أحمد عيد في حواره لـ"اليوم السابع" حول زيد بن سيحون ومسلسل الحشاشين: الشخصية من خيال المؤلف والدور مخاطرة.. حسن الصباح داهية وبالتالي مشاهد الشر احتاجت هدوءا.. ويؤكد: "الرسالة" لما اتقدم للغرب عملوه بالإنجليزية

نجاح الدور يؤكد ثقة الجمهور بعد "عملة نادرة" وقرأت كثيرًا لأتخيل نفسي فى الشخصية، ومشاهد الشر مع كريم عبد العزيز لم تكن تحتاج لانفعالات زائدة لأن حسن الصباح كان داهية عصره.

حلقة تلو الأخرى من مسلسل الحشاشين تؤكد أن النجم أحمد عيد يمتلك موهبة كبيرة وقدرات تمثيلية هائلة لم تكشف أعماله الكوميديا عنها، والتى نجح فيها خلال أعماله السابقة ضمن مسيرة طويلة من الأعمال المميزة، فالنجم المصنف كوميديان لم يتخيل أشد محبيه أنه قادر على تجسيد أصعب الأدوار وأكثرها تعقيداً بحرفية شديدة مثلما يفعل حالياً مع مسلسل الحشاشين فى شخصية زيد بن سيحون الذراع اليمنى لـ حسن بن الصباح مؤسس أشهر طائفة فى عالم الاغتيالات على مستوى العالم.

وللعام التانى على التوالى وأيضا فى الموسم الرمضانى خطف أحمد عيد الأنظار، إذ سبق أن تألق فى رمضان 2023 بمسلسل «عملة نادرة»، مجسدا شخصية الصعيدى الذى قتل أخيه، ليواصل إبهاره لكل مشاهديه تاركاً بصمة كبيرة،  نتحدث معها حول كواليس تحضيرها فى الحوار التالى.

كيف تم ترشيحك لدور زيد بن سيحون بمسلسل «الحشاشين»؟

كنت فى دولة المغرب وتلقيت اتصال من قبل شركة سينرجى، لترشيحى للدور، وأخبرنى بأن المخرج بيتر ميمى سيتواصل معى، وبالفعل تواصلنا وطلبت سيناريو  العمل لقراءته.

- العام الماضى ذكرت أنك رفضت دور الصعيدى الشرير فى البداية ثم أقنعك به المخرج ماندو العدل، هل ترددت هذه المرة أيضاً فى الموافقة على مسلسل «الحشاشين»؟

لا على العكس فقد أبديت موافقة مبدئية، ووافقت بنسبة 80% على المشاركة بالدور عكس مسلسل «عملة نادرة”.

ولماذا كان الموقف مختلفا هذه المرة؟

ببساطة لأن العام الماضى مختلف تماماً، فقد كانت مغامرة كبيرة لأسباب عديدة أولها أنها مثلت عودتى للعمل بعد غياب 8 سنوات عن الجمهور، وبالتالى كنت متخوف ألا يتقبلنى المشاهد بشخصية الصعيدي، بالإضافة لأنه ليس صعيديا فقط ولكن يقتل أخوه وتسيطر عليه مشاعر الحقد والكراهية طوال العمل، وبالتالى ترددت ثم وافقت مع مكالمة ماندو العدل الذى أقنعنى، وسارت الأمور موفقة إلى حد كبير مع حسن استقبال الجمهور لعودتى.

ولكن ما الذى شجعك بنسبة كبيرة على قبول دورك بمسلسل «الحشاشين» منذ الترشيح الأول ؟

لأكون صريحا، عمل من تأليف عبد الرحيم كممل، وإخراج بيتر ميمى، وبطله كريم عبد العزيز، وبهذه الضخامة الإنتاجية، كل تلك عوامل تجعلنى أوافق بنسبة كبيرة وأشعر بالارتياح نحو العمل.

ألم تخش من أن الشخصية مغايرة تماماً عما قدمته من قبل أم أصبحت واثقاً من رد فعل الجمهور ؟

لا يوجد فنان يثق فى رد فعل الجمهور تجاهه مهما كانت نجوميته، ودورى بالمناسبة فى «الحشاشين» مخاطرة شديدة لأنه إما يؤكد ما حدث من قبل مع إشادة بقدرتى على تغيير جلدى أو أفشل، وبالتالى يقول الناس على الفور أن النجاح الذى حصل كان مجرد صدف وحظ، وبالتالى فالدور فى مسلسل «الحشاشين» مخاطرة أكبر، ولكن لم يكن أمامى سوى استخدام أسلحتى.

وما الأسلحة التى استعنت بها للعمل على شخصيتك؟

أسلحة أى ممثل هى الاجتهاد فى بذل قصارى جهده لمذاكرة الشخصية، وهو ما حصل من قراءات عن تلك الحقبة الزمنية عن «الحشاشين» تلك الطائفة التى أرعبت العالم، وطريقة تفكيرهم، وأنا بطبعى أحب القراءة وبالتالى بدأت أطلع أكثر وأجمع معلومات تجعلنى أتخيل نفسى بالشخصية، كما شاهدت أعمال تاريخية كثيرة جمعتها فى ذهنى لتساعدنى على الدور بصورة أكبر.

شخصية زيد بن سيحون ليس لها أى سند تاريخى عكس حسن الصباح،  أو بزرك أميد سجانه، هل هذا سهل عليك العمل على الدور أم جعله أكثر صعوبة؟

شخصية زيد بن سيحون من خيال المؤلف عبد الرحيم كمال الذى حاول بها إظهار كيف تفكر تلك الطائفة سواء بطريقة تفكير الشخص الباطنى وكيف ألتف حول حسن الصباح، وقد كتبها بصورة مميزة كعادته، ولكن وجود مرجع تاريخى لها بالتأكيد كان سيسهل العمل عليها بصورة أكبر، لأنه يوسع من مدارك الممثل ويجعله يتخيلها أكثر.

وكيف استعددت للدور من ناحية التفاصيل الجسدية خاصة أن الشخصية فى الحلقة الأولى ظهرت أحدب وأعرج؟

أولاً هو ليس أحدبا، ولكنه كشخص باطنى فيلجأ لحيل كثيرة من شأنها خدمة هدفه فى النهاية عبر تنكره فى مظاهر مختلفة مرة أحدب وأخرى أعرج وهكذا من استخدام كل سُبل التنكر، وبالتالى حينما قال له حسن الصباح فى أول حلقة انهض لم تكن كرامة منه، وإنما فراسة لملاحظة جريه وهو رافع ظهره أثناء محاولة الهرب، وكل تلك الأمور حاولت مذاكرتها فى كواليس العمل على الدور.

بمناسبة مشهدك مع حسن الصباح أو كريم عبد العزيز، لاحظنا هدوء فى أشد المواقف، هل هذا كان مقصودا مثل أمره لك بقتل المأذون بهدوء شديد سواء فى الطلب أو الموافقة عليه؟

بالتأكيد كان مقصودا، لأن شخصية مثل حسن الصباح كان داهية كبيرة وليس لها مثيل فى الدهاء بالتاريخ، لم يكن شخصا عاديا، وإنما يتصرف بذكاء وهدوء شديد بأصعب المواقف وأشدها تعقيداً وإلا لم يكن لينجح فى إقناع تابعيه بالسير وراءه لحد التضحية بأنفسهم بحجة أنه صاحب مفتاح الجنة، كل ذلك جعلنا نمثل بهدوء لأن ذراعه اليمنى ستكون فى هدوءه أيضاً.

المسلسل يشهد عودتك أيضاً لصديقك فتحى عبد الوهاب، الذى عملتم معاً من قبل مما ذكر الجمهور بفيلم «ثقافى» ؟

نعم، المسلسل يشهد عودتنا للعمل سوياً، وهو ما جعل فتحى عبد الوهاب ينشر صورة لنا سوياً من كواليس المسلسل أثناء اجتماعنا بمكان واحد فى عمل فنى للمرة الأولى بعد عدة  سنوات  .

هل هناك مشاهد مرتقبة لكما سوياً ضمن أحداث المسلسل ؟

ليس لنا أى مشهد معاً، ورغم أن الجمهور تخيل أن هناك مشاهد ستجمعنا إلا أننا لن نمثل وجهاً لوجه فى المسلسل على الإطلاق، والصورة الذى نشرها فتحى عبد الوهاب عبر فيسبوك لنا سوياً، لم تكن إلا لاجتماعنا فى مكان واحد بالكواليس.

مع عرض أولى حلقات المسلسل، كيف رأيت ردود الفعل سواء على العمل بصفة عامة أو شخصيتك ؟

بصراحة أنا دوماً أفضل انتظار انتهاء العمل لأحكم على ردة فعل الناس عليه، لأننا لا زلنا فى البداية والمسلسل مليء بالمفاجآت، ولكن لا يسعنى سوى القول أن الردود إيجابية للغاية بصورة كبيرة، من اشادات بالتصوير وأمور كثيرة فى العمل.

بمناسبة الصورة، العمل هو الأول لك مع المخرج بيتر ميمى، كيف كانت الكيميا بينكما؟

بيتر ميمى مخرج كبير، ولديه شغف بما يقدمه، ومشواره مليء بالتحديات والرغبة فى تقديم كل ما هو جديد فهو «كريتيف» وذكى للغاية، وقد استطاع خلق صورة مميزة احتاجت مجهود كبير منه.

من بين ردود الفعل، البعض تحدث عن فكرة اختيار اللغة العامية ولماذا لم تستخدموا اللغة العربية الفصحى، كيف رأيت هذا الجدل؟

أولاً اختيار اللغة يرجع لعوامل كثيرة منها اختيار المؤلف والشركة المنتجة، ثانياً لو كنا تحدثنا بالعربية الفصحى فمثلما سيكون هناك مميزات سيكون هناك عيوب بطبيعة الحال ولكانت فئة أخرى رددت عبارات من نوعية لماذا تحدثتم الفصحى أبطال العمل بالأساس ليسوا عرب وإنما فُرس، وغيرها من الأمور التى كانت ستقابلنا.

أيضاً هناك أمر آخر، فيلم «الرسالة» حينما تم العمل عليه من خلال نسختين، تم عمل نسخة باللغة العربية الفصحى للعرب، بينما كانت النسخة الثانية الموجهة للغرب باللغة الإنجليزية، وبالتالى حينما يتم عمل مسلسل مصري، فالطبيعى أن تكون لغته مصرية عامية راقية.

بعد دورين بعيدين تماماً عن الكوميديا، هل من الممكن رؤيتك فى الكوميديا مرة أخرى؟

فى البداية حينما كنت ألعب كوميدى ، كان دوماً هناك خط درامى للشخصية مثلما ظهر فى أفلام مثل «خلاويص» وغيرها من الأعمال، وبالتالى ففكرة العودة للكوميديا مطروحة بالتأكيد ولكن حسب طبيعة العمل.

هل هناك نية للعودة للسينما فى  الفترة  المقبل؟

هناك مشروع انتهيت منه، لن أبوح بتفاصيله حالياً عبارة عن فيلم قد يتم العمل عليه قريباً.

أحمد عيد في مسلسل الحشاشين

كريم عبد العزيز وأحمد عيد في مسلسل الحشاشين

مسلسل الحشاشين