د. فاتن الشيخ تكتب: صناع الحشاشين نجحوا فى تقديم الأسلحة المناسبة للحقبة التاريخية

الخميس، 28 مارس 2024 08:02 م
د. فاتن الشيخ تكتب: صناع الحشاشين نجحوا فى تقديم الأسلحة المناسبة للحقبة التاريخية د. فاتن الشيخ أستاذ الحضارة والتاريخ الإسلامي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تنوعت أشكال الأسلحة وفنون القتال عبر العصور الإسلامية، والأسلحة فى ذلك الوقت نوعان منها الأسلحة القتالية والدفاعية، فالأسلحة القتالية مثل «السيوف والرماح والقسى والنبال» وغيرها، أما الأسلحة الدفاعية مثل «الحصون والقلاع والدروع» التى مكانها اليد لصد ضربات العدو من طعنات السيوف والصد عن السهام وغيرها وتعرف أيضا باسم التروس.

أما الجواشن التى يرتديها الجند والقواد عند القتال للحماية وتصنع من المعدن ويسمى الزرد «وتنطق بفتح حرف الزين والراء  وتسكين آخره»، يرتديها المحارب كرداء واق للجسد، هذا بالإضافة لغطاء الرأس وتعرف بالخوذة ولنا حديث آخر عنها بالتفصيل بين تطابق وتوافق أغطية الرأس فى ذلك العصر خاصة للبلاط العباسى وبعض الجند وما جاء فى مسلسل الحشاشين ضمن دراما رمضان 2024، نرى أنه قريب للعصر.

أرى أن مسلسل الحشاشين قد وفق عندما قدم أنواع الأسلحة المستخدمة سواء لدى السلاجقة أوعند حسن الصباح مؤسس حركة الحشاشين وطائفته  خاصة فى أشكال السيوف والأسلحة و فى دقة التفاصيل الهامة  وروح العصر الذى كانت عليه أحداث المسلسل زمن الحشاشين.

ولفنون القتال تطورات اختلفت تكتيكاتها العسكرية من عصر لآخر، أما عن ذلك الوقت الذى يوافق أحداث المسلسل فتعرف بالتعبئة العسكرية أو تعبئة الجند، والتطور بدأ قديما بالقتال عن طريق الكر والفر ثم بالقتال صفا ثم القتال بتعبئة الجد إلى ما يعرف بالكراديس أى أن يقسم الجند إلى ميمنة وميسرة والمقدمة والساق أو مؤخرة الجيش ويكون القائد مقره القلب أو الوسط حرصا على حمايته وكذلك لتلقى الجد أوامره وتعليماته.

أما عصر ظهور طائفة الحشاشين والموافق لعصر الدولة السلجوقية التى بدأت فى عام 1037 واستمرت حتى عام 1157 والخلافة العباسية «العصر العباسى الثانى»، وأيضا الدولة الفاطمية فى مصر فى عهد المستنصر الفاطمى وقائده بدر الجمالى المعروف بأمير الجيوش وهى الحقبة التاريخية التى يستعرضها مسلسل الحشاشين فإنتاج دراما تاريخية مصرية من وحى التاريخ ومما استرعى انتباهنا  التعبئة للجند فى ذلك الوقت وأسلحتهم التى نرى أنها تتوافق تاريخيا مع عصر ظهور طائفة الحشاشين التى أسست سنة 1090 م خروجا عن الشيعة الإسماعيلية بالدولة الفاطمية عقب وفاة المستنصر الفاطمى  ولقبت بالنزارية وعرفت فى التاريخ بالباطلية والباطنية وغيرها.

أما عن توافق الأسلحة وتعبئة الجند داخل المسلسل نرى أن طائفة الحشاشين معاصرة لنفس أساليب القتال للسلاجقة والعباسيين خاصة وأنهم عاشوا فى بلاط الخلافة العباسية وتدربوا على النظم العسكرية الخاصة بها، وهذا ما جاء فى مسلسل الحشاشين، عند استعراض التدريبات العسكرية عند الصباح مستخدما طائفته لنصرة فكره بأحقية نزار بن المستنصر الفاطمى، حيث تقسيم الجند إلى فرسان ورجالة «المشاه» وفقا لما كانت عليه فنون القتال وتطورها، كذلك الأسلحة فى هذا التوقيت وسماتها وخصائصها المثبتة لدى المؤرخين فى أمهات الكتب ولدى المراجع الحديثة لدى المتخصصين، نرى توافق  شكل السيف على سبيل المثال فى المسلسل  خاصة أنه أهم أنواع الأسلحة فى ذلك الوقت، بالتالى علينا أن نعرف تطور أشكال السيوف عبر العصور الإسلامية، فى نبذة سريعة مختصرة، لنحدد مدى توافق أشكال السيوف المستخدمة فى مسلسل الحشاشين.

أخذ شكل السيف وصناعة  تطورات عديدة عبر العصور الإسلامية فمع بداية عصر الخلفاء الراشدين كان شكل السيف على شكل شريط مستطيل ونصل السلاح مدبب قليلا، واليد مستطيلة بعض الشىء وليس بها انحناء لمقبض اليد أى أن مقبض السيف يده «لم تعكف بعد» وكان أثقل مما صنع فيما بعد على مر العصور، ونوع آخر يعرف بذى الفقار وهو بفتحتين أو نصلين للسيف، فالسمة السائدة للسيف فى صدر الإسلام الأول أنه عبارة عن  شريط مستطيل مع اختلاف أسمائه وأشكاله أو الكتابات التى عليه.

ويستمر التطور لشكل وصناعة السيوف لنصل إلى عصر العباسى الثانى  وزمن طائفة الحشاشين فنرى اليد قد عكفت بانحناء واضح لسهولة الإمساك بالسيف ونصل السيف المدبب أخذ شكلا أكثر حدة وأخف وزنا خاصة عند سلاح الفرسان لسهولة الحركة مع القتال وهو على فرسه ومن أمثلة السيوف فى عصر الدويلات المستقلة مع ضعف الدولة العباسية المعروف بالعصر العباسى الثانى، من أنواع السيوف يغرف «بالصمصام» كذلك كانت تكتب على السيوف الآيات القرآنية والأبيات والأقوال الحماسية للإصرار على النصر كما كانت هناك السيوف المحلاة بالذهب والجوهر، ونرى توافق القائمين على العمل فى اتقان صناعة الأسلحة خاصة السيوف بما يتناسب مع الحقبة التاريخية وكأننا نرى المسلسل بروح العصر الذى يستعرضه.

شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان 2024 عبر بوابة دراما رمضان

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة