قالت منظمة الصحة العالمية فى بيان لها ، إنه لا يزال السلُّ أحدَ أكثرِ الأمراض فتكًا بالبشر في العالم، بالرغم من إمكانية الوقاية منه، بل والشفاء منه أيضًا. واليومَ، ونحن نحتفل باليوم العالمي لمكافحة السل، تقف منظمة الصحة العالمية صفًّا واحدًا مع شركائها في جميع أنحاء العالم لتجديد الالتزام بإنهاء هذه الجائحة العالمية.
وقالت ، إنه في كل عامٍ، يصاب 10 ملايين شخص بالسل على مستوى العالم. والسل مرضٌ معدٍ يصيب الرئتيْن بشكل رئيسي، ولكنه يستطيع مهاجمة أي جزء آخر من أجزاء الجسم. ويقتل السل 1.5 مليون شخص كل عامٍ على الرغم من أنه مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه - مما يجعله أكثر الأمراض المعدية فتكًا بالبشر في العالم. ويُعدّ السل أيضًا السبب الرئيسي للوفاة في صفوف المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري، وأحد العوامل الرئيسية التي تسهم في مقاومة مضادات الميكروبات على الصعيد العالمي.
وفي عام 2022، أصيب 856,000 شخص بالسل، وتوفي 84000 شخص من جرَّائه، وهو ما يمثل 8% و7% من حالات الإصابات والوفيات على مستوى العالم.
ولكي نستطيع إيقاف تحوُّل عدوى السل إلى مرضٍ نشطٍ، نحتاج إلى علاج وقائي، فلا يزال الإقبال على العلاج الوقائي من السل في إقليم المنظمة لشرق المتوسط ضعيفًا حتى الاّن. وفي عام 2022، لم يتلق هذا العلاج سوى 5% من المخالطين لمرضى السل المؤهلين لتلقي العلاج و8% من المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري.و يرجع ذلك إلى حد كبير إلى انخفاض الوعي بين العامة و العاملين بالقطاع الصحى، ونقص التمويل المحلي، واستمرار النزاعات، وضعف إجراءات الفحص، والوصم المرتبط بالسل. ولتلك الأسباب وغيرها، يُصاب كثيرٌ من الناس في الإقليم بالمرض دون داعٍ.
وأوضحت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إنه بالرغم من التحديات الجسام الماثلة أمامنا، فإننا ملتزمون بزيادة العلاج الوقائي من السل وتوسيع نطاقه ليشمل 60% على الأقل من الذين يمكنهم الاستفادة منه في الإقليم، و نهدف الوصول إلى مليوني شخص سنويًّا بحلول عام 2030. وهو هدف طموح، لكن يمكن إدراكه من خلال تضافر الجهود».
وأضافت الدكتورة حنان القول «إنني أحثُّ الحكومات على تكثيف جهودها تجاه مسئوليتها الوطنية والتزامها بالوقاية من السل. وينبغي لمقدمي الرعاية الصحية أن يوضحوا فوائد العلاج الوقائي من السل لجميع الأشخاص المؤهلين للحصول عليه، بما في ذلك مخالطو مرضى السل من الأطفال والبالغين، والمصابون بفيروس العوز المناعي البشري، والفئات الأخرى المعرضة للخطر مثل الأشخاص مرضى نقص المناعة. ويمكن للمنظمات المجتمعية أن تُشرِك الناس على المستوى المحلي ليشاركوا بفعالية في الوقاية من السل.
ومن خلال إقامة شراكات قوية، سنُوسِّع نطاق التغطية بالعلاج الوقائي للسل. وتستطيع الجهات المانحة والشركاء والقطاع الخاص والشركات المُصنِّعة تيسير الإتاحة المُنصفة والمستدامة لعلاج السل، دون إغفال أحد.» ويرتبط ذلك أيضًا ارتباطًا وثيقًا بمبادرة المديرة الإقليمية الرائدة بشأن تحسين إتاحة السلع الطبية الميسورة التكلفة، وضمان سلاسل إمداد عادلة .
السُل هو مرض مُعْدٍ تسببه المُتَفَطِّرَة السُّلِّيَّة. وينتشر السل عبر الهواء. وعندما يسعل المصابون بالعدوى أو يعطسون أو يتحدثون أو يبصقون أو يضحكون أو يغنون فإنهم يدفعون جراثيم السل (المعروفة باسم العُصَيَّات) إلى الهواء. وقد يصاب الأشخاص الأصحاء بالعدوى إذا استنشقوا الهواء الذي يحتوي على عصيات السل.
وعادةً ما تحدث العدوى بالسل خلال المخالطة عن قُرب لفترة من الزمن مع شخص مصاب بالسل. ويمثل الإزدحام في المنزل أو في العمل أحد عوامل الخطر المهمة لعدوى السل. والأشخاص المصابون بالسُّل الرئوي هم وحدهم الذين يحملون العدوى.
ويظل شعارنا لهذا العام: «نعم! يمكننا القضاء على السل!»، يمثل دعوة إلى العمل، نبتغي من ورائها حشد جميع أصحاب المصلحة - بدءًا من الحكومات والجهات المانحة والمجتمع المدني وصوًلا إلى القطاع الخاص والمصنعين - للمشاركة في مكافحة السل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة