للمخرج محمد خان جملة شهيرة يعرفها الكثيرون بالوسط الفنى وهى "التالى" التى كان ينطقها بالإنجليزية Next داخل لوكيشن التصوير، فدائمًا كان يبحث عن الخطوة والمرحلة المقبلة أو ماذا بعد؟ هذه الكلمة البسيطة تشير فى معناها إلى النظر إلى المستقبل وعدم الاكتفاء بالنجاح الذى تحقق، الأمر الذى نلمسه حاليًا فى الدراما المصرية مع إعطاء الفرصة لمواهب شابة فى تجارب درامية مهمة.
صاحب فيلم "موعد على العشاء" الشهير لم يشعر بالقلق على ابنته نادين، وكان بحسه الفنى يتلمس فيها مخرجة واعدة، لذا شاركت معه فى عدد من الأفلام مساعد مخرج، ثم انطلقت لتعبر عن أحلام جيلها وأفكاره بفيلمها "هرج ومرج"، الصادر عام 2012، وقتها شعر بسعادة كبيرة لرؤية نجاح ابنته، ومرت سنوات ثم أخبرها قبل رحيله بأنه ليس قلقًا على مستقبلها المهنى.
لم يذهب محمد خان قط إلى الدراما التليفزيونية سوى فى حلقات فوازير بعنوان «فرح فرح» عرضت عام 2003، لكن ابنته كان لها رأى آخر، فعبر عدد من الأعمال الدرامية التليفزيونية المميزة حفرت اسمها كواحدة من أبرز المخرجات الموهوبات الجدد، ليأتى السباق الدرامى الرمضانى الحالى ليثبت أقدامها بقوة فى مجال الإخراج بـ مسلسل «مسار إجبارى» الذى نال إشادة نقدية واسعة.
يميز نادين خان فى الدراما الرمضانية الحالية، كون مسلسلها «مسار إجبارى» تجربة شبابية تؤكد على أن المواهب المصرية تأتى من نبع لا ينضب ويؤازرها جيل من الفنانين أصحاب الخبرات مع دعم من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فأبطاله عصام عمر وأحمد داش ومعهم صابرين وبسمة ورشدى الشامى، ومعالجة درامية للكاتب باهر دويدار كتب السيناريو والحوار لها الموهوبون أمين جمال ومحمد محرز ومينا بباوى.
تهتم نادين خان بكل التفاصيل ولا تترك شيئا للصدفة، سواء أمام الكاميرا أو خلفها، كما تعطى فى الوقت نفسه مساحة للنقاش، مما يخلق روح تعاون شديدة فى كواليس العمل، يظهر مردوده على الشاشة، لنرى ذلك الأداء المتناغم بمسلسل «مسار إجبارى» خصوصا بين أحمد داش وعصام عمر، والمونتاج وتقطيعات المشاهد المتوازنة بين الخطوط الدرامية المختلفة بالعمل الفنى.
المخرجة التى تربت على حب السينما والموسيقى، تنقل فى مسلسلها «مسار إجبارى» صورة واقعية، كما كان يفعل والدها المخرج الراحل محمد خان، ويتضح تماما حرصها على التعبير عن المجتمع، كما يتضح أنها تحرص على إعطاء فرص للمواهب الشابة.