في واحدة من أسوأ الهجمات التي تشهدها روسيا منذ سنوات، فتح مسلحون يرتدون ملابس مموهة النار من أسلحة آلية على أشخاص خلال حفل موسيقي في قاعة (كروكس سيتي) بالقرب من موسكو ـ مساء الجمعة ـ وأعلن تنظيم "داعش" الإرهابى تبنيه الهجوم، الذى أسفر عن مقتل حوالى 115 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين، ولا تزال حصيلة القتلى والجرحى في هذا الهجوم في تتزايد. وجارٍ فحص جثث المتوفين، وفق ما أعلنت لجنة التحقيق الروسية .
وقد أثار الحادث ردود فعل واسعة، حيث أعربت العديد من الدول وفى مقدمتها مصر عن إدانتها لكافة الأعمال الإرهابية وأعمال العنف ، مؤكدة التضامن مع روسيا حكومة وشعبا فيهذا المصاب الأليم.
محاولات الإنقاذ
ومن جانبها؛ أعلنت الجهات الأمنية الروسية أن هجوما مسلحا نُفذ داخل قاعة للحفلات الموسيقية بمركز تسوق "كروكوس سيتي" بمدينة "كراسنوجورسك" إحدى الضواحي القريبة من العاصمة الروسية موسكو، حيث كان يقام حفل موسيقي. بحسب قناة "روسيا اليوم".
وأعلن حاكم مقاطعة موسكو، أندريه فوروبيوف، إنشاء مقر عمليات في مكان الحادث في ضواحي موسكو.
بينما وصف شهود عيان، منفذي إطلاق النار بأنهم رجال بلحى سوداء يرتدون سترات مضادة للرصاص ويحملون أسلحة آلية. وفق ما أذاعت قناة "سكاى نيوز ".
وأشارت وكالة أنباء "تاس" الروسية، إلى أن النيران اشتعلت في حوالي ثلث المبنى التجاري، حيث تصاعد دخان أسود كثيف، مشيرة إلى إرسال أكثر من 50 فريقا إسعافيا إلى مكان الحادث.
انتشار الامن فى موقع الحادث الارهابى
وفى السياق نفسه، أشارت وكالة أنباء "سبوتنيك" إلى أن ثلاثة أشخاص على الأقل يرتدون ملابس مموهة أطلقوا النار من أسلحة آلية داخل قاعة للحفلات الموسيقية، وبعد ذلك وقع انفجار في القاعة بمركز تسوق "كروكوس سيتي"، حيث كان يقام حفل موسيقي لمجموعة "بيكنيك".
وأفاد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، بأن المجرمين اعتزموا بعد هجوم "كروكوس" الإرهابي، عبور الحدود بين روسيا وأوكرانيا، وكانت لديهم صلات ذات علاقة على الجانب الأوكراني.
وعلى صعيد متصل، توالت ردود الفعل المستنكرة والمنددة بالهجوم الدامي، وقال البيت الأبيض، إن صور إطلاق النار في العاصمة الروسية يصعب مشاهدتها.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي"نبدي تعاطفنا مع ضحايا هذا الهجوم المروع. الصور مروعة ومن الصعب مشاهدتها".
وقدم البيت الأبيض تعازيه إثر سقوط ضحايا في إطلاق نار "مروع" داخل صالة للحفلات الموسيقية في موسكو، لافتا إلى أنه يحاول الحصول على مزيد من المعلومات.
سيارات الإطفاء والإسعاف فى موقع الهجوم
وفى السياق نفسه، أعرب الاتحاد الأوروبي عن "الصدمة والفزع" بعد "الهجوم الإرهابي"، وأفاد المتحدث باسم الاتحاد بيتر ستانو إن "الاتحاد يشعر بالصدمة والفزع إزاء التقارير الواردة عن هجوم إرهابي في كروكوس سيتي هول في موسكو. يدين الاتحاد الأوروبي جميع الهجمات على المدنيين".
ووصف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الهجوم بأنه "إرهابي شنيع وجبان".
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش "بأشد العبارات الهجوم الإرهابي"، وقال نائب المتحدث باسمه فرحان حق "ينقل الأمين العام تعازيه العميقة إلى أسر الضحايا وشعب وحكومة روسيا الاتحادية".
فيما أدانت كل من مصر والإمارات والمغرب، بشدة، العملية الإرهابية التي وقعت الجمعة ، وأعربت مصر عن رفضها كافة أشكال الإرهاب مؤكدة تضامنها مع روسيا وأسر الضحايا والمصابين في هذا الحادث الأليم ، كما قدمت التعازي لعائلات الضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى.
من جانبه، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالهجوم الإرهابى، الذي أعلن تنظيم داعش المسؤولية عنه، وقال في البيان إن فرنسا تتضامن مع ضحايا الهجوم.
ووصفت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني هجوم موسكو بأنه "عمل إرهابي شنيع".، معربةً عن "صدمتها" من الهجوم على الحفل.
ولم يقتصر الحادث على إثارة ردود الفعل المستنكرة للعمل الإرهابى؛ بل أثار بعض الشكوك أيضا ، حيث صرح الرئيس الصربى ألكسندر فوتشيتش بأن بياني السفارتين الأمريكية والبريطانية في موسكو دليل على أن استخبارات هذين البلدين كانت تمتلك معلومات حول الهجوم الإرهابي بموسكو.
وقال فوتشيتش ـ في حديث له للقناة الأولى للتلفزيون الصربي ـ "في 7 مارس دعت السفارة الأمريكية مواطنيها لتجنب زيارة المراكز التجارية. ثم قام بنفس الخطوة البريطانيون وبعض الدول الأخرى".
وتابع: "وهذا يعني أن استخباراتهم اعترضت مباحثات معينة وحصلت على معلومات وكانت على علم بأن شيئا سيحدث".
وأضاف أن "هناك دولة عالمية، وهي ليست أمريكا، تتبع هذا الأسلوب في العمل"، لكنه امتنع عن ذكر أي دولة بالاسم.
وقبل ذلك أعلن فوتشيتش أنه سيعقد اجتماعا طارئا لمجلس الأمن القومي الصربي صباح السبت، على خلفية العمل الإرهابي في المركز التجاري "كروكوس سيتي هول" بضواحي موسكو.
وقدم الرئيس الصربي التعازي للقيادة الروسية والشعب في سقوط الضحايا جراء الهجوم.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي قد نفى علم واشنطن بأي أعمال إرهابية محتملة، مشيرا إلى أن توصيات السفارة كانت تتسم بطابع عام ولم تقصد أي شيء محدد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة