تسببت أشهر من الجفاف فى جميع أنحاء العالم فى انخفاض منسوب مياه الأنهار والبحيرات إلى مستويات لا يتذكرها الكثيرون، ما كشف عن الكنوز الغارقة منذ فترة طويلة، ولكن يعتبر الجفاف سلاح ذو حدين بالنسبة للسياحة، ففى الوقت الذى يؤثر سلبا على بعض المناطق خاصة مع عيد الفصح ، يؤدى إلى الكشف عن كنوز آخرى تجذب سياح جدد.
شواطئ إسبانيا
وفى إسبانيا، يؤثر الجفاف على موسم عيد الفصح السياحى، حيث أنه من المفترض أن يأتى السياح فى هذا الوقت إلى الشواطئ الإسبانية، ولكن مع الإجراءات المشددة من تقنين المياه وإغلاق أحواض الاستحمام كإجراء لتوفير المياه، والتى ستظل مغلقة وفقا لمرحلة الطوارئ، من المتوقع أن ينخفض عدد السياح.
جفاف بحيرة جارادا
تتمتع بحيرة جارادا الإيطالية بميزة جذب سياحى ولكن مع تبخر مياهها ونقص هطول الأمطار أدى إلى انخفاض منسوب مياه البحيرة إلى النصف تقريبا، ولذلك فقد أصبح السير وسط البحيرة أمرا طبيعيا وبالتالى فقد فقدت البحيرة منظرها الطبيعى الخلاب الذى كان يقصده السياح، وفقا لصحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.
ورغم أن مشكلة جفاف الماء يؤثر بشكل سلبى على المواطنين فى العالم، إلا أنه جائت بنتائج إيجابية عبر استقطاب السياح إلى تلك المنطقة، وذلك بعد تداول مشاهد للمواقع الأثرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال ماتيا جوسونى، خبير الأرصاد الجوية فى خدمة التنبؤات Il Meteo: يمر شمال إيطاليا بمرحلة جفاف منذ عامين"، ويشير إلى أنه تم تسجيل درجات حرارة عالية بشكل غير عادلا وقلة هطول الأمطار هذا الشتاء، حتى فى جبال الألب، أمطرت أقل من المتوسط ولا تكاد توجد ثلوج، وحدث شيء مشابه فى الشتاء الماضى أيضًا، ونتيجة لذلك، أصبحت المياه شحيحة.
بحيرات فينيسيا تجف والقوارب السياحية تقف
بدأت بحيرات مدينة فينيسيا الإيطالية الأكثر شهرة حول العالم بجمالها الخلاب، فى الجفاف والنضوب، كما أصبحت المراكب والسفن تفقد القدرة على التجول بصورة طبيعية، وكانت هذه البحيرات أحد أهم المعالم السياحية التى تميز إيطاليا، والتى كان يركبها السياح للخروج ومشاهدة المناظر الخلابة والاستمتاع بتجربة ليست موجودة سوى بفينيسيا.
بحيرة مونيل الفرنسية
كما أن بحيرة مونيل الفرنسية تحولت إلى ارض قاحلة، بسبب الجفاف، حيث تعيش فرنسا أسوأ جفاف لها منذ 64 عاما، فى الوقت الذى تعتبر فيه تلك البحيرة من الأماكن الجاذبة للسياح فى فرنسا، وهناك مخاوف كبيرة من تأثر قطاعات الزراعة والأنشطة الترفيهية المائية والسياحية.
وتقع بحيرة مونبل فى منطقة أريج، التى تعرضت لنقص فى هطول الأمطار بنسبة 80%؛ ما دفع العديد من المزارعين للتحول إلى المحاصيل الأقل استهلاكًا للمياه.
الكنوز الغارقة تجذب السياح
وفى البداية، كشف الجفاف الذى تعانى منه إسبانيا عن حوالى 1700 موقع أثرى فى منها بقايا مدينة ستونهنج الإسبانية، وأيضا عن نصب تذكارى صخرى يعود إلى 5000 عام، وظهور كنيسة أثرية تغمرها المياه، يعود تاريخها إلى عدة قرون، وتعد بين المعالم الأثرية الشهيرة فى إسبانيا، حسبما قالت صحيفة لباييس الإسبانية.
وأطلق على سياحة الجفاف هذا الاسم بسبب ظهور الآثار القديمة التى ظهرت فى بعض الدول والتى منها كنيسة فى بلدة سانت روما دى ساو الغارقة والتى ظهرت من مياه أحد الخزانات، وغمرت المياه قبل 60 عاما لتشكل خزان ساو الذى يزود مدينة برشلونة بالمياه، وعادة ما يظهر فوق السطح فقط الجزء العلوى من برج الكنيسة المكون من ثلاثة طوابق. والآن يقف المبنى الذى يعود تاريخه إلى القرن الحادى عشر ثابتًا على أرض جافة وبدأ فى جذب سياح الجفاف.
ووفقا لصحيفة البيريوديكو الإسبانية، فقال سيرجيو إيبيريكو، الذى يزور الخزان كثيرًا: أنه أمر لا يصدق مدى انخفاض منسوب المياه". ويقول: أتذكر أننى كنت أجدف هنا وكان مستوى المياه فى نافذة برج الكنيسة. يبلغ مستوى المياه الحالى فى خزان ساو 6% فقط من سعته. فى مثل هذا الوقت من العام الماضى كانت النسبة حوالى 19% وعادة ما يتجاوز متوسط شهر يناير 90%.
كما ظهرت أحجار تعود إلى العصر الحجرى الحديث فى مقاطعة كاسيريس بعد انخفاض منسوب المياه فى نهر تاجوس وخزان فالديكاناس فى المقاطعة نفسها، حيث ظهر ما يسمى ستونهنج الإسبانية أو Guadalperal Dolmen ويعتقد أنها عبارة عن دائرة مكونة من عشرات الأحجار الصخرية وتعود إلى 7000 عام.
إيطاليا: قنبلة من الحرب العالمية الثانية
أطول نهر فى إيطاليا، "بو"، هو مورد رئيسى للبلاد بأكملها، لكن هذا الصيف، كان جافًا حيث يواجه أسوأ جفاف له منذ 70 عامًا. فانخفضت مستويات المياه فيه الأمر الذى سمح بالكشف عن قطعة أثرية مغمورة وهى قنبلة تزن 1000 رطل تعود لحقبة الحرب العالمية الثانية.
اكتشف صيادون القنبلة الأمريكية الصنع، بالقرب من قرية بورجو فيرجيليو بشمال إيطاليا، بالقرب من مدينة مانتوا.
جسر بونس فى إيطاليا
كما تجلى الجفاف فى إيطاليا فى الفترات الأخيرة وادى انخفاض منسوب المياه فى الأنهار إلى ظهور جسر بونس نيرونيانوس وهو أحد الهياكل الرومانية القديمة والجسور التى بناها الامبراطور نيرو قبل 2000 عاما.
احجار الجوع فى التشيك
كما أظهرت ما يسمى بأحجار الجوع فى التشيك، وهى التى ظهرت فى نهر ألبه بالقرب من بلدة دوين، وأيضا فى نهر الراين بألمانيا، وهى أحجار مكتوب عليها رسائل تعود إلى عام 1616، حيث كان يعيش الناس فى حالة من الجفاف والجوع، ومكتوب على أحد الأحجار "اذا رأيتى ابك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة