** الصحفى الفلسطيني عطوة محمد يغسل مرة أسبوعيا فقط بسبب الاحتلال ويتعرض لتليف بالمخ
** ممدوح عبد الفتاح مريض سكر يتعرض لتشنجات القدمين وتلف الأعصاب بسبب عدم توافر العلاج
** مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية: 220 ألف مريض يعانون أمراض الضغط والأوعية
** رئيس بلدية رفح: نعاني من عدم توفر الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة
** مدير نقابة الصحفيين في غزة: أصحاب الأمراض المزمنة لا يستطيعون الذهاب إلى المستشفيات
كان الصحفى الفلسطينى عطوة محمد رستم يتلقى علاجه بشكل دورى فى مستشفيات غزة قبل تاريخ 7 أكتوبر 2023، حيث يعانى من فشل كلوى يضطره لغسيل الكلى 3 مرات فى الأسبوع، وكانت حالته الصحية تسير على ما يرام مع استمرار انتظام هذا الغسيل، ولكن بشكل لم يكن يتوقعه ولم ينتظره تحولت حياته رأسا على عقب، بعد 7 أكتوبر الماضي، عندما قرر الاحتلال شن عدوانه الغاشم على قطاع غزة، لتتحول حياة هذا الصحفى وأسرته لكابوس وتتدهور صحته بشكل كبير وصل إلى حد فقدانه للذاكرة وتعرضه لتليف فى المخ.
هذا ليس حال الصحفى الفلسطيني عطوة محمد فقط، بل حال ما يقرب من 350 ألف فلسطينيا مصابون بأمراض مزمنة، بحسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، يعانون بشكل يومى في مستشفيات تحولت إلى مقابر وافتقدت أغلب المستلزمات الطبية فى ظل حصار من جانب الاحتلال لتلك المستشفيات واقتحام بعضها، واستهداف البعض الأخر، بجانب منع وصول المرضى إلى تلك المستشفيات لتزداد الأوجاع التي يعانون منها يوميا، بينما تعجز أسرهم عن تخفيف تلك الآلام بسبب عدم قدرتهم على الوصول للمستشفيات والمراكز الصحية.
الصحفى محمد عطوة
350000 مريض مزمن معرضون للخطر بسبب عدم إدخال الأدوية
ووفقا لأخر إحصائية صدرت من المكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة فى 19 مارس الجاري، فإن هناك 350000 مريض مزمن معرضون للخطر بسبب عدم إدخال الأدوية، و10 آلاف مريض بالسرطان يواجهون خطر الموت، بجانب 700,000 مصاب بالأمراض المعدية نتيجة النزوح، بالإضافة إلى 8,000 حالة عدوى التهابات الكبد الوبائى الفيروسى بسبب النزوح.
نتحدث عن إحدى قصص معاناة أصحاب الأمراض المزمنة في غزة، وهو الصحفى عطوة محمد، والذي تواصلنا مع نجله محمد عطوة رستم وحكى لنا قصة معاناة والده، قائلا إن عطوة محمد كان يغسل كلي 3 مرات في الأسبوع قبل بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع، بينما أصبح الآن يغسل يوما واحدا فقط في الأسبوع وهو ما كان له تداعيات خطيرة على حياته.
الصحفى عطوة محمد يعانى من تليف في المخ بسبب عدم قدرته على غسل الكلى
"ساعتان فقط غير كافيان فقبل العدوان كان يغسل 4 ساعات"، هكذا يصف محمد عطوة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من غزة، حال والده عندما يغسل الكلى مرة واحدة أسبوعيا فى إحدى مستشفيات غزة خاصة مع نقص الإمكانيات والمستلزمات الطبية فى القطاع، حيث يكشف كيف أثر ذلك على صحة والده قائلا :" بعد مدة قليلة أصبح عطوة غير قادر على السير على أقدامه، وأصبحت السموم عالية داخل جسمه ولا يستطيع التبول".
ويتابع نجل الصحفى الفلسطينى :" أصبح والدى أيضا يعانى من فقدان فى الذاكرة ولا يعرف من حوله، حتى لا يعرف أولاده، كما أصبح غير قادر على النطق أو النظر ويعانى من ضعف فى عضله القلب، مما يتسبب فى تأخر حالته الصحية وارتفاع نسبه السموم فى جسمه مما أدى إلى تلف فى المخ وفقدان فى الذاكرة".
ويقول محمد عطوة متحدثا عن خطورة الحالة الصحية لأبيه :"الوالد بحاجه لتحويلة طارئة، فهذا هو حاله منذ فترة وكل يوم صحته تصبح أسوأ ولا ينام من أسبوع، ونسعى بتحويله للخارج بأسرع وقت لأن استمرار الأمر كما هو عليه سيكون له تداعيات أخطر على الوالد فى ظل ضعف إمكانيات المستشفيات".
** القانون الدولى ينص على تزويد دولة الاحتلال للسكان بالمؤن الغذائية والإمدادات الطبية
وفقا لاتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب والصادرة في 12 أغسطس 1949، تنص المــادة الـ55، إنه من واجب دولة الاحتلال أن تعمل، بأقصى ما تسمح به وسائلها، على تزويد السكان بالمؤن الغذائية والإمدادات الطبية، ومن واجبها على الأخص أن تستورد ما يلزم من الأغذية والمهمات الطبية وغيرها إذا كانت موارد الأراضي المحتلة غير كافية، كما لا يجوز لدولة الاحتلال أن تستولي على أغذية أو إمدادات أو مهمات طبية مما هو موجود في الأراضي المحتلة إلا لحاجة قوات الاحتلال وأفراد الإدارة، وعليها أن تراعي احتياجات السكان المدنيين. ومع مراعاة أحكام الاتفاقيات الدولية الأخرى، تتخذ دولة الاحتلال الإجراءات التي تكفل سداد قيمة عادلة عن كل ما تستولي عليه.
كما تنص المــادة الـ56 من ذات القانون أنه من واجب دولة الاحتلال أن تعمل، بأقصى ما تسمح به وسائلها، وبمعاونة السلطات الوطنية والمحلية، على صيانة المنشآت والخدمات الطبية والمستشفيات وكذلك الصحة العامة والشروط الصحية في الأراضي المحتلة، وذلك بوجه خاص عن طريق اعتماد وتطبيق التدابير الوقائية اللازمة لمكافحة انتشار الأمراض المعدية والأوبئة. ويسمح لجميع أفراد الخدمات الطبية بكل فئاتهم بأداء مهامهم، إذا أنشئت مستشفيات جديدة في الأراضي المحتلة حيث لم تعد الأجهزة المختصة للدولة المحتلة تؤدي وظيفتها، وجب على سلطات الاحتلال أن تعترف بهذه المستشفيات عند الاقتضاء على النحو الوارد في المادة 18، وفي الظروف المشابهة، تعترف سلطات الاحتلال كذلك بموظفي المستشفيات ومركبات النقل بموجب أحكام المادتين 20 و21، ولدى اعتماد وتطبيق تدابير الصحة والشروط الصحية، تراعي دولة الاحتلال الاعتبارات المعنوية والأدبية لسكان الأراضي المحتلة.
فيما تنص المــادة الـ57 من القانون، أنه لا يجوز لدولة الاح تلال أن تستولي على المستشفيات المدنية إلا بصفة مؤقتة وفي حالات الضرورة العاجلة للعناية بالجرحى والمرضى والعسكريين، وشريطة أن تتخذ التدابير المناسبة وفي الوقت الملائم لرعاية وعلاج الأشخاص الذين يعالجون فيها وتدبير احتياجات السكان المدنيين، و لا يجوز الاستيلاء على مهمات ومخازن المستشفيات المدنية مادامت ضرورية لاحتياجات السكان المدنيين.
70 % من مرضى الفشل الكلوي يتعرضون لمخاطر صحية
عدد مرضى الفشل الكلوى في قطاع غزة ليس دقيقا، خاصة مع صعوبة حصر أعداد المصابين بهذا المرض بعد بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فوفقا لتقديرات رسمية كان عدد المصابين بالفشل الكلوى 1200 مريض، وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، تقدم خدمة الغسيل الكلوى في 6 مراكز موزعة على محافظات قطاع غزة بواقع 13 ألف جلسة غسيل شهريا، في وقت كانت مخازنها شبه فارغة من فلاتر غسيل الكلى والكانيولات وأنابيب نقل الدم وبقية المستلزمات، والمتوفر على وشك النفاد، حيث تؤكد وزارة الصحة أن 70 % من مرضى الفشل الكلوي يتعرضون لمخاطر صحية تهدد حياتهم نتيجة استمرار القصف والنزوح، وصعوبة الوصول إلى خدمات غسيل الكلى، وتقييد إسرائيل حجم ونوعية ومسار المساعدات الطبية.
لؤى الغول، مدير نقابة الصحفيين في قطاع غزة يؤكد أن هناك عدد كبير من الصحفيين يعانون في قطاع غزة بسبب أنهم من أصحاب الأمراض المزمنة، ولا يتلقون العلاج اللازم في القطاع نتيجة نقص المستلزمات الطبية والأدوية الخاصة بحالاتهم الصحية نتيجة الحصار الإسرائيل ي للقطاع واستهداف العديد من المستشفيات بجانب خروج عدد كبير من تلك المستشفيات عن الخدمة.
صحفيون يعانون من أمراض مزمنة ولا يستطيعون العلاج بسبب خروج المستشفيات عن الخدمة
ويضيف مدير نقابة الصحفيين في قطاع غزة في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن حالة الصحفى عطوة محمد رستم هي أحد عشرات بل مئات الحالات من الصحفيين الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكر والضغط والفشل الكلوى وأمراض القلب، ولا يجدون علاجا أو يستطيعون الذهب إلى المستشفيات نتيجة حصار قوات الاحتلال لعشرات المستشفيات والمراكز الطبية.
ويوضح لؤى الغول، أن هناك انتشار كبير للأمراض بين سكان قطاع غزة، بجانب تزايد أعداد المصابين بالأمراض المزمنة، حيث إن هناك انتشار كبير لأمراض مثل التهاب الكبد الوبائي والذبحة الصدرية والجدري والأمراض النفسية والعصبية والأسهل والمغص الكلوي ونزلت البرد وفقر الدم.
ويشير مدير نقابة الصحفيين في قطاع غزة إلى أن مستشفيات قطاع غزة لم تعد قادرة على استيعاب هذا العدد الضخم من أصحاب الأمراض المزمنة، أو السيطرة على انتشار الأمراض خاصة أن هناك مستشفيات لا يوجد بها أدوية أو علاج، ونقص كبير في الأجهزة الطبية لإجراء العمليات والأشعة والتحاليل.
1000 إلى 1500 مريضا بالفشل الكلوى تتفاقم حالتهم الصحية
فى تقرير صادر عن المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان فى 14 مارس، يؤكد فيه أن 1000 من أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة فى قطاع غزة، ومنهم مرضى الفشل الكلوي، يواجهون حكمًا بالموت البطيء فى خضم جريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين فى القطاع المستمرة، مشيرا إلى أن ما بين 1000 - 1500 مريض بالفشل الكلوى تتفاقم حالتهم الصحية بشكل حاد بفعل نقص الخدمات الطبية والعلاجية والأدوية فى أنحاء قطاع غزة، وأزمات تلقى العلاج مع انهيار المنظومة الصحية والضغط الهائل على المستشفيات وتعطل عمل غالبيتها، بفعل التدمير والحصار وانقطاع الكهرباء والوقود والمياه النظيفة، ما أدى إلى وقف تقديم خدمات الغسيل الكلوى الدورية للمرضى.
ويوضح المرصد الأورومتوسطي أن المستشفيات في جميع أنحاء قطاع غزة لا تزال تواجه نقصًا حادًّا في الوقود، والمعدات الجراحية، والأدوية، بما في ذلك أدوية التخدير، ونقص الغذاء، والعاملين الصحيين، خاصة في شمال غزة، حيث لا تعمل سوى 6 مستشفيات بشكل جزئي، وهو ما ينعكس على صحة وسلامة مرضى الفشل الكلوي، موثقا قرابة 60 حالة لمرضى الفشل الكلوي ممن باتوا معرضين لخطر الوفاة في أي لحظة، بعد وفاة 20 حالة على الأقل، بسبب عدم تمكنهم من تلقي العلاج وفي الوقت المطلوب، وذلك بفعل الهجمات العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت المنظومة الصحية على نحو منهجي وواسع النطاق، مما أخرج معظمها عن العمل. وسجلت أعداد جديدة من المرضى خلال الأشهر الخمسة الماضية، لكنها لم تضم إلى قاعدة البيانات حسب النظام الصحي للحصول على المتابعة العلاجية الضرورية، وذلك بسبب انهيار الهياكل الإدارية والحكومية في قطاع غزة.
ويؤكد أن الوفيات لم تقتصر على المسنين، بل شملت من هم دون العشرين عامًا، حيث توفي بعضهم على أجهزة الغسيل، بسبب غياب الماء والكهرباء وانعدام الإمكانات الطبية اللازمة لحالاتهم، فيما أدت صعوبة الوضع الأمني وحصار المرضى في منازلهم لأيام طويلة خلال العمليات العسكرية البرية للجيش الإسرائيلي إلى الازدياد في عدد الوفيات بين مرضى الفشل الكلوي ودون تمكنهم من الوصول إلى المستشفيات، مشيرا إلى تعطل مضخات خاصة بمحطة تحلية المياه التابعة لقسم غسيل الكلى في مستشفى الشفاء الرئيسي في غزة، وخروجه عن الخدمة نتيجة للغياب الكامل للكهرباء، ما أثر على أجهزة الغسيل التي تعطل بعضها على الرغم من قلة عددها، وباتت لا تفي باحتياجات المرضى نظرا لارتفاع أعدادهم، مما اضطرهم لاحقًا للغسيل على نظام الفترات بحسب الوقت المتاح في المستشفى، وليس بحسب الاحتياج وحالاتهم المرضية.
ويوضح المرصد الأورومتوسطي أن عمليات غسيل الكلى في مستشفى الشفاء الطبي تقلصت لمرتين بدلًا من ثلاث مرات بسبب عدم توفر المياه العذبة اللازمة لعملية الغسيل الكلوي والوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء الاحتياطية، في وقت يقدر عدد مرضى الفشل الكلوي الموجودين في المستشفى حاليًا بنحو 40 مريضًا يعالجون بمعدل جلستين في الأسبوع بواقع أربع ساعات للجلسة. وكان المستشفى المذكور يستقبل 450 مريضًا قبل بدء الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة، لافتا إلى أن تفاقم معاناة مرضى الفشل الكلوي مرتبط كذلك بسوء التغذية، نظرًا للمجاعة الحاصلة، لا سيما في مدينة غزة وشمالها، فغالبية السكان يعتمدون على البقوليات والمياه الملوثة، مما يؤدي إلى ارتفاع وظائف الكلى وتراكم السموم، ما ينعكس سلبا على صحة المريض.
هناك أيضا مرضى السكر والضغط والسرطان وغيرها من الأمراض المزمنة التى تزداد معاناتهم بشكل يومى مع استمرار هذا العدوان، ففى أخر تقرير صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية فى 18 مارس الجارى، وحصل "اليوم السابع"، على نسخة منه، أكد أن 12 مستشفى فقط تعمل جزئيا في قطاع غزة بما في ذلك ستة في شمال غزة وستة في الجنوب، بالإضافة إلى 3 مستشفيات ميدانية تعمل جزئيا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، اعتبارا من 18 فبراير.
وذكرت الوزارة أن هناك سبعة فقط من مراكزها الصحية البالغ عددها 23 مركزا تعمل الآن، مشيرة إلى أن هناك نقص في الأدوية والإمدادات الطبية مثل التخدير والمضادات الحيوية والسوائل الوريدية وأدوية الألم والأنسولين والدم ومنتجات الدم وتشهد المستشفيات تراجعا في وظائف المعدات الطبية المعتمدة على الكهرباء مثل أجهزة المراقبة وأجهزة التنفس الصناعى والحاضنات وأجهزة الأشعة السينية والأشعة المقطعية وأجهزة التحليل المعملية وأجهزة التخدير.
تقرير خاص بوزارة الصحة الفلسطينية
تقرير لوزارة الصحة الفلسطينية
225000 مصاب بارتفاع ضغط الدم و45 ألف مصاب بأمراض القلب والأوعية الدموية
ويكشف أعداد المصابين بأمراض مزمنة، مؤكدا أن هناك 225000 شخص مصاب بارتفاع ضغط الدم و45 ألف مريض مصاب بأمراض القلب والأوعية الدموية و71 ألف مريض مصاب بالسكر، ويتم تشخيص أكثر من 2000 شخص بالسرطان كل عام بينهم 122 طفلا، وهناك نقص كبير فى الأدوية الأساسية وخدمات الرعاية الصحية بالإضافة إلى صعوبة الوصول إليها.
تحدثنا مع الدكتور عائد ياغى مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية فى غزة، والذى كشف معاناة أصحاب الأمراض المزمنة، مؤكدا أنه مع استمرار العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن ، نحن نتحدث عن معاناة شديدة للمرضى الفلسطينيين، حيث إن الكل يكون منتبه وحريصا على تقديم الخدمات الطبية للجرحى الفلسطينيين وهذا صحيح وضرورى ولكن يجب عدم إهمال وتجاهل حاجة المرضى الآخرين وخاصة المرضى ذوى الأمراض المزمنة لتلقى العلاج والخدمة الطبية.
عائد ياغي
71,000 مريض سكر من بينهم أكثر من 1300 طفل يعاني من النوع الأول لمرض السكر
ويقول مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية فى غزة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع :" نحن نتحدث عن مئات آلاف المرضى المزمنين فى قطاع غزة هم بحاجة لمتابعة وتلقى العلاج اللازم، حيث يوجد قطاع غزة أكثر من 71,000 مريض سكر من بينهم أكثر من 1300 طفل يعانى من النوع الأول لمرض السكر، وهناك حوالى 220 ألف مريض يعانى من أمراض الضغط وأمراض الأوعية دموية وغيرها من الأمراض، وهؤلاء المرضى بحاجة إلى متابعة دورية شهرية وعمل الفحوصات الطبية اللازمة والحصول على علاجهم بشكل دوري.
يتحدث عائد باجى عن مرض الفشل الكلوى الذين يحتاجون بشكل مستمر لغسيل كلوى قائلا: "يجب أن لا ننسى معاناة أكثر من 1100 مريض من مرضى الفشل الكلوى وهم بحاجة لعمل جلسات غسيل كلوى ثلاث مرات أسبوعيا من بين هؤلاء حوالى 30 طفلا، وللأسف الشديد و مع خروج غالبية المستشفيات عن الخدمة فى قطاع غزة اضطررت الطواقم الطبية إلى تقليص عدد جلسات الغسيل الكلوى من 3 جلسات أسبوعيا إلى جلستين وتقليص مدة الجلسة من أربع ساعات إلى ساعتين حتى تتمكن الطواقم الطبية من خدمة أكبر عدد ممكن من المرضى ولكن بالطبع هذا يؤثر على صحتهم، وسجلنا فى جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية وفاة 10 حالات من مرضى الفشل الكلوى".
ويتابع مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في غزة: "مع استمرار العدوان استمر المعاناة اليومية لهؤلاء المرضى مع النقص الحاد في الأدوية وخروج العديد من المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة وعدم القدرة على إجراء فحوصات مخبرية، وهذا كله يمكن أن يرفع أرقام المرضى أكثر من ذلك وخاصة مع ازدياد تدهور الأوضاع النفسية لغالبية سكان قطاع غزة".
صحفي فلسطيني: أصحاب الأمراض المزمنة لا يستطيعون إجراء الفحوصات اللازمة منذ شهرين
فى ذات السياق، يؤكد الصحفى الفلسطينى المقيم فى شمال قطاع غزة، عماد زقوت، أن هناك معاناة شديدة لأصحاب الأمراض المزمنة فى قطاع غزة خاصة فى مدينة غزة وشمال قطاع غزة من أصحاب السكرى والفشل الكلوى وغيره ويحتاجون إلى بروتوكولات دواء وعلاج وهذه البروتوكولات غير متوافرة فى القطاع وهذا يحدث إشكاليات علاجية لهؤلاء المرضى.
ويضيف عماد زقوت فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من القطاع، أنه توجد مشكلات دائمة ومستمرة لأصحاب الأمراض المزمنة على رأسها أن كل مريض يحتاج إلى 5 أو 6 أنواع من العلاجات ونتيجة عدم وجود علاج متوافر فى شمال قطاع غزة يؤدى ذلك لتدهور شديد فى صحة هؤلاء المرضى ويحتاجون لفحوصات دائمة ومستمرة لكن مع تدمير المستشفيات والمختبرات أصبحت الفحوصات غير موجودة ولا يستطيع المرضى الحصول عليها وهذا يؤدى لتدهور صحتهم.
"هناك عدد من المرضى بالفشل الكلوى لا يستطيعون إجراء فحوصات منذ شهرين خاصة الفحوصات المهمة والخاصة بسبب تدمير هذه المختبرات والمراكز الطبية"، هكذا يصف الصحفى الفلسطيني حال مرضى الفشل الكلوى في القطاع الذين لا يستطيعون غسل الكلى بسبب استهداف الاحتلال للمستشفيات، موضحا أن سوء التغذية يؤدى لدهور صحة هؤلاء المرضى لأنهم يحتاجون لتغذية خاصة ومتابعة دائمة في هذا الأمر وهذا يؤدى لضعف الدم وبالتالي تدهور في صحة هؤلاء المرضى لأن عدم وجود مناعة لأصحاب الفشل الكلوى يزيد من معاناتهم والمناعة تكون ضعيفة جدا ومع انتشار الأمراض والأوبئة تتدهور صحة هؤلاء المرضى.
ويتابع عماد زقوت :"حال إصابة هؤلاء المرضى في قصف إسرائيلي تكون معاناتهم مضاعفة للغاية غير المواطنين الأخرين بسبب عدم وجود مناعة والوضع الصحي لهؤلاء المرضى، وعدم استطاعتهم الحصول على تحويلات طبية للعلاج في الخارج وهو ما يؤدى لتدهور دائم لصحة هؤلاء المرضى".
نفاد غاز النيتروز فى غرف العمليات ونقص حاد فى الغازات الطبية الأخرى
في 16 يناير الماضي، خرج الدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، ليعلن عن نفاد غاز النيتروز في غرف العمليات ونقص حاد في الغازات الطبية الأخرى، محذرا من مضاعفات صحية خطيرة يتعرض لها المرضى المزمنين، خاصة أن 350 الف مريض مزمن بلا دواء في قطاع غزة، مطالبا المؤسسات الدولية بتوفير ادوية المرضى المزمنين بشكل عاجل.
رؤساء بلديات غزة: لا نجد علاجا لأصحاب الأمراض المزمنة
حاولنا الوقوف على حجم معاناة أصحاب الأمراض المزمنة على الأرض من خلال الحديث مع عدد من رؤساء البلديات فى غزة الذين يرصدون الأوضاع عن قرب فى مدنهم وأحيائهم، حيث أكد المهندس علاء العطار، رئيس بلدية بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، أن أصحاب الأمراض المزمنة يعانون بشكل كبير والأخص أصحاب الفشل الكلوى الذين كانوا يقومون بغسل الكلى مرتين أو ثلاثة كل أسبوع، ولكن بعد تدمير الاحتلال للمرافق الصحية هناك صعوبة شديدة فى غسيل الكلى فى المراكز الصحية وهو ما يزيد من معاناة أصحاب الأمراض المزمنة.
ويضيف رئيس بلدية بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، أن أصحاب الأمراض السكرى يعانون من نقص الغذاء مما يزيد من تداعيات خطورة هذا المرض عليهم، وهى نفس معاناة أصحاب مرضى الضغط الذين يواجهون نقص شديد فى الأدوية وعدم توافرها، بجانب عدم توافر الغذاء المناسب لهم.
"أصحاب أمراض الكلى من كان يغسل مرتين أو ثلاثة فى الأسبوع أصبح يغسل مرة واحدة كل 50 أو 60 يوما، ويرى الموت فى اليوم عشرات المرات ووضعهم مأساوى جدا"، هكذا يصف المهندس علاء العطار حال أصحاب مرضى الفشل الكلوى، موضحا أن أصحاب الأمراض التنفسية الذين يحتاجون لأكسجين بشكل دائم داخل منازلهم يعانون بشكل كبير فى ظل انقطاع الكهرباء وشح السولار وعدم قدرة محطات الأكسجين على إنتاج الأكسجين مما يجعلهم يصارعون الموت.
نفس الأمر يؤكده الدكتور أحمد الصوفى، رئيس بلدية رفح، الذى يوضح فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكرى وأمراض القلب وامراض الكلى منتشرة منذ فترة ولكن المشكلة الكبيرة فى عدم توفر الأدوية الخاصة بهذه الأمراض والتى يتناولها المريض يوميا، موضحا أن أصحاب الأمراض المعدية زاد عددهم بشكل كبير فى مدينة رفح نتيجة تزايد أعداد النازحين بشكل كبير، خاصة مرض الكبد الوبائى نوع A وكذلك الأمراض التنفسية والجلدية.
الدكتور أحمد الصوفى رئيس بلدية رفح الفلسطينية
توثيق حالات وفاة خاصة بين كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بشكل يومي
في 14 مارس الجاري، أكد رئيس المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، خلال تصريحات إعلامية بأنه يتم توثيق حالات وفاة خاصة بين كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بشكل يومي في قطاع غزة بسبب عدم توفر الأدوية التي اعتادوا أن يحصلوا عليها، معلنا توثيق وفيات في المنازل نظرا لعلم المرضى أن التوجه للمستشفيات لا فائدة منه، إلى جانب وفيات داخل المستشفيات جراء انعدام الخدمات العلاجية والطبية، وأنه بعد خروج المشافي في شمال القطاع عن الخدمة عقب تدميرها، لا يعمل منها سوى القليل وبشكل جزئي في ظل افتقار الحد الأدنى لمقومات تقديم الخدمات الطبية سواء أدوات طبية أو أدوية أو أدوات مخبرية، مؤكدا أن هناك عدد كبير من الوفيات التي لم يتم رصدها.
حالة أخرى من حالات المصابين بالأمراض المزمنة في قطاع خاصة، تكشف عنها السيدة الفلسطينية "أسماء عبد الرحمن"، حيث إن زوجها "ممدوح عبد الفتاح " مصاب بالسكر وقلب مفتوح، وتكشف حجم معاناتها بشكل يومي من أجل علاج زوجها ، حيث تتحدث في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من القطاع قائلة :"هناك معاناة كبيرة لأصحاب الأمراض المزمنة في ظل الحرب المستمرة على القطاع، فزوجي مريض سكر وضغط وقلب مفتوح، ونعاني في ظل العدوان من عدم توافر الأدوية اللازمة".
ممدوح عبد الفتاح.. مواطن فلسطينى مصاب بالسكر والقلب المفتوح ولا يحصل على العلاج
"لا يوجد مراكز صحية تعمل فى الحرب والمستشفيات صعب التعامل معها بسبب كثرة الجرحى، والأصحاء يعانون فى غزة فما بالك بالمرضي"، هنا تتحدث أسماء عبد الرحمن، عن الوضع الصحى المتدهور فى قطاع غزة والذى لا يمكن المستشفيات من علاج أصحاب الأمراض المزمنة".
أسماء عبد الرحمن
اتحدث عن أى معاناة، زوجة تترقب انتهاء اليوم بسلام خوفا من غيبوبة سكر لزوجها قبل انتهاء اليوم، أم البرد الذى يجعل الصدر المفتوح بعملية القلب يتألم بعد النزوح بخيمة بعد قصف البيت والذنب أن البيت يوجد به مخبز "، هنا تكشف السيدة الفلسطينية حجم معاناتها وزوجها بشكل يومى مع تزايد التداعيات الصحية على زوجها بسبب عدم حصوله على العلاج اللازم، متابعة: "اتحدث عن تشنجات القدمين وتلف الأعصاب، وكذلك عن الحالة النفسية التى تركها قصف البيت لزوجى عند سماع الطائرات والقصف بعد قصف البيت وفقدان الأهل".
وتتابع: "زوجى مريض قلب مفتوح يعانى من جهد ضعيف وحركة بطيئة ونفسية متدمرة بالعربى فى هذا الوضع أقوم بجميع الأدوار فى البيت، الأحمال الثقيلة ممنوعة التعرض لدخان ممنوع وغيرها الكثير الحمد لله، وللأسف مهما أتحدث لن أصف المعاناة التى أعيشها أنا وزوجي، وقلبى يحمل من الألم مالا يوصف، وأنا اتحدث عن معاناتى الخاصة فى بيتى مع الأمراض المزمنة، وأنا مريضة ضغط أسأل الله العوض والصبر الجميل والتسليم بالقدر، فبيوت غزة تشتكى الكثير فرج الله كروبنا".
وتحكى السيدة الفلسطينية أسماء عبد الرحمن عن ظروفهم الصعبة في غزة قائلة :"أنا عمري 40 عاما وزوجي 41 عاما، ومتزوجان منذ 15 عاما، ولم يمن الله علينا بالذرية الصالحة، وسعينا قدر المستطاع لكن الضيق المالي وقف حاجز ، وأقر لنا الأطباء عمل أطفال أنابيب رغم أن العقم مجهول لم يستطيع الأطباء معرفة المشكلة، ونصحني الجميع بالسفر للخارج لكن الوضع المالى لا يسمح، والعمر مر ونحن راضين بقدر الله ومستسلمين له ".
وتقول :"أعيش ببيت أنا وزوجي وشقيقتى وزوجها ولديهم أربع أولاد يساعدوني أنا وزوجي ويقضون حوائجنا إلى أن جاءت الحرب وقصف البيت واستشهدت زوجتى وزوجها وأولادهما أي العائلة بأكملها وعدد من عائلة زوجي، وأصيب زوجي إصابة متوسطة، منذ يومها فقدنا طعم الحياة وأصبحنا نعيل أنفسنا بأنفسنا، وأصبحنا ثنائي يعارك دنيا بائسة بلا مأوي وبلا مساعد لكن لله الأمر من قبل ومن بعد".
هذه قصة أخرى مؤلمة عن تلك الأسرة التي يعانى رب البيت فيها من أمراض مزمنة، ومع خروج العديد من المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة أصبح من الصعب حصوله على العلاج اللازم مما يزيد من خطورة حالته الصحية، وبالتأكيد هي قصة أسرة من بين 350 ألف أسرة يعانى أفرادها من أمراض مزمنة ولا يحصلون على العلاج اللازم.
اعترافات أطباء إسرائيليون حول تفشى الأمراض بغزة وتحول الأزمة الصحية إلى تهديد استراتيجي للاحتلال
اعتراف خطير خرج من أطباء إسرائيليون يكشفون حجم معاناة الفلسطينيين من أصحاب الأمراض المزمنة، وهو ما نشرته بوابة اللاجئين الفلسطينيين في 12 مارس، بعدما حذر أطباء "إسرائيليون" في تقرير نشرته قناة " كان" العبرية، من تحول الأزمة الصحية في غزة، إلى تهديد استراتيجي للاحتلال، بعد تفشي الأمراض، وخصوصاً الالتهاب الرئوي والكبد الوبائي المصنفين كأوبئة خطيرة جدا، حيث كشف تقرير الأطباء الإسرائيليين أن حالات الالتهاب الرئوي في غزة، تصيب 312 ألف فلسطيني في القطاع، بسبب الحصار وتدمير البنية التحتية الصحية والمستشفيات، وتدمير محطات المياه الصالحة للشرب ومحطات الطاقة والصرف الصحي وسواها، بجانب مرض التهاب الكبد الذي انتشر بشكل واسع، بالإضافة إلى تسجيل 220 ألف حالة يعانون من التهاب معوي وإسهال أكثر من نصفهم من الأطفال تحت سن 5 سنوات.
مدير مستشفى الأوروبى فى غزة: معاناة أصحاب الأمراض المزمنة شديدة بسبب نقص الأسرة والمستلزمات الطبية
الدكتور يوسف العقاد، مدير مستشفى الأوروبى فى غزة، يؤكد بدوره أن أصحاب الأمراض المزمنة فى قطاع غزة يعانون بشكل كبير، ومعاناتهم شديدة بسبب نقص الأسرة فى المستشفيات ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية، مؤكدا فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الأدوية والمستلزمات الطبية فى أدنى أحوالها ، حيث لا يصل إلى قطاع غزة من المستلزمات الطبية إلا القليل.
الدكتور يوسف العقاد
ويوضح مدير مستشفى الأوروبى في غزة، أن المستشفيات في قطاع غزة تعانى من نقص حاد في عدد الأسرة وعدد الفرشات، وهناك نقص حاد في عدد الأماكن التي يمكن وضع المريض فيها وقد نضطر إلى وضع المرضى على الأرض بلا فراش أو غطاء أو أي شيء، وهذا يعرض المرضى إلى الإعياء الشديد والموت الحقيقي خاصة أصحاب الأمراض المزمنة، في ظل إخراج معظم مستشفيات وزارة الصحة في قطاع غزة عن الخدمة من خلال الحصار والاستهداف المباشر وبتجفيف الموارد ومنع وصول الأدوية والمستهلكات والمستلزمات الطبية إلى المستشفيات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة