الحشاشين.. متى ظهرت الباطنية لأول مرة وأشهر طوائفها؟

الأربعاء، 27 مارس 2024 12:00 ص
الحشاشين.. متى ظهرت الباطنية لأول مرة وأشهر طوائفها؟ الحشاشين
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

واحدة من الفرق الشيعية المثيرة دائما للجدل هي الباطنية، والتي خرجت عنها "الحشاشون" أو الحشاشين، والتي يدور عنها المسلسل الذى يحمل نفس الاسم للكاتب عبد الرحيم كمال، وبطولة النجم كريم عبد العزيز، حيث تتطرق المعالجة الدرامية للمسلسل لقصة حسن الصباح مؤسس فرقة الحشاشين، وأبرز الجرائم التي ارتكبتها تلك الجماعة، وكيف كانت سببا في إضغاف الدولة السلجوقية ومن ثم الخلافة العباسية.

لكن الحشاشين ليسوا الفرقة الوحيدة التي خرجت عن الباطنية، إذ يشار بهذا المصطلح إلى عدة فرق إسلامية، منها الإسماعيلية والقرامطة والخرمية، وقد تشير أيضا إلى فرق غير إسلامية كالمزدكية، إلا أنه يطلق بشكل مخصوص على الفرقة الإسماعيلية نسبة إلى إسماعيل الأعرج بن جعفر الصادق، وهناك كذلك البابكية نسبة إلى زعيم من زعمائهم وطاغية من طغاتهم يسمى بابك الخرمي، والمحمرة ولقبوا به لأنهم صبغوا ثيابهم بالحمرة أيام بابك الخرمي، التعليمية ولقبوا بذلك لأن مذهبهم قائم على إبطال الرأي وإبطال تصرف العقول.

وجاء اسم الباطنية لاعتقاد أهل تلك الطائفة بأنهم يزعمون معرفتهم ببواطن القرآن عمن سواهم من باقي الفرق الإسلامية، وقال الشهرستاني في سبب تسميتهم بهذا اللقب: "إنه لزمهم بهذا اللقب لحكمهم بأن لكل شيء ظاهرا وباطنا، ولكل تنزيل تأويلا"، وبشكل عام فأن لفظ الباطنية مأخوذ عن كلمة بطن بمعنى خفي فهو باطن، جمعه بواطن، واستبطن أمر وقف على دخلته، والباطنة بالكسرة، السريرة، والباطن هو داخل كل شيء ومن الأرض ما غمض يسمى باطنا.

يذكر الإمام السيوطي أن أول ظهور للباطنية كان في سنة اثنتين وتسعين للهجرة، وذهب البعض إلى أن ظهورهم كان سنة 205هـ وقال آخرون سنة 250، ويرى البعض أن ظهور مذهب الباطنية كان سنة 276هـ حينما قام زعيمهم ميمون القداح بإنشاء هذا المذهب، وينسب البعض ظهور الباطنية إلى حسن الصباح، الملقب بالسيد أو شيخ الجبل، حيث ينسب له تأسيس ما يعرف بـ الدعوة الجديدة أو الطائفة الإسماعيلة النزارية المشرقية أو الباطنية أو الحشاشون حسب التسمية الأوروبية.

يرى علماء الفرق والتاريخ أن بداية ظهور حركة الباطنية في أيام المأمون على يد حمدان بن قرمط، وعبد الله بن ميمون القداح، وأن هذه الدعوة انتشرت في زمن المعتصم العباسي، وأنهم اجتمعوا في سجن المهدي، للتنسيق بينهم، وكانوا أربعة رجال، وهم: أحمد بن الحسين، وعبد الله بن ميمون بن قداح، والزنداني، وحمدان بن قرمط.

بينما يذهب الدكتور محمد أحمد الخطيب في الأصل التاريخي للباطنية: الواقع أن مؤرِّخي الفِرَق مختلفون في أصلها ومصدرها؛ فمنهم مَن يُرجِعها إلى المجوس، ومنهم مَن ينسبها إلى صابئة حران، إلاَّ أن هذا الاختلاف يزول عندما نعرف أن الأصول التي يعتمد عليها الباطنية بكلِّ فِرَقِها وطوائفها نابعةٌ من الفلسفة اليونانية التي غزت بأفكارها الكثير من الفرق.

وبحسب موسوعة "الدرر السنية" فالباطنية لقب عام تشترك فيه عدة فرق وينضوي تحت لوائه طوائف متعددة القاسم المشترك بينها تأويل النصوص الشرعية عن معناها الظاهر إلى معان باطنية غير معهودة ومعروف لدى المسلمين شرعاً أو لغة أو عقلاً ومن أشهر هذه الفرق طائفتا الإسماعيلية والقرامطة.

وقد اقتصر ابن الجوزي والغزالي عليهما ولم يتعرضا لبقية الفرق الأخرى والسبب في ذلك أن الفرق الأخرى عندهما كالنصيرية أو الدروز إما أنها في أصلها ترجع إلى الشيعة الإمامية كالنصيرية أو أنها تعتبر فرعاً من فروع إحدى الفرق الباطنية التي ذكروها كالإسماعيلية فإن الدروز من الفرق التي انشعبت من الإسماعيلية.

وبالنسبة للباطنية في العصر الحديث فقد استمرت سلسلة الباطنية وأئمتها وانقسمت إلى فرقتين: فرقة تسمى البهرة والآغاخانية وهؤلاء موجودون في الهند في منطقة من مناطق اليمن تُسمى جبل حراز وما حوله، وأيضاً في جنوب الجزيرة العربية في بعض القبائل، وهؤلاء يسمون بـالإسماعيلية أو الآغاخانية، على أساس أن الآغاخانية هذه أو البهرة هؤلاء مختلفون هم وبقية الإسماعيلية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة