قال الدكتور تيدروس أدهانوم حبريسيوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، فى بيان له: "لقد أكدت شراكة التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى، يوم الثلاثاء، إن غزة تواجه مجاعة وشيكة، لأنه لم يُسمح بدخول سوى القليل من الغذاء". ويعانى الآن ما يصل إلى 16% من الأطفال دون سن الخامسة فى شمال غزة من سوء التغذية، مقارنة بأقل من 1% قبل بدء الصراع.
تقريبا جميع الأسر تتخطى بالفعل وجباتها كل يوم، ويقوم البالغون بتقليل وجباتهم حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام.
ويموت الأطفال نتيجة للتأثيرات المجتمعة لسوء التغذية والمرض، ونقص المياه والصرف الصحى المناسبين إن مستقبل جيل كامل فى خطر جدي.
وعلى وجه الخصوص، يحتاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية إلى أغذية علاجية جاهزة للاستخدام تستهدف احتياجاتهم. وتوجد بعض الإمدادات من هذا النوع من الغذاء فى غزة، ولكن لا يمكن توزيعها بشكل آمن إلى حيث تكون هناك حاجة إليها.
وأضاف البيان أن الجهود الأخيرة لتوصيل الغذاء عن طريق الجو والبحر هى موضع ترحيب، ولكن توسيع المعابر البرية هو وحده القادر على تمكين عمليات التسليم على نطاق واسع لمنع المجاعة.
ودعمت منظمة الصحة العالمية إنشاء مركز لتحقيق الاستقرار التغذوى فى مستشفى كمال عدوان لعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم والمضاعفات الطبية، والذين هم الأكثر عرضة لخطر الوفاة الوشيكة إذا لم يتم علاجهم بشكل عاجل، ونحن ندعم إنشاء مركز آخر فى المستشفى الميدانى التابع للهيئة الطبية الدولية فى رفح. كما نقوم بتدريب العاملين فى مجال الصحة على كيفية التعرف على سوء التغذية وما يصاحبه من مضاعفات وعلاجه.
وفى هذه الأثناء، لا يزال النظام الصحى فى غزة يعانى، وتقوم منظمة الصحة العالمية وشركاؤها بمهام شديدة الخطورة لتوصيل الأدوية والوقود والغذاء للعاملين الصحيين ومرضاهم، ولكن طلباتنا لتوصيل الإمدادات غالبًا ما يتم حظرها أو رفضها.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية: "إن الطرق المتضررة والقتال المستمر، بما فى ذلك داخل المستشفيات وبالقرب منها، يعنى أن عمليات الولادة قليلة وبطيئة. ويساورنا القلق بشكل خاص إزاء العمليات العسكرية داخل وحول مستشفى الشفاء فى مدينة غزة. أصبح الوصول إلى الشفاء مستحيلاً الآن، وهناك تقارير عن اعتقال واحتجاز العاملين فى مجال الصحة. وكان لا بد من إلغاء مهمة كانت مقررة إلى الشفاء اليوم بسبب انعدام الأمن. ومرة أخرى، نطالب إسرائيل بفتح المزيد من المعابر وتسريع دخول وتوصيل المياه والغذاء والإمدادات الطبية وغيرها من المساعدات الإنسانية إلى غزة وداخلها، ومرة أخرى، ندعو إلى حماية الرعاية الصحية، وليس عسكرتها، ومرة أخرى، ندعو إلى إطلاق سراح الرهائن. وندعو إلى وقف فورى لإطلاق النار".
وأضاف أنه بينما نتحدث الآن، تجتمع الدول الأعضاء فى منظمة الصحة العالمية للتفاوض على اتفاق تاريخى ملزم قانونا لحماية الأجيال القادمة من تأثيرات الأوبئة المستقبلية، وهناك اتفاق كبير بين الدول الأعضاء حول أهداف الاتفاقية، والآن يتعين عليهم الاتفاق على كيفية تحقيق هذه الأهداف.
ولا تزال مجالات الخلاف قائمة، ولكن لا يزال هناك ما يكفى من الوقت أمام البلدان لإيجاد أرضية مشتركة ووضع اللمسات النهائية على اتفاق قوى فى الوقت المناسب قبل انعقاد جمعية الصحة العالمية فى غضون 9 أسابيع. إنه ممكن، ومما يشجعنا أن الدول الأعضاء ملتزمة بالوفاء بهذا الموعد النهائي.
ومما يشجعنا أن المجتمعات المحلية ومنظمات الشباب والجماعات الدينية والعاملين فى مجال الصحة والقادة السياسيين الحاليين والسابقين وغيرهم يرفعون أصواتهم للمطالبة باتفاق قوى، ولا يمكننا أن نفوت فرصة الأجيال هذه.
وأكد أنه إذا فعلنا ذلك، فسنشهد نفس أوجه عدم المساواة، ونفس الافتقار إلى التنسيق، ونفس الخسائر فى الأرواح وسبل العيش التى يمكن تجنبها، ونفس الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى شهدناها مع كورونا، ولا يمكننا أن نسمح لدوامة الذعر والإهمال أن تتكرر. ولا يمكننا أن ننسى صدمة وباء كورونا والدروس المؤلمة التى علمنا إياها جميعا. وإننى أحث جميع الدول الأعضاء على العمل معًا على مبادئ التضامن والإنصاف لإيجاد أرضية مشتركة وتسوية ومنحنا جميعًا اتفاقًا فعالًا ومستقبلًا أكثر أمانًا.
وفى السياق قال بيان الصحة العالمية: "والآن ننتقل إلى هايتى، حيث يستمر الوضع الأمنى فى العاصمة بورت أو برنس فى التدهور. المطار مغلق، مما يجعل من المستحيل استيراد السلع الأساسية، بما فى ذلك الأدوية. الميناء الوطنى جاهز للعمل، ولكن الوصول إليه أمر صعب، حيث إن المناطق المحيطة به تخضع لسيطرة العصابات. ويعمل أقل من نصف المرافق الصحية فى بورت أو برنس بكامل طاقتها الطبيعية، وهناك حاجة ملحة إلى منتجات الدم المأمونة وأدوية التخدير والأدوية الأساسية الأخرى".
ووفقا لبرنامج الأغذية العالمى، يواجه 1.4 مليون شخص مستويات طارئة من الجوع، ويحتاجون إلى المساعدة من أجل البقاء. ومن الممكن أن يتفاقم تفشى الكوليرا، الذى بدأ فى الانخفاض منذ نهاية العام الماضى، مرة أخرى إذا استمرت الأزمة.
لقد تأثرت بالفعل أنشطة الاستجابة للكوليرا ومراقبة البيانات بسبب أعمال العنف الأخيرة. وقد يتفاقم الوضع بشكل كبير فى الأسابيع المقبلة إذا أصبح الوقود نادراً ولم يتم تحسين إمكانية الوصول إلى الإمدادات الطبية الأساسية قريبًا.
وتقوم منظمة الصحة العالمية ومنظمة الصحة للبلدان الأمريكية بدعم وزارة الصحة والشركاء الآخرين بالإمدادات والخدمات اللوجستية، بما فى ذلك المياه والصرف الصحى والنظافة ومراقبة الأمراض فى مراكز النازحين. وندعو إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، وسلامة العاملين الصحيين، وحماية المرافق الصحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة