قال الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن الوزارة تسعى لتدريب وتأهيل الشباب للمنافسة فى سوق العمل، فالتنمية البشرية والتدريب ليس غاية ولكنه وسيلة لخلق مسار عملى ناجح للشباب، حيث يتم العمل على تأهيل أكبر عدد ممكن من الشباب للمنافسة بسوق العمل بشكل فعال.
وأضاف الوزير فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن سوق العمل فى القرن 21 يختلف عن كل ما سبق لأن تقدم الاتصالات وتحول العالم إلى قرية صغيرة خلق فرص ضخمة، لم تكن متوفرة للشباب فى السابق للحصول على فرصة عمل فى قارة أخرى، كذلك خلق منافسة شرسة للشباب بين الدول، مثلما ينافس الشاب على وظيفة فى دولة أخرى هناك من ينافسه فى دولة أخرى على وظيفة فى مصر، حيث أصبح سوق العمل عالميا ودوليا، وبالتالى مسؤوليتنا فى تأهيل الشباب للمنافسة فى هذا السوق أصبح فى منتهى الأهمية.
وقال الدكتور عمرو طلعت: "نركز على التنمية البشرية والتدريب والتوسع فى التدريب حتى نستطيع تأهيل أكبر عدد ممكن من الشباب للفوز بفرصة عمل، وذلك فى إطار استراتيجية الوزارة التى تم الإعلان عنها بهذا الشأن عام 2018".
وأوضح الدكتور عمرو طلعت، أن الوزارة تستهدف إعداد وتأهيل كوادر مدربة لمشروعات الرقمنة والتحول الرقمى التى تجرى فى كل مكان وقطاع فى مصر، بالإضافة إلى الشركات ومنها الشركات الناشئة، بالتالى لابد من الاستمرار فى توسيع قاعدة الكوادر المدربة فى مختلف المحافظات لهذا الغرض، وتوفير التخصصات المطلوبة لسوق العمل.
وأشار إلى تدريب الشباب على البرمجة وكيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعى التوليدية، الذى ظهر منذ عام لبناء البرمجيات، لاسيما مع تراجع وربما قرب اندثار المبرمج التقليدى والذى حل محله المبرمج الذى ينشيء منظومة برمجية من خلال منظومة الذكاء الاصطناعى، حيث نعمل على تدريب الشباب فى هذا الاتجاه وسط منافسة شرسة مع العديد من الدول.
وقال وزير الاتصالات، إن الوزارة تركز على الشمول فى عمليات تأهيل وتدريب الكوادر البشرية كأحد المحددات الهامة، حيث لا يقتصر التدريب على القاهرة فقط ولكن كل شباب المحافظات وهو ما يخلق تحدى كبير، لاسيما أن محافظات مثل القاهرة والإسكندرية والمدن الجديدة بها حراك يخلق فرص عمل فى مجالات كثيرة، كما هناك قرى بسيطة لا تخلق كم فرص العمل فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يكفى الشباب ما يمثل تحدى كبير، وفى هذا الإطار تم مضاعفة عدد المتدربين من 4 آلاف إلى 400 ألف متدرب يتم تدريبهم فى تخصصات مختلفة لتأهيلهم لسوق العمل والحصول على وظائف، ضمنهم مهارة تك وبناة مصر الرقمية وغيرها من المبادرات.
وفى إطار جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للاستثمار فى بناء القدرات الرقمية تم زيادة ميزانية التدريب وأعداد المتدربين لترتفع إلى 400 ألف متدرب بميزانية 1.7 مليار جنيه خلال العام المالى الحالى.
وتتضمن استراتيجية الوزارة لبناء القدرات إطلاق برامج ومبادرات تستهدف كافة فئات المجتمع باختلاف مراحلهم العمرية وخلفياتهم الأكاديمية لتوفير فرص عمل متميزة للشباب تتواكب مع متطلبات العصر الرقمى، واعداد قاعدة عريضة من الكوادر القادرة على تنفيذ مشروعات مصر الرقمية وتعزيز قدرات مصر التنافسية فى مجال صناعة التعهيد.
كذلك أطلقت الوزارة مبادرات لاقت نجاحًا كبيرًا مثل أجيال مصر الرقمية لتكون مظلة لعدد من مبادرات بناء القدرات الرقمية المقدمة بالمجان لمختلف المراحل العمرية بدءا من الصف الرابع الإبتدائى وصولا لطلاب الجامعات والخريجين من مختلف الخلفيات الأكاديمية لتنمية مهاراتهم فى التخصصات الحديثة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومنها الذكاء الاصطناعى، وعلوم البيانات، والأمن السيبرانى، والنظم المدمجة، والفنون الرقمية، وإدارة موارد المؤسسات وغيرها بما يتواكب مع متطلبات سوق العمل المحلى والعالمى.
ويتم تنفيذ المبادرات بالتعاون مع عدد من كبرى الجامعات الدولية والشركات المحلية والعالمية المتخصصة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وتشمل أربع مبادرات وهى: مبادرة براعم مصر الرقمية التى تم إطلاقها فى عام 2023 بهدف تأهيل وبناء المهارات التكنولوجية لطلاب المدارس بداية من الصف الرابع الابتدائى إلى الصف السادس الابتدائى، ثانيا: مبادرة أشبال مصر الرقمية التى تستهدف تطوير مهارات المتفوقين من طلبة المدارس فى الصف الأول الإعدادى حتى الصف الثانى الثانوى.
والمبادرة الثالثة هى رواد مصر الرقمية التى تم إطلاقها فى 2023 وتهدف إلى تنمية الريادة التكنولوجية فى التقنيات الحديثة لدى طلاب الجامعات والخريجين من جميع التخصصات.
والمبادرة الرابعة هى مبادرة بُناة مصر الرقمية التى تستهدف صقل مهارات الخريجين المتفوقين فى تخصصات محددة ويتم التدريب فيها من خلال برنامجين أساسين هما برنامج ذوى الخبرة الذى يتم تنفيذه بالتعاون مع عدد من الجامعات الدولية لمنح الملتحقين به درجة الماجستير، والبرنامج الاحترافى الذى يتم تنفيذه بالتعاون مع المنصات التعليمية العالمية والجامعات الدولية لتنمية المهارات فى أحدث التخصصات فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال برنامج متكامل يشمل تدريب عملى معتمد من شركات عالمية ومحلية وبرنامج لتنمية المهارات القيادية والإدارية واللغوية.
ويستفيد من مبادرات أجيال مصر الرقمية حتى الآن نحو 60 ألف متدرب، وفى ضوء تنفيذ مبادرات أجيال مصر الرقمية؛ فقد تم توقيع مذكرات تفاهم مع 30 شركة محلية وعالمية لبناء القدرات الرقمية للملتحقين بهذه المبادرات.
كذلك تم تخريج 7 دفعات فى مختلف التخصصات التى تقدمها مبادرة بُناة مصر الرقمية؛ حيث تم منح درجة الماجستير المهنى لعدد 257 طالب فى تخصصات الذكاء الاصطناعى وعلوم البيانات، والفنون الرقمية، والتكنولوجيا المالية، وعلوم الروبوتات والأتمتة، والأمن السيبرانى بالتعاون مع جامعات أوتاوا وكوينز الكنديتان، وكولدج كورك الأيرلندية، وجامعة سينز الماليزية. ليصل إجمالى خريجى المبادرة نحو 369 خريجا.