تحت عنوان "إسرائيل معزولة بعد مطالبة مجلس الأمن التابع بوقف فورى لإطلاق النار فى غزة"، ألقت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لصالح المطالبة بوقف فورى لإطلاق النار فى غزة للمرة الأولى منذ بدء الحرب فى غزة، وقالت أن تبنى القرار بعد أن امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت بدلا من استخدام حق "الفيتو"، دفع إسرائيل إلى عزلة شبه كاملة على المسرح العالمي.
واعتبرت الصحيفة أن نتيجة التصويت تمثل أقوى صدام علنى بين الرئيس الأمريكى جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو منذ بدء الحرب.
وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، وصوت جميع أعضاء المجلس الـ14 الآخرين لصالح قرار وقف إطلاق النار الذى قدمه مجلس الأمن، والذى قدمه أعضاء المجلس العشرة المنتخبون الذين أعربوا عن إحباطهم إزاء الجمود الذى دام أكثر من خمسة أشهر بين القوى الكبرى. واندلع التصفيق فى القاعة بعد التصويت.
وطالب النص بـ"وقف فورى لإطلاق النار خلال شهر رمضان يؤدى إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار". كما طالب بالإفراج عن الرهائن لكنه لم يجعل الهدنة مشروطة بإطلاق سراحهم، كما طالبت واشنطن فى السابق.
وزعم نتنياهو أن الولايات المتحدة "تخلت عن سياستها فى الأمم المتحدة" مع امتناعها عن التصويت يوم الاثنين، مما أعطى الأمل لحماس بالتوصل إلى هدنة دون تسليم الرهائن، وبالتالى "الإضرار بكل من المجهود الحربى والجهود المبذولة لإطلاق سراح الرهائن".
وألغى مكتب نتنياهو زيارة لاثنين من وزرائه إلى واشنطن، بهدف مناقشة الهجوم الإسرائيلى المخطط له على مدينة رفح فى أقصى جنوب قطاع غزة، والذى تعارضه الولايات المتحدة. وقال البيت الأبيض أنه يشعر "بخيبة أمل كبيرة" إزاء القرار. ومع ذلك، فإن الزيارة التى تم الترتيب لها مسبقًا لوزير الدفاع الإسرائيلى، يوآف جالانت، مضت قدمًا.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أكد خلال لقائه مع جالانت أن هناك بدائل للغزو البرى لرفح من شأنها أن تضمن بشكل أفضل أمن إسرائيل وتحمى المدنيين الفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربى أن تصويت الأمم المتحدة لا يمثل تحولا فى سياسة الولايات المتحدة، لكن القرار يشير إلى انفصال كبير بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية – ويمثل عرضا طال انتظاره للوحدة الدولية بشأن غزة بعد استشهاد أكثر من 32 ألف من سكان غزة وفقدان آلاف آخرين بينما تحذر وكالات الأمم المتحدة من أن مجاعة كبرى أصبحت وشيكة.
ووصف المبعوث الفلسطينى لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، تصويت مجلس الأمن بأنه "تصويت متأخر من أجل أن تسود الإنسانية".
وأضاف منصور للمجلس "يجب أن تكون هذه نقطة تحول. يجب أن يؤدى إلى إنقاذ الأرواح على الأرض. أعتذر لأولئك الذين خذلهم العالم، لأولئك الذين كان من الممكن إنقاذهم ولكن لم يتم إنقاذهم".
وتأكدت عزلة الحكومة الإسرائيلية بشكل أكبر الاثنين، عندما نشرت صحيفة إسرائيل هايوم مقابلة مع دونالد ترامب، الحليف السياسى المقرب لنتنياهو، الذى قال: "عليكم إنهاء حربكم.
وقال ترامب: "على إسرائيل أن تكون حذرة للغاية، لأنكم تخسرون الكثير من العالم، وتخسرون الكثير من الدعم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة