تفسير القرآن.. ما قاله القرطبى فى "إن الإنسان لربه لكنود"

الأربعاء، 27 مارس 2024 07:00 ص
تفسير القرآن.. ما قاله القرطبى فى "إن الإنسان لربه لكنود" الآية الكريمة
كتب محمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نواصل، اليوم، الوقوف مع كلام الإمام القرطبى فى تفسيره المعروف بـ"الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآى الفرقان"، ونقرأ ما قاله فى تفسير سورة العاديات فى الآية الـ 6 (إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ).


قوله تعالى: إن الإنسان لربه لكنود
هذا جواب القسم؛ أي طبع الإنسان على كفران النعمة، قال ابن عباس: لكنود لكفور جحود لنعم الله. وكذلك قال الحسن، وقال: يذكر المصائب وينسى النعم، أخذه الشاعر فنظمه:
يا أيها الظالم في فعله والظلم مردود على من ظلم إلى متى أنت وحتى متى
تشكو المصيبات وتنسى النعم!
وروى أبو أمامة الباهلي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "الكنود، هو الذي يأكل وحده، ويمنع رفده، ويضرب عبده"، وروى ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ألا أنبئكم بشراركم"؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: "من نزل وحده، ومنع رفده، وجلد عبده"، خرجهما الترمذي الحكيم في نوادر الأصول، وقد روى عن ابن عباس أيضا أنه قال: الكنود بلسان كندة وحضرموت: العاصي، وبلسان ربيعة ومضر: الكفور، وبلسان كنانة: البخيل السيئ الملكة؛ وقاله مقاتل: وقال الشاعر:
كنود لنعماء الرجال ومن يكن كنودا لنعماء الرجال يبعد
أي كفور، ثم قيل: هو الذي يكفر باليسير، ولا يشكر الكثير، وقيل: الجاحد للحق، وقيل: إنما سميت كندة كندة، لأنها جحدت أباها. وقال إبراهيم بن هرمة الشاعر: دع البخلاء إن شمخوا وصدوا وذكرى بخل غانية كنود
وقيل: الكنود: من كند إذا قطع: كأنه يقطع ما ينبغي أن يواصله من الشكر، ويقال: كند الحبل: إذا قطعه، قال الأعشى:
أميطي تميطى بصلب الفؤاد وصول حبال وكنادها
فهذا يدل على القطع، ويقال: كند يكند كنودا: أي كفر النعمة وجحدها، فهو كنود، وامرأة كنود أيضا.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة