شيخ الأزهر: من كرم ربنا عفوه عن وعيده بالعذاب ولكن لا يخلف وعده.. مرتكب الكبيرة لو مات دون توبة فهو مؤمن وأمره لله.. مطالبون بأن نغفر لمن أخطأ بحقنا.. والمتطرفون يكفرون الحكام بحجة أنهم يحكمون بغير ما أنزل الله

السبت، 23 مارس 2024 09:21 م
شيخ الأزهر: من كرم ربنا عفوه عن وعيده بالعذاب ولكن لا يخلف وعده.. مرتكب الكبيرة لو مات دون توبة فهو مؤمن وأمره لله.. مطالبون بأن نغفر لمن أخطأ بحقنا.. والمتطرفون يكفرون الحكام بحجة أنهم يحكمون بغير ما أنزل الله شيخ الأزهر
كتب الأمير نصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الله يغفر الذنوب جميعا ما عدا ذنب واحد وهو الشرك، مصداقا لقوله تعالى: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"، وقوله تعالى أيضا: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا".

 

وأضاف الإمام الأكبر خلال حديثه في الحلقة الثالثة عشر من برنامج "الإمام الطيب" الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد سعيد محفوظ، على قناة "الحياة"، أن المراد أسرفوا من كثرة الذنوب، وبما يفيد أن الله سيغفر الذنوب جميعا إلا الشرك، فلا ذنب يعلو على مغفرة الله تعالى.

ولفت الإمام الطيب إلى أن من باب الكرم الإلهي أن الله تعالى قد يعفو عن وعيده، مثل الإنذار بالعذاب والعقاب ودخول النار وغيرها، إلا أنه لا يخلف وعده، مثل المذكور في الآية الكريمة "إن الله يغفر الذنوب جميعا"، فهذا وعد والله لا يخلف وعده.

وتحدث شيخ الأزهر الشريف، عن حكم مرتكب الكبيرة، قائلا: "كل الذنوب تغفر ما عدا الشرك في مذهب أهل السنة، أما المعتزلة فيقولون أن مرتكب الكبيرة، التي منها على سبيل المثال القتل والزنا وشرب الخمر وعقوق الوالدين وغيرها، مسلم عاص أو "فاسق" كما أطلقوا عليه، وهو بالنسبة لهم في منزلة بين منزلتين.

وأضاف الإمام الأكبر أن الخوارج كفروا مرتكب الكبيرة إن لم يتب، إلا أن رأي أهل السنة القائل أن أمره بيد الله هو الأعم والأكثر انتشارا وشيوعا.

ولفت إلى أن مرتكب الكبيرة لو مات دون أن يتوب فهو مؤمن وأمره إلى الله تعالى، إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه، على خلاف مذهب المعتزلة القائل بأنه في منزلة بين منزلتين وعلى عكس مذهب الخوارج الذي يقول بكفره.

كما تحدث الدكتور أحمد الطيب، عن نصيب العبد من اسم الله "الغفار"، وكيف ينعكس فى حياته اليومية وسلوكياته، قائلا: "إن نصيب العبد من اسم الله الغفار يكون فى غفرانه لأخيه، وعفوه عنه، وصفحه، وأن يعتاد الصفح".

وأضاف أنه كى يعتاد على هذا فهو بحاجة إلى التأسى بمواقف نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، والقرآن الكريم، ومنه قوله تعالى "وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم"، فنحن أيضا مطالبون بأن نغفر لمن أخطأ فى حقنا وأن نتعلم الصفح والعفو.

وقال شيخ الأزهر الشريف، إن مذهب الخوارج يظهر من حين لآخر، لتستخدمه بعض الجماعات المتطرفة في تكفير المسملين العصاة، ومن يرتكبون الكبائر ثم يحلون دمه.

وأكد أن جميع الحركات المتطرفة والإرهابية التي ظهرت مؤخرا ينطلقون من مبدأ الخوارج هذا، فنجدهم يكفرون المسلمين، وهو التطرف، بل يكفرون الحكام بحجة أنهم يحكمون بغير ما أنزل الله، وبما يمثل معصية تجعلهم كفارا، وهذا غير صحيح ويعتقدون أن دمه حلال.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة