كشفت الأبحاث الجديدة التي أجراها عالم الجيولوجيا دنكان أغنيو من جامعة كاليفورنيا، أن ذوبان الجليد في جرينلاند والقارة القطبية الجنوبية الناجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري يمكن أن يؤثر على السرعة الزاوية للأرض، وهو المعدل الذى يدور به الكوكب، وبالتالي إطالة اليوم، وهذا الوقت قد يكون غير محسوس للبشر، ولكن ليس لأجهزة الكمبيوتر التي تعتمد على ضبط الوقت الدقيق.
وفقا لما ذكره موقع "space"، كتب أغنيو وزملاؤه في ورقة بحثية نشرت في مجلة Nature، "إن ظاهرة الاحتباس الحراري تؤثر بالفعل على ضبط الوقت العالمي".
يتم الاحتفاظ بالتوقيت الرسمي للأرض باستخدام حوالي 450 ساعة ذرية فائقة الدقة للحفاظ على التوقيت العالمي المنسق (UTC)، والذي تم تعريفه لأول مرة في عام 1969، وهناك طريقة تاريخية أكثر تقليدية لحفظ الوقت تستخدم دوران الأرض، ولكن بسبب تقلب دوران الأرض، منذ عام 1972، تم الحفاظ على التوافق بين هذين القياسين بإضافة 27 "ثانية كبيسة" إلى معيار الوقت الرسمي.
يؤدي ذوبان الجليد إلى تقليل السرعة الزاوية للأرض بسرعة أكبر من ذى قبل، الأمر الذى قد يتطلب "ثانية كبيسة سلبية" أو يأخذ ثانية كبيسة، ويتم اعتماده بعد ثلاث سنوات مما توقعه العلماء.
تكمن المشكلة فى ذلك فى أن أنشطة مثل حوسبة الشبكة والأسواق المالية تتطلب جدولًا زمنيًا ثابتًا وموحدًا ودقيقًا يوفره التوقيت العالمي المنسق (UTC)، ولم يتم اختبار إضافة ثانية كبيسة سلبية من قبل.
وكتبت باتريسيا تافيلا، عالمة الأرصاد الجوية في قسم الوقت بالمكتب الدولى للأوزان والقياسات (BIPM)، فيما يتعلق بالبحث الأخير فى عدد من المجلات: "لم تتم إضافة أو اختبار ثانية كبيسة سلبية مطلقًا، وبالتالى فإن المشكلات التى يمكن أن تخلقها لم يسبق لها مثيل".
وتعتقد تافيلا أن تأجيل الحاجة إلى ثانية كبيسة سلبية من عام 2026 إلى عام 2029 يمكن أن يساعد علماء الأرصاد الجوية على حساب دوران الأرض بشكل أفضل.
ومن شأن هذه المعلومات المحسنة أن تساعد في تقييم ما إذا كانت هناك حاجة بالفعل إلى ثانية سلبية أثناء تقييم المخاطر ذات الصلة.
جدير بالذكر أن معدل دوران الكوكب كان متقلبًا دائمًا، ولكن قبل تطبيق ضبط الوقت الدقيق والتكنولوجيا، كان التأثير الضار الوحيد الذي أحدثه هو تغيير توقيت الكسوف والأحداث الفلكية الأخرى مقارنة بالسجلات التي أنشأها وسجلها علماء الفلك القدماء.