"إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث" آخر ما تلاه قبل وفاته.. الشيخ سيد متولى حفظ القرآن الكريم على يد كفيفة بإحدى قرى الشرقية.. اعتلى دكة التلاوة وعمره 12 عاما.. واشتهر عالميا بعد تسجيل سورة يوسف.. صور

الخميس، 28 مارس 2024 08:00 م
"إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث" آخر ما تلاه قبل وفاته.. الشيخ سيد متولى حفظ القرآن الكريم على يد كفيفة بإحدى قرى الشرقية.. اعتلى دكة التلاوة وعمره 12 عاما.. واشتهر عالميا بعد تسجيل سورة يوسف.. صور الشيخ سيد متولى
الشرقية - فتحية الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كان ميلاده بداية تاريخ حقيقي لقريته "الفدادنة" التابعة لمركز فاقوس بالشرقية، والتى دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، واشتهرت على الصعيدين المحلى والعالمى، وصيغ لها مجد أعظم وأرقى ما تكون الصياغة، وكانت والدته تطلع إلى الله أن يرزقها ولدا بعد إنجابها 4 بنات ليقف بجوار شقيقاته الأربعة بعد رحيلها، ودعت الله أن يرزقها الولد لتهبه لحفظ القرآن الكريم، واستجاب المولى لها ورزقها بطفل، فوهبته للقرآن الكريم، وكان هذا الطفل هو "سيد متولي عبد العال" الذى ولد فى 26 أبريل عام 1947.

وعندما بلغ "سيد" الخامسة من عمره، ألحقه والدايه بكتاب الشيخة "مريم رزيق" داخل القرية لتعليمه الذكر الحكيم، وكان الكتاب شاهدا على نبوغ ذاك الطفل الذى لاحظت فيه الشيخة مؤشرات الموهبة من جمال الصوت والنفس الطويل، فبدأت تهتم به، وأتم حفظ القرآن فى الثانية عشرة، وعرف داخل قريته باسم الشيخ "سيد"، وهو فى الثانية عشرة واعتلى دكة التلاوة فى ذات العام وانطلق صوته ليصل الأرض بالسماء.

ومن جانبها، قالت الحاجة "نجاة السيد أحمد" زوجة الشيخ الراحل، إنه نجل خالها، وورث جمال الصوت عن أبيه، وأنها تزوجته فى السادسة عشرة من عمرها، ورزقهما الله بثمانية أبناء، الابن الأكبر محمد طبيب بيطرى، والابن الثانى طبيب بشرى، و6 بنات متزوجات، وكان طوال حياته يتقى الله فى تلاوة القرآن، وكان منزله مفتوحا أمام الجميع من أبناء القرية لحل المنازعات، فضلا عن كونه مأذونا للقرية، وكان الجميع يوقره ويحترمه، وكان رجلا مهذبا لا تغالى فى أجره وبار بأهله وأهل قريته.

وأضافت: على مدار حياته، تعرض "سيد" لابتلاءات كثيرة وربنا حفظه لأنه من أهل القران، حيث تعرض لعملية سطو من قبل مجهولين أثناء عودته من التلاوة بمدينة بنها قبل وفاته بـ10 سنوات، وإطلاق أعيرة نارية عليه، وذلك لسرقة السيارة، كما أصيب أثناء تعرضه لحادث قبل وفاته بفترة وربنا نجاه، وأسلم على يده عدد من شرق آسيا بفضل تلاوته.

والتقط منها الحديث ابنته "نادية" مدرسة لغة إنجليزية ومحفظة قرآن، وقالت إن والدها حفظ القرآن فى كتاب القرية، وكانت القائمة على عملية تحفيظه القرآن بالقرية سيدة عجوز كفيفة اسمها الشيخة "مريم رزيق"، ولولا وجودها فى قرية الفدادنة ما تخرج من القرية حافظا للقرآن الكريم، وكانت غير متزوجة وتفرغت لتحفيظ القرآن، وكان أى شيخ يفتح كتابا بالقرية يفشل، وتوفيت وعمرها 82 عاما قضتها فى تحفيظ القرآن.

وأضافت: كان أبى يفتخر بها فى كل مكان أنها معلمته الأولى، والتحق بكتاب الشيخة "مريم فى سن الخامسة، وفى البداية حفظ الحروف الهجائية لتعليم القرآن، وحفظ بداية بسورة الفاتحة وبعدها سورة الناس والفلق من آخر الجزء الثلاثين، وقصار السور، وأتم حفظ القرآن فى الثانية عشرة من عمره، ثم ذهب بعد ذلك للشيخ أحمد الصاوى عبد المعطى وتلقي عنه قراءة حفص عن عاصم، ثم ذهب للشيخ "طه الوكيل" فى قرية العرين وتلقي على يده علوم القرآن، ورواية ورش وقالون عن نافع، وأخذ صيته ينتشر فى قرية الفدادنة من سن الثانية عشر.

فيما تابع الدكتور "صلاح" طبيب بشرى نجل الشيخ، أن والده ذاع صيته عالميا فى أوائل عام 1984 عندما سجل مع "شركة صوت الشرقية" سورة سيدنا "يوسف" وقصار السور، فانتشرت كالبرق فى أنحاء جمهورية مصر العربية والخارج، وبعدها انهالت عليه الدعوات لإحياء ليالى رمضان وكانت البداية، مركز إحياء التراث الإسلامي من دولة قطر، ثم دولة نيجيريا ثم إيران ثم دعوات متكررة لمدة 14 عاما من لبنان وسوريا وجنوب أفريقيا وإندونيسيا، وإيران والهند، وكان يتم استقباله بشكل رسمي، وأن والده ذاع صيته ونافس قراء الإذاعة إلى أن تم انضمامه رسميا لها فى عام 1997.

وتابع نجل الشيخ، أنه ورث من والده جمال وعذوبة الصوت وتواضعه الجم، وإن يوم وفاة والده كان ونعم الخاتمة كان يقرأ بعد صلاة العشاء فى عزاء بمسقط رأسه بقرية الفدادنة بجوار المنزل، وذلك كان يوم 27 رمضان ليلة القدر، الموافق 16 يوليو من عام 2015 وشاء القدر أن يقرأ أيات فى نفس السياق، حيث قرأ من خواتيم سورة لقمان وأول سورة السجدة وكان تلاوة خاشعة، وقرأ: "إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت إن الله عليم خبير"، وبعد انتهاء والده من التلاوة ونزوله من على دكة التلاوة بدقائق معدودة توفاه الله، وكان ذلك دون تعرضه لأي أعراض مرضية، عن عمر يناهز 68 عاما، موضحا أن عزاء والده استمر ثلاثة أيام متواصلة وكانت الرحبة مكتظة بمحبي الشيخ، وقرأ فى العزاء كبار عملاقة التلاوة أمثال المشايخ "محمد عبد الوهاب الطنطاوي" والدكتور فرج الله الشاذلى، وعبد الفتاح الطاروطى، واسماعيل الطنطاوى"

فيما قال المهندس "أحمد ناجى" حفيد الشيخ سيد متولى، إن جده كان عطوف القلب وكان يدعو الله طوال حياته أن يرزقه حسن الخاتمة وقد استجاب الله، وأنه شاهد اللحظات الأخيرة فى حياة جده، حيث تم دعوته للقراء فى عزاء شاب بالقرية، وكان الشاب متوفيا صغيرا وأوصى أن يقرأ الشيخ سيد فى عزاءه، مؤكدا: "قام جدي بالتلاوة فى عزاء الشاب الراحل، وكان الجميع فى حالة من الدهشة من جمال التلاوة والمتعة وأثناء التلاوة توفى جدى وكان ذلك ليلة القدر، وكانت جنازته مهيبة".

احفاد الشيخ  سيد متولى
احفاد الشيخ سيد متولى

 

احفاد الشيخ
احفاد الشيخ

 

الشيخ القارئ سيد متولى
الشيخ القارئ سيد متولى

 

الشيخ سيد متولى اثناء التلاوة
الشيخ سيد متولى اثناء التلاوة

 

الشيخ سيد متولى بأحد العزاءات
الشيخ سيد متولى بأحد العزاءات

 

الشيخ سيد متولى عبدالعال
الشيخ سيد متولى عبدالعال

 

الشيخ سيد متولى
الشيخ سيد متولى

 

بلدة الشيخ
بلدة الشيخ

 

سيد متولى عبد العال
سيد متولى عبد العال

 

صورة قديمة للشيخ سيد متولى
صورة قديمة للشيخ سيد متولى

 

صورة قديمة للشيخ
صورة قديمة للشيخ

 

قبر الشيخ
قبر الشيخ

 

قرية الفدادنه
قرية الفدادنه

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة