"أنا صاحب مفتاح الجنة" هكذا كان يدعى حسن الصباح بين أتباعه من طائفة الحشاشين، وهكذا كان يجذب إليه الكثير من المريدين الذين أوهمهم بدخول الجنة ونيل رضاء الإمام فى إشارة إلى الإمام على رضى الله عنه، وهى كذلك الكلمة المفتاحية التى وضعها السيناريست عبد الرحيم كمال حين وضع معالجته الدرامية لقصة طائفة الحشاشين ومؤسسها حسن الصباح.
لكن في الواقع لم يكن حسن الصباح الوحيد الذي ادعى امتلاكه مفاتيح دخول الجنة، وإن لم يذكر أن ادعى غيره صراحةً امتلاكه مفتاح الجنة، لكن الكثير أوحى بذلك وادعى أنه وحده الذى يملك صكوك دخول الناس الجنة دون غيره، بالتأكيد لا أحد يملك مفتاح للجنة، والأكثر تأكيدا أن النعيم السماوي لا يباع ولا يشترى ولا يملك أحداث حتى الأنبياء أنفسهم أن يُدخل أحد الجنة، وذلك بيقين القرآن نفسه وباقي الرسائل السماوية.. وفي السطور التالية نرصد قصصا لأشهر من ادعوا امتلاك صكوك دخول الجنة بعيدا عن حسن الصباح مؤسس طائفة الحشاشين.
البابا أوربانوس
العديد من رجال الدين من مختلف الأديان السماوية وغيرها ادعوا صكوك الجنة، بل إن بعضهم باع تلك الصكوك أيضا ليضمن للناس دخول الجنة مبكرا دون حساب، وكان من أبرز هؤلاء البابا أوربانوس الثانى الذى دعا إلى حملة صليبية إلى الشرق للاستيلاء على بيت المقدس (القدس) يتبنى بشكل خاص أفكارًا عن غزو الشرق، والسيطرة على بيت المقدس، والاستيلاء على الخيرات، لذا راح يدعو للغزو، مستعينًا بكارثة أطلق عليها "صكوك الغفران"، ادعى أنه يملك مفاتيح الجنة، ويملك القدرة على منح الغفران، وأنه سيهب ذلك لكل من يحمل سيفًا ليقتل فى أهل الشرق.
جيش من الفقراء والعبيد والفرسان المعدمين انطلقوا إلى القدس بمفردهم، بعدما كان العبيد قد ابتلوا بالجفاف والمجاعة والطاعون لسنوات قبل 1096، ويبدو أن بعضهم رأى فى الحملة الصليبية مهربًا من واقعهم المرير.
وفى المقابل، كان صدى دعوة البابا فوق كل التوقعات، ففى حين أن أوربانوس كان يتوقع بضعة آلاف من الفرسان انتهى به الأمر بهجرة جماعية قد تصل إلى 100 ألف معظم من فيهم من المقاتلين غير المتمرسين وبينهم نساء وأطفال.
طائفة معبد الشعوب الزراعية
واحدة من أغرب الطوائف أيضا التي ادعى مؤسسها امتلاك صك دخول الجنة لأتباعه فقط، كانت طائفة "CUIT" أو المعروفة بطائفة معبد الشعوب الزراعية، والتى راح ضحية أفكاره الغريبة نحو ألف شخص في توقيت واحد بعد إقناعهم بتناول السم من أجل الخلاص ونهاية العالم ومن ثم دخول الجنة، وأسس تلك الطائفة القس الأمريكى ذو الميول الشيوعية جيم جونز تحت اسم "CUIT" بمدينة إنديانابوليس عاصمة ولاية إنديانا الأمريكية، ذات معتقدات شاذة تؤمن بقرب نهاية العالم وحلول القيامة، تحت مسمى مشروع معبد الشعوب الزراعية، وهو مشروع تعاونى على النمط الاشتراكى.
واستطاع جونز فيما بعد بإقناع أتباعه بقرب نهاية الزمان وحلول القيامة، كما ذاع إليهم بأن حربا بالأسلحة النووية وشيكة الوقوع، وأمر ما يسمى بـ"الانتحار الثورى" للتخلص من شرور العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة