<< استعنا بعبد الرحمن أبو زهره لتقديم شخصية البطل
<< التليفزيون أثر كثيرا على نجاح برامج الأطفال الإذاعة والطفل يريد مشاهدة شخصية كرتونية وليس سماعها
<< نحتاج لتطوير في المضمون والطريقة في تقديم محتوى للأطفال
"كابتن مارس"، هو أحد المسلسلات الكرتونية المهمة التي ارتبط بها الأطفال في الإذاعة المصرية، برنامج أطفال يعمل على إشباع خيال الطفل والسير به في الفضاء عبر قصص وحكايات متنوعة كل يوم، حرصت الإذاعة المصرية على بثه لفترة طويلة وجذب انتباه الأطفال، خاصة أنه تم الاستعانة بأحد كبار النجوم الذين تميزوا بتقديم محتوى للأطفال وهو الفنان عبد الرحمن أبو زهرة.
برامج الأطفال في الإذاعة تسبق التليفزيون كثيرا، بل إن هناك عملاقة في الإذاعة المصرية اشتهروا من خلال برامج الأطفال المميزة التي ارتبط بها أجيال كثيرة من المصريين مثل بابا شارو وأبلة فضيلة، فمنذ عشرات السنوات ونجحت الإذاعة في خطف آذان الأطفال لمتابعة برامج الأطفال التي تقدمها قبل أن ينتشر التليفزيون على نطاق واسع، لذلك تعد تجربة تقديم برماج للأطفال في الإذاعة أقدم من التليفزيون بسنوات عديدة.
كان لنا حوارا مع الدكتورة نعيمة حسن، أخر رئيس لإدارة الأطفال بالبرنامج العام بالإذاعة، وصاحبة فكرة مسلسل الأطفال الشهير "كابتن مارس"، والذي بثته الإذاعة المصرية خلال شهر رمضان، لتحدثنا عن تفاصيل تقديم برامج أطفال في الإذاعة وما إذا كان تقديم محتوى للأطفال في الإذاعة أصعب من التليفزيون، ودور الإذاعة في غرس قيم ومبادئ في الطفل المصري وحجم نجاحها في تقديم محتوى هادف للأطفال وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالي..
في البداية ما قصة مسلسل "كابتن مارس "؟
مسلسل الأطفال كابتن مارس الذي تم إذاعته في البرنامج العام هو برنامج خيالى، حاولنا فيه أن نقدم محتوى هادف وممتع للأطفال، وتزكية الخيال العلمي لدى الطفل، حيث كان هناك برنامج أطفال اسمه "كابتن أمريكا"، فأردنا أن يكون هناك برنامج للطفل المصري يحمل اسم مصر.
الدكتورة نعيمة حسن
وكيف جاء اختيار بطل هذا المسلسل الكرتونى الإذاعى؟
اخترنا أن يكون كابتن مارس من يحكى للأطفال تلك القصص هو الفنان عبد الرحمن أبو زهرة، خاصة أن له تجارب ناجحة للغاية في أفلام الكرتون وارتباط صوته بشخصيات كرتونية شهيرة، وأقنعناه بصعوبة بأن يقدم هذا المسلسل الكرتوني، فهو من الشخصيات التى ارتبط ذهن الأطفال بصوتها، خاصة في فيلم الكرتون علاء الدين وفيلم الكرتون الأسد الملك.
هل اختيار بطل العمل في محتوى الأطفال الإذاعي يؤثر على نجاح العمل؟
اختيار شخصية بطل العمل مهم للغاية، ولابد من اختيار بطل لديه طبقة صوت تستطيع أن تشد الأطفال ويكون له تجارب وخبرات متميزة في تقديم محتوى للأطفال من أجل نجاح العمل الذي يقدمه.
وما هي الفكرة التي اعتمد عليها هذا الفيلم الكرتوني؟
تصورنا أن هناك شخصية تحمل اسم مصر، تأخذ الأطفال كل يوم في حكاية من الفضاء، وربط الطفل بالهوية المصرية، وتعتمد بشكل كبير على الخيال عبر قصص متنوعة يؤديها الفنان عبد الرحمن أبو زهرة بصوته، وحقق نجاحا كبيرا.
الدكتورة نعيمة حسن وأبلة فضيلة
هل تقديم محتوى للأطفال في الإذاعة أصعب من التليفزيون؟
بالفعل.. لأن الكرتون مرتبط بشكل كبير أن يشاهده الطفل وليس أن يسمعه، وبالتالي ليس كل المحتويات يمكن أن يتم بثها في الإذاعة، فلا بد أن تكون الفكرة الخاصة بالمحتوى المقدم للأطفال تتناسب مع الإذاعة وتعتمد على الخيال، خاصة أن الإذاعة تعمل على تشغيل حاسة الخيال لدى المستمع.
ولكن الإذاعة لديها تجارب ناجحة وتاريخية منذ عشرات السنوات في تقديم محتوى للأطفال؟
نعم.. الإذاعة نجحت في تقديم مسلسلات إذاعية متميزة موجهة للأطفال، وكان لها دور في تنشئة الطفل، وهناك عمالقة في هذا المجال مثل أبلة فضيلة وبابا شارو، اللذان نجحا بشكل كبير في تقديم برامج متميزة للأطفال وارتبط بهم أجيال كثيرة من الأطفال المصريين الذين كانوا يحرصون يوميا على متابعة برامجهم ولكن مع ظهور التليفزيون بشكل واسع النطاق أثر ذلك على برامج الأطفال الإذاعية، خاصة أن الطفل تعود على مشاهدة الشخصية الكرتونية وليس فقط الاستماع لها، فالإذاعة كما نعلم موجودة قبل التليفزيون بعشرات السنوات، وحينها كانت تقدم برامج عديدة للأطفال وتحقق انتشارا واسعا، ولكن جاء التليفزيون ليأخذ هذا النجاح من الإذاعة ويجذب الأطفال بمحتوى يتم مشاهده لشخصيات كرتونية وعرائس أطفال.
نعيمة حسن رئيس إدارة الأطفال
إلى أي مدى تمثل برامج الأطفال أهمية في مخاطبة الطفل المصري؟
برامج الأطفال تشكل أهمية كبيرة في تربية الأطفال وتنشئتهم على مبادئ وقيم، وهناك أعمال ومحتوى أطفال نجح في التأثير على أجيال عديدة، خاصة أن الطفل يحرص على أن يعيش شخصية الشخصية الكرتونية التي تقدم له، وتؤثر بشكل كبير على حياته ويعمل على تقليدها، وبالتالي تقديم برامج أطفال يشكل أهمية كبيرة.
هل محتوى الأطفال المقدم في الإذاعة يستطيع أن يؤثر على الجيل الحالي من الأطفال؟
لم يعد تأثير برامج الأطفال الإذاعية على الطفل الحالي مثل الأجيال السابقة، فتأثير الإذاعة قل على الطفل، فإذا جئت بطفل في الوقت الحالي وطلبت منه الاستماع ببرنامج أطفال إذاعي سيرفض ويطلب أن يشاهده عبر تليفونه، بالفعل هناك أجيال كثيرة من الأطفال ارتبطت بالإذاعة في السابق ولكن هذا كان قبل ظهور التليفزيون، والآن قبل ظهور التليفون الذي أصبح في يد الكثير من الأطفال.
ما الذي اختلف في الإذاعة الآن عن الإذاعة في الماضي؟
الاختلاف كبير، حيث الآن أصبحت الكثير من المحطات الإذاعية خاصة وتجارية وتعتمد على الإعلانات ، بينما الإذاعة في الماضي كان لها أهداف لا تخرج عنها وتهتم بشكل كبير بالذوق العام، ولكن تغير الزمن ووسائل الاتصال والإعلام زادت بشكل كبير، وأصبح من الصعب السيطرة على الطفل والتحكم في المحتوى الذي يشاهده، وبالتالي أصبح هناك مسئولية على الأسرة اكثر من الماضي، ويضع هذا الأمر مسئولية كبيرة على الأمهات في متابعة المحتوى الذي يشاهده أطفالها.
ما هي خطورة متابعة الأطفال لأفلام الكارتون المدبلجة في الوقت الحالي؟
أصبحت بالفعل هناك أشياء موجهة للطفل العربي والمصرى عبر أفلام أجنبية تشكل الطفل بشكل سلبي، فمثلا في الإذاعة وجدنا البساط يسحب من برامج الأطفال في الإذاعة، خاصة أننى أخر مدير إدارة أطفال في الإذاعة، فهناك خطر على الأطفال في الاستماع لأفلام الكارتون الأجنبية، ولابد من بحث كيف نجذب الطفل لبرامج تساهم في نشأته على حب الوطن وتعلمه الأخلاق الحميد.
نعيمة حسن
هل ترين أن برامج الأطفال القديمة قادرة على اجتذاب الأطفال الآن؟
نحتاج لتطوير في المضمون والطريقة في تقديم محتوى للأطفال، فأيام أبلة فضيلة كانت تقدم بطريقة ولكن الآن لابد أن تقدم بطريقة أخرى، ولابد من خطة متكاملة نستطيع من خلالها الوصول للطفل لأن الطفل الآن يختلف تماما عن الطفل في السابق.
وهل الإعلام قادر على تنفيذ هذه المهمة؟
الإعلام قادر على التأثير على الأمهات من خلال توعيتهن بطريقة تربية الأطفال، وكيفية تنشئتهم بطريقة إيجابية، وكذلك قادر على إنتاج برامج مشوقة للأطفال وتعلهم العديد من المفاهيم الصحيحة والإيجابية.
هل هناك أهمية لإنتاج العديد من برامج للأطفال في الوقت الراهن؟
لابد من وضع خطة لبرامج وأفكار مبدعة تكون قادرة على اجتذاب الأطفال نحو تلك البرامج، وسحب البساط من الأفلام المدبلجة، ومن الممكن أن تعود الإذاعة والتليفزيون لدورها في جذب الأطفال وغرس القيم والمبادئ فيهم من خلال خطة حول كيف نجذب الأطفال نحو برامجنا.