العربي بعيد الأم، مؤكدا أن هناك 37 أما يُستشهدن يوميا في قطاع غزة، مضيفا في بيان له عبر حسابه الرسمي على "أكس"، أنه في الوقت الذي تحتفل به دول العالم العربي بعيد الأم، هناك 37 أمّ يُستشهدن يوميا، في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة المحاصر، لليوم الـ167.
أسماء شحادة.. فقدت أحد قديمها ولم تعد قادرة على رعاية أبنائها
حاولنا الاقتراب أكثر من حجم معاناة الأم الفلسطينية، وبماذا تشعر في هذا اليوم، لذلك تواصلنا مع أسماء شحادة، الأم الفلسطينية التى فقدت قدمها بسبب استهداف الاحتلال لها ولشقيقها ولم تعد قادرة على رعاية أبنها، حيث تقول إن عيد الأم هذا العام غير علي كل أم فلسطينية في غزة، متابعة :"ببساطة أمهات كثر فقدن أبنائهن وانحرمن منهم، وكذلك أبناء كثر فقدوا أمهاتهم سواء شهيدات أو معتقلات".
أسماء شحادة وبناتها
وتتحدث أسماء شحادة عن حالاتها بعد فقدانها لقدمها اليسرى قائلة في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" :"أنا كأم فقدت قدمي وأصبحت عاجزة عن قيامي بأي دور تجاه أبنائي، للأسف عيد أم حزين على جميع الأمهات الفلسطينيات، فالاحتلال لا يحترم أي فلسطيني سواء أم أو أب أو طفل أو حجر، وكذلك الاحتلال اعتقل مئات السيدات الفلسطينيات بعد الضرب والتنكيل وقام بقتل آلاف السيدات بأسلوب همجي عنيف".
"الآلاف منهن مصابات بإعاقات متلازمة لباقي العمر غير الحالات التي تحتاج لعلاج عاجل"، هكذا تصف أسماء شحادة، حال آلاف السيدات الفلسطينيات في قطاع غزة اللاتى أصبن جراء عدوان الاحتلال، كاشفة أسباب استهداف الاحتلال للنساء في فزة مؤكدة أن الإسرائيلي بشكل عام يغبط ويكره الفلسطيني وينظر إليه نظرة دونية فيحاول القضاء على أي نسل جديد وعلى أي طريقة يتكاثر وتزداد بها أعداد الفلسطينيين بقتل النساء منهم، وأيضا يخشى الاحتلال ولادة جيل جديد يحمل نهج الدفاع عن وطنه فيحاول قتل اي أم فلسطينية ويقتل الأطفال ببشاعة وهمجية.
القانون الدولى يحرم استهداف النساء والأطفال خلال النزاعات والحروب
أمين سر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية: عيد الأم أصبح ذكرى سيئة للفلسطينيات بعد فقدانهن أبنائهن
الاحتلال يجبر النساء الفلسطينيات الحوامل على الولادة في ظروف لا إنسانية
عضو اتحاد المرأة الفلسطيني: يجب إعادة تأهيل المرأة الفلسطينية نفسيا وبدنيا بعد انتهاء العدوان
الاحتلال يحرم 28 معتقلة فلسطينية من أبنائهن في "عيد الأم"
كما خرجت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، ببيان جديد يكشف حجم اضطهاد الاحتلال للأمهات اللفسطينيات داخل سجونه، مؤكدا أن 28 معتقلة من الأمهات، وهن من بين 67 آخريات، يقبعن في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يحرمهن الاحتلال من عائلاتهن وأبنائهن، ومن بين المعتقلات أمهات أسرى، وزوجات أسرى، وشقيقات أسرى، وشقيقات شهداء، وأسيرات سابقات أمضين سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى أم لشهيد، وهي الأسيرة الأم فاطمة الشمالي، وجريحة وهي الأسيرة الأم رنا عيد، وعيد الأم يأتي هذا العام في زمن الإبادة الجماعية المتواصلة بحق شعبنا في غزة، والتي أدت إلى استشهاد الآلاف من الأمهات والأطفال، وحرمان الآلاف من الأبناء والأطفال من أمهاتهن كما حُرمت الآلاف من الأمهات من أطفالهن.
آمنة حمد الله: لم يعد هناك عيد أم لي بعد استشهاد أبنائى
معاناة أخرى لأم فلسطينية فقدت أربعة من أبنائها بينهم رضيع لم يبلغ 6 أشهر مع زوجها وأصيب اثنان من أبنائها، حيث تحكى حجم معاناة الأم الفلسطينية في غزة جراء العدوان وكيف تحتفل المرأة الفلسطنية بهذا اليوم، حيث تقول آمنة حمد الله في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنها زوجة الشهيد الصحفي إياد الرواغ وأم لأربعة شهداء استشهدوا جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم، وهذا اليوم الخاص بعيد الأم يحمل لها الكثير من الأوجاع.
"أي عيد للأم وقد فقدنا أبنائنا وتشردنا من بيوتنا وتفرقنا عن أهلنا وأحبابنا"، هكذا تصف آمنة حمد الله عيد الأم الذي يحتفل به العديد من الدول العربية، متابعة :"هذا العام حمل لنا الكثير من الألم والأوجاع بالنسبة لي فقد فقدت ثلاثة أبناء وابنتي وحيدتي حيث كانوا يخططون بسرية تامة لهذا اليوم كي يفاجئوني".
وبشأن كيف كان يحتفل أبنائها الشهداء بعيد الأم كل عام تقول :"كانوا يجمعون من بعضهم قليل من الشواكل – شيكل العملة التى تستخدم في الأراضي الفلسطينية المحتلة - ويذهبون إلى السوق فرحين مرحين لشراء أبسط الهدايا لي وكانت فرحتهم بإنجاز هذا الحفل البسيط لا تسعهم وكنت سعيدة جدا بلمتهم حولي".
وتتابع آمنة حمد الله :"كانت كلمة كل عام وأنت بخير يا امي وتقبيل جبيني تسوى الدنيا بأكملها، ولكن رحلوا أبنائي ورحل معهم عيدي، رحلوا أبنائي ورحلت معهم الفرحة والضحكة، رحلوا أبنائي وأخذوا كل شيء جميل معهم، فبربكم عن أي عيد تتحدثون".
ثلاثة شهيدات كل ساعة
في 8 مارس، أصدر الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطيني بتقريرا يكشف حجم معاناة المرأة الفلسطينية من انتهاكات الاحتلال، مؤكدا أن الإناث يشكلن ما نسبته 49% من إجمالي عدد السكان في فلسطين، حيث بلغ عدد الإناث 2.76 مليون أنثى في منتصف عام 2024 بواقع 1.63 مليون أنثى في الضفة الغربية، 1.13 مليون أنثى في قطاع غزة، وأنه منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة هنالك ما يزيد 9,000 شهيدة من إجمالي عدد الشهداء البالغ 30,717 شهيداً، ما نسبته 75% من إجمالي عدد الجرحى والبالغ 72,156 جريحاً هم من الاناث، وشكل النساء والأطفال ما نسبته 70% من المفقودين في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي، والبالغ عددهم 7000 شخص، فيما تشير التقارير الواردة من قطاع غزة إلى اضطرار ما يقارب 2 مليون شخص للنزوح من أماكن سكناهم، نصفهم من الإناث.
تقرير الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطيني
كما كشف جهاز الإحصاء الفلسطيني خلال تقريره، سقوط 423 شهيدا في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر الماضي منهم 4 شهيدات، كما تم تهجير 592 فلسطينياً من المناطق المصنفة (ج) والقدس الشرقية في أعقاب هدم منازلهم بحجة عدم الترخيص، إضافة إلى تهجير 830 فلسطينياً بعد تدمير 131 منزلاً خلال العمليات التي نفذتها القوات الإسرائيلية في شتى أرجاء الضفة الغربية وتشير التقارير إلى أن مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم للاجئين شهدت نحو 95% من حالات التهجير، وخلال العام 2023 تم اعتقال 300 سيدة من الضفة الغربية، منهن 200 سيدة بعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أما على مستوى محافظة القدس تم اعتقال 165 سيدة منهن 84 سيدة خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وعلى مستوى قطاع غزة لا تتوفر معطيات دقيقة في ضوء جريمة الإخفاء القسري التي يواصل الاحتلال تنفيذها بحقّ معتقلات غزة.
وأكد تقرير الجهاز الفلسطيني، أن الاحتلال الإسرائيلي مازال يعتقل 56 أسيرة في سجونها بواقع 44 أسيرة من الضفة الغربية و3 أسيرات من قطاع غزة، و9 أسيرات من داخل الخط الأخضر، منهن 5 أسيرات صدر بحقهن محكوميات، و40 أسيرة موقوفة، و11 أسيرة قيد الاعتقال الإداري. وبين الأسيرات القابعات في سجون الاحتلال هناك قاصرتان.
كما كشف حجم المجاعة التى تعانى منها نساء فزة قائلا إنه غالبا ما تجد النساء والفتيات أنفسهنّ مهمشات في حالة الأزمات، حيث يقللن من استهلاكهنّ الغذائي عندما تتدهور الظروف، كما يتعرضّن لخطر نقص التغذية أو سوء التغذية بشكل خاص، وهو ما يجعل النساء الحوامل والمرضعات أكثر عرضة للمخاطر الصحية، مثل تشوهات الولادة أو الوفاة المبكرة للمواليد، وأظهر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي ارتفاع خطر المجاعة في قطاع غزة، حيث وجميع السكان في قطاع غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، من بينهم حوالي 50 % من السكان أي حوالي 1,17 مليون شخص هم في حالة طوارئ، وواحدة على الأقل من كل أربع أسر أي أكثر من نصف مليون شخص تواجه ظروفاً كارثية، وتتميز هذه الأسر المعيشية بالافتقار الشديد إلى الغذاء والمجاعة واستنفاد قدرات التأقلم.
وأشار جهاز الإحصاء الفلسطيني، إلى وجود تحديات جمة تواجه النساء الحوامل، حيث تشير إلى وجود حوالي 60 ألف امرأة حامل في القطاع، وبمعدل 180 حالة ولادة يومياً، ومن المرجح ان تعاني نحو 15% من هؤلاء النساء من مضاعفات في الحمل والولادة يصعب علاجها بسبب نقص الرعاية الطبية، وهو يعني أن هناك احتمالاً كبيراً لزيادة الولادات ضمن ظروف صحية غير آمنة، مما يشكل انتهاكاً خطيراً لحقوق النساء ويعرض حياتهن وحياة مواليدهن للخطر، وتواجه النساء في قطاع غزة أوضاعاً مأساوية خلال فترة الحمل والولادة، حيث يعانين من صعوبة الوصول إلى المرافق الصحية ومتابعة الحمل بسبب نقص الخدمات الطبية والأدوية الضرورية، ويتم استخدام سيارات الإسعاف بصعوبة وتعاني المستشفيات من نقص الإمدادات والوقود بالإضافة الى توقف 85 مستشفى ومركز صحي عن تقديم الخدمات الصحية. إن جميع هذه الظروف تزيد من حالات الإجهاض والوفاة خلال الولادة، وعدد الولادات المبكرة لدى النساء قد ارتفع بنسبة الثلث تقريباً بسبب عوامل مثل التوتر والصدمات، ومنهن من أجهضّن نتيجة الخوف، ما أدى الى ازدياد حالات الإجهاض بنسبة 300%.
شيماء الغول: الاحتلال قتل أولادى ودمر هداياهم لي في عيد الأم العام الماضي
كما تتحدث الأم الفلسطينية شيماء الغول، عن عيد الأم وكيف يمر على المرأة الفلسطينية، خاصة أنها فقدت أيضا زوجها وثلاثة من ابنائها بينهم رضيع ولد ميتا بسبب القصف الإسرائيلي، حيث تفتقد شيماء الغول عبارة "كل سنة وأنت طيبة يا أمى" من أبنائها الذين تعودوا كل عام أن يرددوها لها إلا أن الاحتلال حرمها من الاحتفال بعيد الأم مع ابنائها مثل كل عام.
أحد هدايا ابن شيماء الغول الشهيد
وتقول شيماء الغول، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن أبنائها أحضروا لها العام الماضي هدايا بمناسبة عيد الأم لكن تلك الهدايا تحطمت هذا العام بفعل القصف الإسرائيلي لمنزل الأسرة ولم يتبق أي شئ من تلك الهدايا التى أحضرها أبنائها الشهداء .
هدايا أبناء شيماء الغول لها العام الماضي
"الأم الفلسطينية ليس مكتوب لها الفرح بل مكتوب لها الحزن والقهر فقط"، هكذا تصف شيماء الغول حال الأمهات الفلسطينيات في قطاع غزة، متابعة :"ابني الكبير 14 سنة قبل القصف بربع ساعة جاء لى على غرفتي يقول لي "خايف يا ماما" فلم يعد هناك أمان، والاحتلال قتله وقتل معه كل الأمان، والآن افتقد لفرحة عيد الأم بعد استشهاد أبنائى.
هدايا أبناء شيماء الغول
وبشأن حجم معاناتها داخل قطاع غزة تقول :"أول شي عانيت من النزوح إلى المدارس، وقلة الطعام وقلة الماء، وعدم وجود حمامات نظيفة، كما عانيت البعد عن زوجي، وعندما دخلت في الشهر التاسع خلال حملى، عدت إلى بيتي لأجهز أمور الولادة ولكن صار القصف ونحن في البيت رغم أني ظللت نازحة 120 يوما في المدرسة".
هدايا أولاد شيماء الغول لها في عيد الأم العام الماضي
وأرسلت لنا "شيماء الغول" صورا للهدايا التى أحضرها لها أبنائها الشهداء خلال عيد الأم في العام الماضي، متابعة :" لم يعد هناك تهنئة بعيد الأم هذا العام بعد أن استشهد أبنائى ولم يظل سوى ابنتى مريم.
مسئول أممي:180 امرأة يعانين الجوع والجفاف يلدن يوميا في القطاع
وفي 15 مارس، عقد مسؤول الأراضي الفلسطينية في صندوق الأمم المتحدة للسكان، دومينيك ألن، مؤتمرا صحفيا ليكشف فيه حجم معاناة المرأة الفلسطينية بسبب جرائم الاحتلال، حيث أكد أن الأطباء ما عادوا يرون مواليد بحجم طبيعي في غزة، وهناك 180 امرأة يعانين الجوع والجفاف يلدن يوميا في القطاع.
وتحدث مسؤول الأراضي الفلسطينية في صندوق الأمم المتحدة للسكان، عن تجربته الشخصية في غزة عندما قال :"غادرت غزة هذا الأسبوع وقد انتابني الخوف على مليون امرأة وفتاة في غزة، على 650 ألفا من الإناث في سن الإنجاب، وخصوصا على 180 امرأة يلدن كل يوم، حيث تمكن من زيارة مستشفيات لا تزال تقدم خدمات لرعاية الأمهات في شمال قطاع غزة، ويروي الأطباء أنهم ما عادوا يرون مواليد بحجم طبيعي، على العكس، وفي شكل مأساوي، فإنهم يرون عددا أكبر من المواليد الذي يقضون بعيد ولادتهم، ونساء حوامل أرهقهن الخوف والتنقل مرارا والجوع والجفاف".
وأوضح أنه حري بتلك الأمهات أن يحضن أطفالهن بين أذرعهن، وليس في أكياس الجثث، لافتا إلى الافتقار لوسائل التخدير التي تحتاج إليها الحوامل ممن يخضعن لولادة قيصرية، منددا برفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي السماح بمرور شحنات مساعدة تابعة لبرنامج الأمم المتحدة للسكان، واصفا بأنها أزمة للإنسانية، والواقع أسوأ مما استطيع وصفه، ومما تظهره الصور، ومما يمكنكم تصوره.
وفي 26 فبراير الماضي، وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان شهادات جديدة عن تعرض معتقلات فلسطينيات من قطاع غزة للعنف الجنسي والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية، من خلال التعرية والتحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب، خلال احتجازهن لمدد متفاوتة من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، حيث تضمنت شهادات المعتقلات اللواتي أفرج عنهن مؤخرًا بعد أن أمضين مددًا مختلفة من الاعتقال تعرضهن لممارسات قاسية تصل حد التعذيب، بما يشمل ضربهن بشكل وحشي، وتهديدهن بالاغتصاب حال عدم الانصياع لأوامر الضباط والإجبار على التجرد الكامل من ملابسهم والتفتيش العاري أمام جنود ذكور، وتوجيه ألفاظ نابية بحقهن، وتقييدهن وتعصيب أعينهن لفترات طويلة، واحتجازهن في أقفاص مفتوحة وسط أجواء شديدة البرودة، وحرمانهن من الطعام والأدوية والعلاج اللازم والمستلزمات النسائية، وتهديدهن بشكل متواصل بحرمانهن من رؤية أطفالهن، عدا عن قيام الجيش الإسرائيلي بنهب أموالهن وممتلكهاتهن التي كانت بحوزتهن عند الاعتقال.
بيان المرصد الأورومتوسطى بشأن نساء غزة
وأجرى فريق المرصد الأورومتوسطي مقابلات شخصية ميدانية مع عشرات النساء اللاتي، نشرها عبر موقعه الرسمي، حيث أكدن بأنهن تعرضن للتحرش الجنسي واللفظي، فيما يقدّر الأورومتوسطي أن عددا أكبر من المعتقلات تعرضن لتلك الانتهاكات وفضّلن عدم الكشف أو الحديث عنها بسبب الأعراف الاجتماعية أو نتيجة تعرضهن للصدمة أو خوفًا من الانتقام أو الملاحقة أو القتل من الجيش الإسرائيلي. ويبيّن الأورومتوسطي أن الوصول للعدد الدقيق أو الحجم الفعلي لمدى ممارسة تلك الانتهاكات ضد النساء والفتيات الفلسطينيات من المرجح –إن تحقق- أن يأخذ وقتًا أطول.
رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة: عيد الأم هذا العام الأصعب على سيدات غزة
من جانبها تؤكد آمال الأغا، رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة، أن عيد الأم هذا العام هو أصعب عيد أم يمر على المرأة الفلسطينية، خاصة بعد هذا الحجم لكبير من الشهداء من النساء والأطفال في قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع في 7 أكتوبر الماضي، بجانب حملات الاعتقال التي يشنها الاحتلال ضد النساء في غزة والقدس والضفة الغربية، وفقدان الأم الفلسطينية لأطفالها وبعض الأمهات فقدت أطفالها بالكامل خلال قصف الاحتلال.
وتضيف رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الحرب التي تشنها إسرائيل تستهدف النساء والأطفال بشكل رئيسي لأن المرأة هي من تولد الفدائيين الذين يدافعون عن الأرض، والأطفال هم من يكملون مسيرة أبائهم، متابعة :" لا مجال للاحتفال بعيد الأم لدى الأم الفلسطينية هذا العام وقد فقدت الأم الأبناء الذين كانوا يحتفلون معها بهذه المناسبة".
"كل القوانين الدولية لم تعد يلتزم بها الاحتلال، والمجتمع الدولى يقف عاجزا أمام آلة القتل الإسرائيلية ضد النساء الفلسطينيات بكل وحشية ووقاحة"، هكذا تصف آمال الأغا، وضع المرأة الفلسطينية التي يمر عليها هذا العام عيد الأم، موضحة أنه عندما يطالب رئيس وزراء حكومة الاحتلال بطرد الفلسطينيين من غزة فهو أمر لا يقبله عقل، متابعة :"عن أي وقاحة نتحدث بشأن هذه التصريحات التي تحرض دائما ضد المرأة الفلسطينية من قبل الاحتلال وقياداته".
وأشارت رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة، إلى أن العالم المتحضر يسمح بجرائم الاحتلال ضد النساء الفلسطينيات اللاتى أصبحن شهداء وجوعى وثكالى وفقدن الأب والزوج والأبناء، والآلاف منهن تحت الأنقاض، متابعة أن على أي امرأة تتولى منصبا دوليا أن تدافع عن المرأة الفلسطينية ولا تقبل بحدوث تلك الجرائم التي يمارسها الاحتلال ضد النساء الفلسطينيات، خاصة أن إسرائيل أصبحت فوق أي مسائلة الدولية.
وتقول آمال الأغا :"المرأة الفلسطينية ليست خارقة ولكنها صابرة لأن هذا هو قدرها أن تكون في بلد المسيح، وفي بلها المسجد الأقصى، والله سبحانه وتعالى يختبر صبرها وقوة صلابتها، وصبر المرأة الفلسطينية يأتي إيمانا بحقها وتمسكها بأرضها وكذلك تمسكها بالحياة وهذا ما يسبب عقدة للإسرائيليين بسبب صمود المرأة الفلسطينية وصبرها منذ نكبة 1948، ولدينا نساء متمسكن بأرضهن ويعلمن أن الأرض ثمنها غاليا لأن المرأة هي الأرض ولها جذور".
تقرير للأمم المتحدة: الاحتلال يمارس العنف ضد المرأة الفلسطينية
وفي 21 فبراير الماضي أيضا، نشر الموقع الرسمي للأمم المتحدة، تقريرا لخبراء أمميون مستقلون أكدوا أنه يتعين على إسرائيل أن تنفذ فورا وقفا لإطلاق النار، وأن تتخذ تدابير إنسانية ملموسة تعطي الأولوية لاحتياجات النساء والفتيات الفلسطينيات، وفقا لحكم محكمة العدل الدولية الصادر في 26 يناير 2024.
تقرير خبراء الأمم المتحدة، والذي ضم شخصيات بارزة على رأسها دوروثي إسترادا تانك (رئيسة)، وكلاوديا فلوريس، وإيفانا كرسيتش، وهاينا لو، ولورا نيرينكيندي من الفريق العامل المعني بالتمييز ضد النساء والبنات؛ فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المستقلة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة؛ تلالنغ موفوكنغ، المقررة الخاصة المعنية بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية؛ أشويني كاي. بي.، المقررة الخاصة المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري، أكد أنه في هذه المرحلة من الصراع، هناك حاجة ملحة ومتزايدة لمعالجة الانقطاع شبه الكامل للتعليم، والتدمير الهائل للمساكن، وعدم إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية ولوازمها، وزيادة خطر الاحتجاز التعسفي والعنف بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تواجهه النساء والفتيات في غزة والضفة الغربية.
بيان خبراء الأمم المتحدة بشأن نساء غزة
وأعرب الخبراء عن انزعاجهم إزاء محدودية فرص الحصول على العلاج الطبي والإمدادات الأساسية في المستشفيات، والتقارير التي تفيد بأن الأمهات الحوامل يخضعن لعمليات قيصرية، والأطفال المصابين يخضعون لعمليات بتر أطرافهم دون تخدير، موضحين أنه نظرا للوضع الإنساني الحرج، فإن جميع الهجمات والغارات التي تشنها القوات الإسرائيلية على مستشفيات غزة، والتي يعمل أقل من ثلثها جزئيا، يجب أن تتوقف فورا.
مدير دائرة إحصاءات النوع الاجتماعي: الأمهات في قطاع غزة تعرضن لدفن حوالي 14,000 طفل
في سياق متصل تؤكد نهاية عودة، مدير دائرة إحصاءات النوع الاجتماعي في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن الأمهات في قطاع غزة تعرضن لدفن حوالي 14,000 طفل منذ بدء العدوان الإسرائيلي على المنطقة ، بينما في الضفة الغربية، قامت الأمهات بدفن حوالي 116 طفل، بينما يواجه حوالي 60,000 أماً في الضفة الغربية عدم اليقين بإمكانية ولادة أطفالهن بأمان خلال الشهر المقبل.
وتضيف مدير دائرة إحصاءات النوع الاجتماعي في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه خلال العام 2023 هدمت سلطات الاحتلال 71,028 منشأة تعود لفلسطينيين على الأقل، كان من بينها 70,375 منزلاً و 453 منشأة أخرى غير سكنية، ونتيجة لذلك تم تشريد ما لا يقل عن 2,003,185 فلسطينياً وفلسطينية من بيوتهم، كان من بينهم 779,371 أطفال و 356,139 نساء.
طبيبة فلسطينية: المرأة الفلسطينية تعيش كابوسا ولا تتمتع بأي حقوق ومعرضة للقتل في أية لحظة
إعلامية فلسطينية: الأم أصبحت وحيدة بدون أبنائها وتتذكر دخول أطفالها الشهداء بعيد الأم ومعهم الهدايا
فاطمة أبو نادى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة