وصل البشر إلى الفضاء من عقود من الزمان، وعاش الكثير منهم داخل محطة الفضاء الدولية، ومن بين هؤلاء تواجد عدد من المسلمين الذين ناقشوا كيفية الصلاة خارج كوكب الأرض وأبرز التحديات التي قد تواجه المسلم لأداء عباداته.
بحسب CNN، تتمثل المشكلة الأساسية في أن محطة الفضاء الدولية تدور حول الأرض بسرعة 17000 ميل فى الساعة أى 27600 كيلومتر فى الساعة، وهناك 16 شروقًا وغروبًا للشمس كل يوم، ما يجعل الصلاة مهمة صعبة وتحتاج إلى مواقيت خاصة وقبلة محددة، بالإضافة إلى التحديات الأخرى التي تفرضها بيئة انعدام الجاذبية في الفضاء.
أصدرت "دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري" التابعة لحكومة دبي، كتيبًا بعنوان "تقدير مواقيت الصلاة والصيام لرواد محطة الفضاء الدولي" أعدّه حمد محمد صالح، وهو عضو إدارة البحوث الإسلامية، للتعامل مع كل هذه التحديات، ووفقا لما توصلوا له، نرصد أبرز التوجيهات والقواعد الخاصة بالصلاة.
الوضوء والسجود في انعدام الجاذبية
في البداية يكون الوضوء وهو ما يسبق أي صلاة كانت، يكون من خلال المناشف المبللة وليس الماء السائل، ويمكن التزود بحفنة من التراب أو قطعة حجر للتيمم، وفى حالة تعذرت كل هذه الأشياء يمكن الاستناد إلى هيكل المركبة الذي يعد من جنس الأرض".
وعن قواعد أداء الصلاة من قيام وسجود، فبسبب الجاذبية قد لا يتمكن الرائد من تثبيت رجليه، وبالتالي يمكنه الصلاة جالسًا في مقعده مع ربط الحزام، والصلاة إيماءً.
مواقيت الصلاة مع اختلاف الزمن
وفقا للكتيب الإماراتى، يمكن النظر فى تقدير أوقات الصلاة والصيام في البلاد ذات الليل والنهار الطويلين، قياسًا بمواقيت أقرب البلدان إليها، أو بحسب مواقيت اليوم المعتدل لديها حين يكون الليل والنهار 12 ساعة، أو بحسب مواقيت مكة المكرمة.
قبلة الصلاة خارج الكوكب
هناك عدة طرق لتمييز هذا الأمر، فهناك من أوصى بطريقة الدائرة الكبرى شائعة الاستخدام، وهناك طريقة أخرى هي خط الاتجاه الأقل شيوعًا.
يمكن النظر إلى خريطة مسطحة باستخدام الإسقاط القياسى، والخط المتجه حيث يكون مأخوذا من مركز جونسون للفضاء فى هيوستن إلى مكة، على سبيل المثال، يمتد من الشرق إلى الجنوب الشرقى، وتشير الأرقام أيضًا إلى ذلك، حيث يقع مركز الفضاء فى شمال وغرب الكعبة، لذا فإن أى رحلة إلى المدينة المقدسة يجب أن تكون بطبيعة الحال إلى الجنوب الشرقى.
أما عن طريقة الدائرة الكبيرة، أقصر مسافة بين نقطتين على الكرة، بين هيوستن ومكة تنحرف فى البداية إلى الشمال الشرقى، ثم تنحرف جنوبًا إلى شبه الجزيرة السعودية، وعرف العلماء المسلمون منذ القرن التاسع الميلادى أن الطريق الدائرى الكبير يوفر أقصر طريق إلى مكة من أى مكان فى العالم، وهذه الطريقة هى أصل كل بوصلة القبلة على الإنترنت تقريبًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة