أبو عاصى لـ"أبواب القرآن": التعالى على العصاة من أكبر المعاصى

الثلاثاء، 26 مارس 2024 06:55 م
أبو عاصى لـ"أبواب القرآن": التعالى على العصاة من أكبر المعاصى الدكتور محمد سالم أبو عاصي
كتب الأمير نصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير وعميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن منهج التعالي على العصاة من أكبر المعاصي، متابعًا: "أنت هنا تقابل معصية بمعصية وقد تقابل معصية بمعصية أكبر".

 

وأضاف "أبو عاصي" خلال حواره لبرنامج "أبواب القرآن" المُذاع على قناة "الحياة": "فى القرآن الكريم هناك آية عجيبة قد لا يلتفت إليها الناس وهى "وذروا ظاهر الإثم وباطنه".


وتابع: "إحنا نظرتنا محصورة غالبًا في ظاهر الإثم يعنى واحد مثلًا يشرب الخمر فنحن ننظر إليه أنه يرتكب معصية وهذا ظاهر الإثم وأنت اللي بتلوم عليه وتشنع عليه قد يكون قلبك ممتلئ بالحقد بالضغينة بالحسد بالكبر بالتعالي فانت أيضا مرتكب لمعصية زيه، الفرق بينكم أن هو معصية ظاهرة وأنت معصيتك باطنة".


وقال أبو عاصي، إن علماء الشريعة يقولون إن معاصي القلوب أخطر بكثير من معاصي الجوارح، و"يعني المعصية اللي في القلب اللي هي العقب والكبر والضغائن والحسد والبغضاء والشحناء قد تكون أكبر وأخطر من المعاصي الأخرى، فهنا الإنسان يجب ألا يتعالى".


وتابع: "إذا كان الرب الذي خلق وبيده أن يعذب وبيده أن يرحم هو يتعامل مع العصاة بلغة الحب والحنان والعطف" مستشهدًا بقوله تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله".


واستكمل: "كلمة يا عبادي فيها حب وحنان فظن العصاة أن الله لا ينادي عليهم فطأطأوا رؤوسهم، ظنوا أن الله ينادي على المؤمنين ينادي على الاتقياء، لكن لما قال الذين أسرفوا علي أنفسهم رفع العصاة رؤوسهم وعلموا أن الله ينادي عليهم”.


وأردف: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب، والألف واللام فى الذنوب في اللغة للاستغراق يعني يغفر كل الذنوب جميعًا بأكدها يعنى هو لو لم يأتي بكلمة جميعًا لفهمنا أنه يغفر كل الذنوب، لأن الألف واللام للاستغراق، لكن هو أراد أن يطمئنك أكثر فقال يغفر الذنوب جميعا لأنه هو الغفور الرحيم".


وقال إن الله عز وجل إذا غفر للعبد لا يبقي للذنب عينًا ولا أثرًا، و"الناس تغفر لك الذنب عينًا لكنها تبقيه أثرًا، ممكن تذكرك به فيما بعد".
واستشهد "أبو عاصي" بقوله تعالى: "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين"، مشيرًا إلى أنه العبد بعد معفرة الله يصبح من المتقين.


وتابع: "واحد كان بيسرق وبعد خمس سنوات يقول لك هو عامل لنا فيها راجل صالح هو فاكر نفسه إيه مش كان حرامى، الله عز وجل يمحوه تمامًا فلا يغفر الذنب ويزيله عينًا وأثرًا إلا الله، الناس قد تزيل الذنب عينًا لكن لا تزيله أثرًا".


وأكد أن التعالي على العصاة معصية، مستشهدًا بحديث في صحيح مسلم: "تنازع عبدان عبد عاصي وعبد طائع فقال العاصي الذليل اسأل الله أن يغفر لي، وقال الطائع المغرور أنى يغفر الله لك يعني كيف يغفر الله لك وأنت الذي فعلت كذا وكذا وكذا، فأوحى الله إلى جبريل قل من ذا الذي يتألى علي في الارض ألا اغفر لفلان أشهدكم يا ملائكتي اني غفرت للعبد العاصي وعذبت الطائع المغرور، يعني أنت هنا تعاليت واستكبارك بالطاعة على أهل العصيان فأنت ترتكب معصية أكبر من معصية هؤلاء العصاة".


 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة