قالت صحيفة واشنطن بوست، إن الولايات المتحدة وإسرائيل لديهما مشكلة مصداقية كبرى، فى ظل استمرار دفاع واشنطن عن الدولة العبرية على الساحة الدولية برغم تزايد انتقاداتها للحكومة الإسرائيلية.
وتحدثت الصحيفة عن تحذير مسئول أمريكى بارز لنظرائه الإسرائيليين فى وقت سابق هذا الشهر من ضرر فى السمعة نتيجة للحرب الدائرة على غزة. وأشارت الصحيفة إلى أن المذكرة الداخلية التي ورد بها هذا التحذير الذى شمل مساعد وزير الخارجية الأمريكى بيل راسو، تقدم توضيحا آخر لحجم الخلاف بين إدارة بايدن وإسرائيل، والذى يعود سببه إلى حد كبير إلى الفزع الأمريكى المتنامى من ارتفاع عدد الشهداء فى الحرب ودور إسرائيل فى جعلها أسوأ حتى فى الوقت الذى تحمى فيه الولايات المتحدة إسرائيل فى المنتديات الدولية وتساعدها على إعادة شحن ماكينتها الحربية.
ووفقا للإذاعة الوطنية الأمريكية التي نشرت تفاصيل هذا التحذير، فإن راسو قال فى 13 مارس إن إسرائيل والولايات المتحدة، حليفتها و ضامنة أمنها، تواجهان مشكلة مصداقية كبرى بسبب الحرب وارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين الذى تجاوز الآن 32 ألف، والمجاعة التي تسببت فيها إسرائيل فى القطاع، وتنامى الإحباط العالمى من إصرار إسرائيل على إطالة أمد الحرب.
وجاء فى المذكرة، إن الإسرائيليين يغفلون على ما يبدو حقيقة أنهم يواجهون ضررا كبيرا، وربما يكون الأكبر منذ عقود، لسمعتهم ليس فقط فى المنطقة لكن فى أماكن أخرى فى العالم. ونشعر بالقلق من أن الإسرائيليين يرتكبون خطأ استراتيجيا كبيرا فى منع تضرر سمعتهم.
وتتابع الصحيفة قائلة إن المسئولين الأمريكيين يجدون أنفسهم فى مأزق غير مريح. فهم يدافعون عن إسرائيل على الساحة العالمية فى ظل عزلتها المتزايدة ومع وجود حكومة تفتقر للشعبية، فى الوقت الذى تحاول فيه خلف الأبواب المغلقة إقناع نتنياهو بأن يسلك طريقا مختلفا بعد ما يقرب من ستة أشهر على هجوم السابع من أكتوبر.. وكانت نتنياهو قد رفض مؤخرا طلبات من وزير الخارجية اأامريكى انتونى بلينكن إعادة النظر فى الهجوم العسكرى الوشيك على رفح.
وأصبح التناقض فى الموقف الأمريكي غير مقبول، بحسب الصحيفة، وأدى إلى انقسامات أكثر وضوحا داخل إدارة بايدن. وكان أحد مستشارى البيت الأبيض قد قال إن الموقف الإنسانى لا يطاق بالمعنى الحرفى للكلمة، وهو آفة لضمير الإنسانية، هذا الشئ لا يمكن أن يحدث فى العصر الحدث. وأضاف أن الوضع الإنسانى هو الذى دفعهم إلى تجاوز الخط والدخول فى مواجهة مفتوحة مع الإسرائيليين.
وفى واشنطن، حاول 17 من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين تكثيف الضغط على إسرائيل، ودعوا إدارة بايدن إلى رفض مزاعم تل أبيب بانها لا تنتهم القانون الدلة بتقييد المساعدات الإنسانية.
وكانت منظمتى أوكسفام وهيومان رايتس ووتش الحقوقيتين قد أصدرتا تقريرا مشتركا الأسبوع الماضى يوثق التعديات الإسرائيلية فى تعطيل تدفق المساعدات الإنسانية على غزة. ودعت المنظمتان إدارة بايدن إلى الالتزام بالقانون الدولى وتعليق تزويد إسرائيل بالأسلحة، على أساس أن التأكيدات الإسرائيلية بعدم انتهاك القانون الدولى لا يمكن أن تؤخذ على محمل الجد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة