فى غضون ساعات من الغزو الروسى فى فبراير 2022، أعلن الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى الأحكام العرفية فى جميع أنحاء البلاد، وأطلق عملية دفاعية مستمرة ووقع مرسوما لتعبئة المجندين، ومع عدم السماح للرجال المؤهلين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما بمغادرة أوكرانيا، امتلأت التقارير الإخبارية بصور معظمها من النساء والأطفال الصغار الفارين من البلاد، ملفوفين بالبطانيات أو مع أجدادهم فى مكان قريب.
مثل الكثيرين، فى الأيام الأولى من الحرب، كانت المصورة البريطانى بولى برادين تتلقى معلوماتها من خلال التغطيات التلفزيونية والصحف، وفيه أدركت العلاقة بين ما كانت تشهده والأمر الواقع، حيث قالت "عندما رأيت هؤلاء النساء يغادرن أوكرانيا، فكرت فى كل ما سيتعين عليهن القيام به لدعم الأطفال وكبار السن الذين يجلبونهم. معهم"، بحسب cnn
نارين
بعد أسابيع من بدء عرض تلك الصور الصحفية الأولية، سافرت برادن إلى مولدوفا، التى تشترك فى الحدود مع أوكرانيا، وهى تفكر فى عمل جديد، حيث قالت: "كان من المهم تسجيل ما سيحدث لهؤلاء النساء" وأوضحت أنه كان يتعين عليهم العثور على سكن وتعليم ووظائف لبناء حياة جديدة.
وأضافت: "وهذا يعنى أيضًا أنهم أصبحوا فجأة لاجئين ربما كانوا مدرسين أو محامين أو أشخاصًا مهمين فى مجتمعهم كيف سيبدو ذلك بالنسبة لهم؟" سيصبح المشروع فى نهاية المطاف معرضا يسمى "مغادرة أوكرانيا"، يُعرض حاليًا فى متحف فاوندلينج فى لندن.
لينا
وتابعت: "بالطبع، من المهم أن يكون لدينا صور لخط المواجهة وما يحدث داخل أوكرانيا، ولكن من المهم أيضًا أن نفهم الدور الذى تلعبه المرأة فى الحرب، وخاصة هذه الحرب، حيث تخلت المرأة عن مكانتها فى بلدها"
أنيا
يمتد فيلم "مغادرة أوكرانيا" على مدار عامين (تم التقاط أحدث صورة فى أوائل مارس 2024 ويتميز بمزيج من التصوير الفوتوغرافى الثابت والصور المتحركة، ويتتبع عن كثب قصص 6 نساء التقت بهن برادن عندما سافرت إلى مولدوفا، وإدراكًا للنطاق الأوسع للعمل، تعتبر برادن أن "مغادرة أوكرانيا" ليست مجرد تصوير لهؤلاء النساء الست وعائلاتهن، ولكن أيضا انعكاس للبلدان التى انتهى بهن الأمر فيها، والتى تشمل إيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة. وفقًا لأحدث تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، استقبلت مولدوفا أكثر من 850 ألف لاجئ أوكرانى وأكثر من 120 ألف مواطن من دولة ثالثة منذ 22 فبراير 2022. ومن بينهم، حتى 12 نوفمبر 2023، بقى أكثر من 113 ألف شخص فى البلاد.
تصف برادن المشروع بأنه تعاونى بالكامل، حيث تشرح بالتفصيل عملها الوثيق مع النساء لبناء صورة حميمة لواقعهن الجديد، العديد من الصور عبارة عن دراسات رقيقة للحظات خاصة، تم التقاطها فى المنازل والأماكن الاجتماعية وفى وسائل النقل العام، وقالت: "لقد كانوا يروون قصتهم حقا"